قمّتا بكين وهانوي في الميزان /  أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني

أسعد العزون ( الأردن ) الخميس 28/2/2019 م …




حدثان دوليان صارخان شهدنا أولهما قبل أيام ،وتمثل بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الصين، وعقده قمة مع الرئيس الصيني وإدلائه بتصريحات صحفية مستهجنة حول المسلمين الصينيين الإيغور،كما وقع العديد من الإتفاقيات التجارية  المليارية بطبيعة الحال.

أما الحدث الثاني فلا يقل غموضا بالنسبة للبعض عن الأول،وهو قمة بين الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس كوريا الشمالية أونغ في العاصمة الفيتنامية هانوي ،وتضخيمها أحيانا بسبب مواضيعها وأهمها نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية.

بعيدا عن المجاملة والتسحيج المتبع في مثل هذه الظروف ،فإن القمتين مشبوهتان في توقيتهما وأهدافهما ،وبصريح العبارة فإنهما لا يركبان على المخ السوي لغرابتهما ،وقبل الغوص في التفاصيل لا بد من التوضيح أنهما حدثان مفتعلان لتحقيق غايات مهمة وخطيرةفي نفس الوقت ،وتهدفان إلى تثبيت بندول ترمب  وإنقاذه من مصيره المحتوم وهو الطرد من البيت الأبيض ،بمعنى أن العامل المشترك بينهما هو ضرورة بقاء الرئيس ترمب في البيت الأبيض رئيسا لأمريكا حتى ينجز مهمته المكلف بها وهي تمزيق وتفكيك أمريكا.

لنبدأ بزيارة ولي العهد السعودي إلى بكين وتوقيعه إتفاقيات تجارية مليارية كان يفترض حسب الولاء السعودي لأمريكا ،ان يتم توقيعها مع واشنطن وليس مع بكين عدوة واشنطن اللدودة،لكن ما جرى هو أن الرئيس المهزوز ترمب أمر بن سلمان بالذهاب إلى بكين على وجه الخصوص وأن يوقع معها الإتفاقيات الضخمة ،ليقول ترمب لشعبه ،وقد قالها فعلا،أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال أن تذهب المليارات السعودية  السائبة إلى الصين عدوة أمريكا ومنافستها.

أما قمة هانوي فهي أيضا تندرج ضمن إطار التوجيهات ،إذ وجه الرئيس بوتين رئيس كوريا الشمالية بعقد قمة مع ترمب لبحث السلاح النووي ،حتى يقول ترمب لشعبه ومعارضيه أنه حقق ما عجز عنه رؤساء أمريكا السابقين ،وإلتقى مرارا مع الرئيس الكوري الشمالي”المارق”وأقنعه بنزع سلاح بلاده النووي ،وبذلك إستحق ترمب جائزتين الأولى أنه ظهر كرئيس قوي يفرض سطوته على الرؤساء “المارقين “أمثال الرئيس الكوري الشمالي ،وبالتالي يستحق نيل جائزة نوبل للسلام ،والثانية تمكينه من توجيه ضربة للمعارضة الأمريكية التي تطبق عليه منذ الأيام الأولى لتسلمه مقاليد الأمور في البيت الأبيض ،ويكون الرئيس بوتين قد حقق أهدافه وأبقى على “عميله” صانع قرار في البيت الأبيض.

في تفنيد الحدثين نقول أنه لا يمكن بل ومن المستحيل أن يقوم بن سلمان المخنوق بالحبل السري للصحفي جمال خاشقجي،بالمغامرة والمقامرة المتمثلة بزيارة عدو أمريكا اللدود ومنافستها على التربع فوق عرش العالم بكين،لكن ما جرى كما أسلفنا كان تكتيكا ،شأنه شأن قمة هانوي ،إذ لا يعقل أن يلتقي رئيس أكبر دولة في العالم مع رئيس “مارق ” مثل الرئيس الكوري الشمالي،تلك هي السياسة وقليل من يفهمها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.