الأردن … الحكومة تحارب السجائر الإلكترونية لصالح الدخان التقليدي
الأربعاء 27/2/2019 م …
الأردن العربي – الياس العواد – يبدو ان الحكومة، أصيبت بحالة هلع وخوف من مسمى “الدخان” بكافة انواعه وذلك بعد قضية السجائر المقلدة الشهيرة وبطلها رجل الاعمال الاردني المتهم، عوني مطيع ورفاقه، فاقدمت على منع استيراد “السجائر الالكترونية” لصالح الدخان المصنع محلياً.
وزاد “الطين بلة” حينما إختلط الدخان المصنع محليا بالدخان المهرب عن طريق الحدود المشالية وبكميات كبيرة جداً، ما أدى بالحكومة الى مهاجمة المحال والمتاجر للبحث عن سجائر مهربة، ما يشكل ضربة قاصمة للاستثمارات بقطاع السجائر والدخان برمته.
ويبرز هنا سؤال، لماذا لا تسمح الحكومة بالسجائر الالكترونية الاكثر صحة، بدلا من فتح المجال امام سجائر تقليدية بات يشتكي المواطنون من سوء صناعتها؟
جولة استطلاعية بين المدخنين في الاردن ستخلص بنتيجة مفادها انهم باتوا يهربون من سوء ورداءة الدخان المصنع محليا خصوصا بعدما اكتشفوا ان مصانع مطيع كانت تبيعهم “تبناً” على انه دخان اجنبي او كذلك يحصل مع السجائر المهربة ذات جودة منخفضة، ما يمنح السجائر الالكترونية افضيلة محلية.
لكن هذه الاخيرة باتت مطاردة ترفض الحكومة حتى الان وضع قانون لها، بل واعلنتها وزارة الصحة انها مواد خارجة عن القانون رغم شهادات دولية بسلامة السجائر الالكترونية مقارنة بالتبغ.
فمن المستفيد من مطاردة السجائر الاكترونية سوى السيجارة التقليدية الاردنية ذات الجودة السيئة؟
وبينما تطالب الصحة البريطانية بتشجيع المدخنين على استبدال سيجارتهم التقليدية بأخرى الكترونية، في الاردن يجري مطاردة “الالكترونية” والتوسّع في نشر التقليدية، فهذه تجني المليارات، وتلك تشجع الاردنيين على عدم دفع الاموال والرسوم للحكومة.
في بريطانيا، تدعو هيئة الصحة العامة إلى تخويل الأطباء بوصف السجائر الإلكترونية كعلاج. وفي الاردن كأن الذعر قد أصاب الجهات المسؤولة وهي ترى اقبال الاردنيين – وهم من اكثر الشعوب تدخينا احصائيا –
الهيئة الحكومية البريطانية تريد أن تُدرَج السجائر الإلكترونية ضمن الوصفات الطبية الصادرة عن نظام الرعاية الصحية في بريطانيا، في غضون السنوات القليلة المقبلة، وذلك نظرا للنجاح الذي حققته في مساعدة كثيرين على الإقلاع عن التدخين.
وفي الاردن تدور أحاديث اجتماعية بين الشباب خلال محاولاتهم الاقلاع عن التدخين باستبدالها بالسيجارة الالكترونية، وهو ما شعرت – فيما يبدو – به الحكومة عبر إيرادات التدخين التي انخفضت – او هذا هو التقدير – بتوجه الناس الى “السيجارة الالكترونية” وهو اخر ما تريده الجهات المسؤولة، ماليا.
ووفق التقديرات فإن السجائر الإلكترونية أقل ضررا من سجائر التبغ التقليدية بنسبة تصل إلى 95 في المئة. نسب إن هي وصلت الى صدور الاردنيين فإن الخزينة ستقع في ورطة.
ويعد الاردنيون من اكثر شعوب المنطقة ممارسة لآفة التدخين ووفق دراسة عالمية اجرتها جامعة واشنطن الأمريكية فإن الأردنيين يحتلون المرتبة الأولى في التدخين بين الذكور في المنطقة، والثالثة بين الإناث.
أرقام مفزعة صحيا، لكنها تدعو للتفاؤل ضريبيا، فهل هذا هو السبب الذي دفع وزارة الصحة الاردنية – وليس المالية للأسف – لمطاردة السجائر الالكترونية في الأسواق التي تعد القوة الاكبر القادرة على اقناع الاردنيين على الاقلاع عن التدخين؟
مطاردة وزارة الصحة وصلت الى الاستعانة بالمواطنين “كمخبرين سريين” للتبليغ عن أماكن بيع السجائر الالكترونية في المملكة.
التعليقات مغلقة.