رسالة إلى حزب العمال الشيوعي في روسيا / فؤاد النمري
فؤاد النمري* ( الأردن ) الجمعة 1/3/2019 م …
* مفكر ومناضل شيوعي أردني …
يرجى من عضو حزب العمال الشيوعي في روسيا الرفيق مشعل يسار أن ينقل الرسالة حرفياً إلى قيادة حزبه .
ما أود الإشارة إليه بداية هو أنني أوجه الرسالة إلى حزب العمال الشيوعي وليس إلى الحزب الشيوعي، حزب زوغانوف لسببين إثنين .
1 . لأن حزب زوغانوف هو وريث حزب خروشتشوف الذي تمرّغ بالخيانة حتى أذنيه .
2 . لأن حزب العمل الشيوعي يتجاهل الأسباب الحقيقية لانهيار الاتحاد السوفياتي .
ما على الشيوعي، كل شيوعي أن يعيه هو أن هناك أسباباً حقيقية ثابتة لانهيار الإتحاد السوفياتي وانهيار الثورة الشيوعية ؛ من يجهل أو يتجاهل تلك الأسباب لا يمكن أن يكون شيوعياً بحال من الأحوال، بل يمكن اعتباره خائنا طالما أنه يغطي على الخونة حتى لو كان ذلك بغير قصد كما هو حال حزب العمال الشيوعي في روسيا كما يعتقد .
الطعنة القاتلة للثورة الشيوعية في العام 53 بعد أن تأكد انتصارها على صعيد العالم تماماً مثلما كان لينين قد أكد ذلك في 6 مارس آذار 1919، ليس هو اغتيال ستالين بالسم أثناء عشاء 28 فبراير شباط 53 الذي قام به الخونة الثلاث بيريا ومالنكوف وخروشتشوف أعضاء المكتب السياسي لأن ستالين كان سيحيلهم على التقاعد في العام 55، بل كان فعلاً هو قرار اللجنة المركزية للحزب بإلغاء الخطة الخمسية في اجتماعها في سبتمبر ايلول 53، الخطة التي كان مؤتمر الحزب العام قد أقرها في أكتوبر 52 . كيف يمكن للجنة المركزية أن تلغي قراراً للمؤتمر العام للحزب بوزن الخطة الخمسية وهي التي كان المؤتمر العام قد انتخبها لتنفيذ تلك الخطة بحذافيرها بل وسيحاسبها في حال تقصيرها في تحقيق أي بند فيها !؟ استقالة مالنكوف كأمين عام الحزب احتجاجا على ذلك القرار الخياني لم يكن كافياً لمواجهة الخيانة بل كان علية وعلى معارضي القرار – وربما كانوا عشرات مثل مولوتوف وكاغانوفتش وفورشيلوف – أن ينشقوا ويعلنوا لملايين الشيوعيين السوفييت أن قرار اللجنة المركزية قراراً غير شرعي وهو بمثابة جرم خياني . لو كانوا قد فعلوا ذلك لكان من المرجح أن يكون حال العالم غير حاله اليوم بكل فقره وأزماته ؛ لكنهم جبنوا في مواجهة العسكر وقد بات كل الأمر لهم والإنسان عندما يتقدم في السن يفقد شجاعة الشباب .
كان القرار يفضح نفسه إذ قال .. ” إلغاء برنامج الخطة الخمسية لأنه يوهن وسائل الدفاع عن الوطن ” .
