في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي مطلوب دعم صمود شعب فلسطين / عبدالحميد الهمشري
عبدالحميد الهمشري* ( الأربعاء ) 27/2/2019 م …
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني …
لأنها فلسطين وهي فوق كل المعاهدات التصفوية ودعوات التطبيع ، فإن شعبها الذي قدم وما زال يقدم التضحيات لن يرضى عنها بديلاً شاء من شاء وأبى من أبى ، هكذا تتحدث تفجرات الصراع المتسلسل الذي انقضى عليه قرن ونيف .
فمنذ عهد الانتداب على فلسطين بتشريع دولي والعدو الصهيوني مدعوماً من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو يرتكب المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني ويستولي على الأرض وينتهك المقدسات بعصاباته المسنودة من جيشه الباغي ، وقد تفاقمت هذه الاعتداءات بعد الاحتلال للأراضي الفلسطينية بعد حرب العام 1967 ، حيث تركزت الاعتداءات على المقدسات في الدرجة الأولى خاصة المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل ، ناهيك عن الاستيلاء على الأرض حولهما وزرعها بالمستوطنات ، حيث يواصل ساكنوها المستقدمون من شتى بقاع الأرض بالاعتداء على حرمتهما والتعرض للمصلين فيهما ومحاولة النيل منهما بالحرق أو التقسيم أو التدنيس ، وكل ممارسات هؤلاء الدخلاء تتم بإسناد القيادة السياسية في الكيان العبري وجيش الاحتلال الباغي وقواه المخابراتية والاستخباراتية … حيث سبق وتم تقسيم الحرم الإبراهيمي وقبله إحراق محراب صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المبارك ..
وكما حصل في (25-2-1994) حيث قام المجرم الصهيوني باروخ جولدشتاين، وهو طبيب يهودي حيث قام بتنفيذ مذبحة في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية، فأطلق النار على المصلين في المسجد أثناء أدائهم لصلاة فجر يوم جمعة من شهر رمضان، فاستشهد 29 مصلياً وجرح نحو 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون ويقتلوه ، وهذا عرّض من قاموا بقتله للمساءلة والتحقيق من قوات الاحتلال الباغي.. وما حصل في المسجد الأقصى المبارك من محاولات تقسيمه مكانياً وزمانياً وإغلاق بواباته ومنع الدخول إليه إلا بتصاريح مسبقة وتجييش المستوطنين لاقتحامه وتدنيسه بالصلوات الاستفزازية في باحاته ، ومحاولات تركيب كاميرات مراقبة وتفتيش للداخلين إليه والخارجين منه وما حصل مؤخراً بالنسبة لبوابة الرحمة المغلقة من قبل سلطات الاحتلال منذ 16 عاماً حيث فتحه المصلون عنوة رغم أنف الاحتلال الذي حاولت قواته قمع المصلين لكن إصرارهم كان أقوى من جبروتهم ، فلم يثنهم اعتقال إمام المسجد الأقصى والقائمين على رعايته ، ووزارة الأوقاف الأردنية كان لها دورها الرائد في إطلاق سراح المعتقلين ومن ضمنهم الإمام ودعم صمود المقدسيين الذين تحاول سلطات الاحتلال إجلاءهم من القدس لخارجها … فحيا الله السواعد التي تواجه بكفها المخرز وتنهي مفعوله وبحجارة أطفالها التي مفعولها يفوق فعل الرشاش والمدفع ولكل الداعمين لصمود الأهل والأحبة في فلسطين .
Aabuzaher_2006 @yahoo .com
التعليقات مغلقة.