سؤال : أين ” الثورة” السورية ؟ ./ أحمد الحباسى
أحمد الحباسى ( الإثنين ) 3/8/2015 م …
فقط و للتاريخ و من باب البحث عن الحقيقة، نريد أن نسأل كل الذين كتـــــبوا و صـالوا و جالوا بين وسائل الإعلام ، نريد أن نسأل ، شيخ الكذابين يوسف القرضاوى ، شيخ العملاء فيصل القاسم ، كبير ” المتحولين” عبد الباري عطوان ، ابن الصهيونية عزمي بشارة ، الصفر على الشمال صفوت الزيات ، قناة التزوير القطرية و من تبعها من أهل السفه الإعلامي العربي و الدولي ، تيار المستقبل بما في ذلك الزئبقي وليد بيك جنبلاط ، العميل محمد مرسى و جماعة الاخوان ، العثمانى رجب اوردغان ، كبير الفاسدين عبد الحليم خدام ، الفارون و على رأسهم رياض حجاب ، الذين صنعوا كل تلك الفيديوهات الكاذبة و كل هؤلاء ” المراسلين ” المغشوشين ، “أمين” الجامعة العربية العميل نبيل العربي ، شيخ دبلوماسية لي الذراع الأخضر الإبراهيمي ، زميله كوفي عنان ، العاهرة هيلارى كلينتون و جيفري فيلطمان ، الأهطل الأبله محمد المرزوقي و رديفه راشد الغنوشى ، صاحب التقاعد المبكر حمد بن خليفة آل ثاني ،سليل العمالة طارق الحميد ، إلى غير ذلك في هذه القائمة الطويلة العريضة ، نريد جوابا عن السؤال الوحيد : أين ” ثورتكم” السورية ؟ .
بطبيعة الحال ، انتم متعودون بالكذب و رضعتم حليب الكذب بالوراثة ، جوابكم دائم جاهز ، ” ثورتكم السلمية ” بالمناسبة ، ما زالت موجودة في الشام و من نشاهدهم تحت كل الأقنعة الإرهابية هم “ثوار” و ألف ثوار كمان ، و حتى لو اقتنع العالم كله بخلاف ذلك فلا شيء يعنيكم ، المهم أن تواصلوا طرح “الفكرة” للمتابع العربي بنفس الحماس المدفوع الأجر ، أن تجلبوا لهذه ” الفكرة” ما استطعتم من العقول الخائرة الفاقدة للتمييز، المهم أن تواصلوا إلى حين أن تأتى “التعليمات” بالتوقف أو بالتغير أو بالتغيير أو بإعادة “الصياغة” ، طبعا ، كل الشعوب العربية ترفع لكم القبعة لأنكم نجحتم فيما فشل فيه الصهاينة طيلة عقود من الزمن ، لأنكم تفوقتم في صهيونيتكم على الصهاينة أنفسهم ، نحن نعترف طبعا من باب الروح الرياضية “بالمتفوقين ” حتى لو كانوا مثلكم من الأعداء و الصهاينة و كلاب الزبالة الإعلامية .
المشكلة مع هذا الرئيس السوري بالذات كما سلفه انه عنيد و مشاكس و يكره الانحناء لغير الله ،لم يفلح العراف أحمد داوود اوغلو وزير الخارجية العثماني بأن يجعله يهادن هذه ” الثورة المفتعلة” و يقدم بعض التنازلات المطلوبة من إسرائيل ، أيضا لم يفلح ذلك الطالب الإبراهيمي المبعوث الأممى الصهيوني الذي جاء للشام مزودا بكم هائل من الكياسة و الخبث الدبلوماسي الذي تعلمه طيلة سنوات الانحناء للصهيونية في مجالس الأمم المتحدة ، لم يكن ممكنا لكوفي عنان أن ينجح و هو أمام قامة بحجم السيد وليد المعلم ، أيضا بذلت محمية قطر كل ” جهودها الخيرة المعتادة ” دون جدوى ، فشلت كل المحاولات ، و كان من “الطبيعي” أن تخرج ” الثورة” للعلن بعد أن ركب الرئيس السوري رأسه ، لم تطلق هذه الثورة “السلمية” رصاصة واحدة على جيش النظام و لم تدمر و لم تنهب و لم تغتصب و لم تذبح ولم تشوه و لم تنقل خبرا مدسوسا أو مزيفا واحدا عن “انجازاتها “البطولية ” السلمية” .
حصلت ” الثورة” السورية على دعم دولي غير مسبوق و لأول مرة في تاريخ الصراعات الدولية تنتزع الجامعة العربية مقعد سوريا لتقديمه هدية “للثورة” السورية الممثلة في ائتلاف هلامي زائف مشكل من فسيفساء بشرية متنافر بذلت قطر كل الجهود الممكنة لتوليفه دون جدوى ، ولأول مرة في تاريخ العلاقات العربية تصادر الجامعة العربية العلاقات الاقتصادية و السياسية و الإعلامية بينها و بين سوريا و تفرض على الشام عقوبات لا أول لها و لا آخر تحت ضغوط اللوبي الصهيوني ، و لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية تقف روسيا و الصين في وجه الطغيان الدولي لتقلب الطاولة على حلف المؤامرة و تهدد المحميات السعودية والقطرية العميلة بالنسف من على وجه الأرض ، و لأول مرة في تاريخ العلاقات الروسية العربية ترفض روسيا العرض المالي الخيالي السعودي لإعادة صياغة موقفها بما يتناسب مع مصالحها الذاتية و الخروج من دائرة إسناد الرئيس السوري و الإصرار على بقاءه ، لم يبق للمؤامرة “الثورة” القذرة إلا أن تقبل بالسم المتمثل في محاورة النظام بالغصب فيما رأى المتابعون أنها بداية نهاية حلم إسقاط الرئيس بشار الأسد قائد المقاومة العربية .
يدرك المتابعون اليوم أن نظام الفشل السعودي قد كان أول من أدرك أن اللعبة السورية قد انتهت بالفشل الذريع ، و أن الرئيس الأسد باق بإرادة الشعب السوري ،و أن روسيا بمعية إيران و حزب الله و الصين و دول البريكس يشكلان محور القوة الجديد في العالم ، لذلك “هربت” السعودية من مواجهة مؤتمر جينيف 1 و جينيف 2 ، أولا لان ثعلب المؤامرات سعود الفيصل لم يكن يتحمل هذه الصدمة الدبلوماسية الفادحة ، ثانيا ، لان السيد وليد المعلم لن يقبل تقديم التنازلات المهينة لكرامة الشعب السوري ، ثالثا ، لان الولايات المتحدة لن تقدر على سوريا بدليل ذلك الدرس البليغ المقدم من “المعلم” إلى جون كيري على مرأى و مسمع من العالم الذي يضاف لدرس الرئيس حافظ الأسد للرئيس بيل كلينتون نفسه ، يدرك المتابعون أيضا أن حرب عاصفة الحزم السعودية ضد اليمن هي رحلة الهروب الثانية للنظام من الهزيمة السورية ، لكن الرئيس السوري لا يزال مصرا كما في خطابه الأخير على أن يدفع جماعة المؤامرة فاتورة هذه الحرب الخاسرة ، بالنهاية ، فهمنا أنها لم تكن “ثورة” ، بل كانت مؤامرة على سوريا ، يستمر اللاعبون ، يذهب الكومبارس ، هذه هي حقائق لعبة الأمم .
التعليقات مغلقة.