بالنسبة لي ولم أكن قد أكملت العشرين من العمر كان القرار محل غبطة وفرح حيث كنت أعتقد أن الشعوب السوفياتية ليست بحاجة للبسكويت والزبدة بقدر حاجتها للمدافع والدبابات ؛ ولا أعتقد أن قادة الأحزاب الشيوعية العربية كانوا يعتقدون غير ما اعتقدت حيث كان العرب يعتقدون أن بريطانيا هي من قهر هتلر، بل وحتى مؤخراً كتب أحد الكتاب المصريين المعروفين يقول أن الدول الغربية حملت الإتحاد السوفياتي على أكتافها في الحرب على النازية !! لم نكن نعلم أن الدول الغربية الثلاث لم تحارب ألمانيا على الإطلاق باستثناء فرنسا وقد حاربت خمسة أسابيع قبل أن تستسلم . تكلف الإتحاد السوفياتي وحده بسحق قوى النازية الهائلة والأحزاب الشيوعية العربية على الأقل لا تعلم ذلك ولم تنقل في صحافتها السرية بطولات وتضحيات السوفياتيين في الحرب . الأحزاب الشيوعية لم تعلم ذلك بقدر ما كان يعلم عدو الشيوعية ونستون تشيرتشل الذي كتب لستالين في 6 ابريل 43 يقول .. “أنا أعلم بكل جوارحي أنكم العمالقة ونحن لسنا مثلكم” . يشار في هذا السياق تحديداً إلى سخرية ستالين من إعلان تشكيل حلف شمال الأطلسي ضد الإتحاد السوفياتي في العام 49 إذ قال .. ” نحن لن نحاربكم لكننا سنتغلب عليكم بالمنافسة السلمية ” . تحقيقاً لهذا الهدف الكبير، كي يسبق الاتحاد السوفياتي كل الدول الغربية بالتنمية المدنية مثلما سبقها باشواط كبيرة في التنمية العسكرية قرر المؤتمر العام التاسع عشر الخطة التنموية الخماسية التي ننقل شريحة منها تشير إلى تحديد الزيادة في الإنتاج ما بين 51 إلى 55 بالتالي ..
حديد – بنسبة 76٪ ، فولاذ – 62 ٪ ، سيارة – 64 ٪ ، فحم – 43 ٪ ، نفط – 85 ٪ ، كهرباء – 80 ٪ ، توربينات بخارية – 2.3 مرة ، التوربينات المائية – 7.8 مرة ، الغلايات البخارية – 2.7 مرة ، المعادن معدات – 85٪، معدات نفط – 3.5 مرة، آلات قطع كبيرة – 2.6 مرة، مركبات – 20٪، جرارات – 19٪، صودا – 84٪، صودا كاوية – بنسبة 79٪، أسمدة معدنية – بنسبة 88٪، مطاط صناعي – بنسبة 82٪ ، الاسمنت – 2.2 مرة ، استخراج الخشب – 56٪ ، الورق – 46٪ ، نسيج القطن – 61٪ ، نسيج الصوف- 54٪ ، الأحذية- بنسبة 55٪ ، السكر-بنسبة 78٪ ، اللحوم- 92٪ ، السمك – بنسبة 58 ٪ ، والزبدة – 72 ٪ ، والزيت النباتي – بنسبة 77 ٪ ، المعلبات – 2.1 مرة
أستبدل كل ذلك بزيادة المدافع بنسبة 700% والدبابات بنسبة 600% والطائرات الحربية بنسبة 500% والرؤوس النووية بنسبة 400% والصواريخ العابرة للقارات بنسبة 300%
وهكذا رفلت الشعوب السوفياتية بكل هذه المعدات الحربية وب 240 قمرا تحوم في السماء وعلى الأرض في المدن السوفياتية 240 طابوراً من المواطنين ينتظرون دورهم علهم يححصلون على شيء من الطعام وبعض الحاجات المنزلية الضرورية .
أُغتيلت الإشتراكية باعتيال ستالين في نهاية فبراير شباط 53 من قبل أعضاء في المكتب السياسي للحزب، وباغتيال الخطة الخمسية الخامسة في سبتمبر ايلول 53، وهو ما انتهى بطرد أعضاء المكتب السياسي في انقلاب يونيو حزيران 57، وإعلان إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا في أكتوبر 61 من قبل المؤتمر العام للحزب الخائن حزب خروشتشوف الذي ورثة غورباتشوف ومن بعده زوغانوف .
التعليقات مغلقة.