يا لوقاحة بعض العرب …فهل كلنا أصبحنا شارلي أبدو ؟؟ / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 11/1/2015 م …

 

 

مازالت دروس التاريخ تعلمنا ان من لايقرأ التاريخ جيدآ ويفهم الماضي كما هو لن يقدر على فهم الحاضر ولن يستطيع ان يتكهن بالمستقبل ومع ذلك فمازالت فئات ليست بقليلة من امتنا العربية تصطنع لنفسها اطار خاص مبني على عاطفة حمقاء “,,وهنا لا أعرف ان كان الطبع قد غلب التطبع عند بعض العرب ,,فبمجرد أن حدثت أحداث باريس خلال ألاسبوع الماضي ,,حتى سلت ألالسن وسنت ألاقلام ,,وخرجت ألادانات الرسمية العربية ,,ورفعت بعض الصحف ووسائل الاعلام العربية شعار “كلنا شارلي أبدو “,و”أنا شارلي “,”وشارلي تمثلني “وبدء بعض العرب وبوقاحة مطلقة يذرفون دموع الكذب والنفاق على أناس كانو سببآ بمقتل مايزيد على 438 مسلمآ بعام 2006 وما بعد بمختلف بقاع الارض أحتجو على  رسومات قذرة كانت تستهدف نبي ورسول ألامة ألاطهر والأكرم .

 

وبغض النظر عن موقفنا من هذه المجلة ومن بعض العاملين فيها والذين يسيئون برسوماتهم “الراديكالية -الساخرة “للأنسانية جمعاء ,,ولكن هنا وللتأكيد على موقفي وعلى موقف غالبية أبناء أمة ألاسلام في مختلف بقاع الأرض ,,فنحن ضد أي عملية تستهدف أبرياء تحت شعار الثأر للأسلام ,,بالمطلق نحن ضد هذه العمليات ,,بل بألاحرى نحن ضد سياسة ألانتقام والثأر من اناس أبرياء ,, ولكن بتقديري الخاص هنا أن احداث باريس ألاخيرة ,وبغض النظر عن احداثها المبرمجة أعلاميآ وسياسيآ واهدافها المستقبلية الهادفة لهجمة غربية جديدة على ألاسلام ,فبرأيي هنا ان هذه ألاحداث ألاخيرة بباريس قد جاءت بأرادة سماوية ليرمي ألله الظالمين بالظالمين,,وهذا رأي خاص يشاركني فيه الكثير من المتابعين لتفاصيل وحيثيات حوداث باريس ألاخيرة .

 

 

 *هل قرأ العرب عن مجازر شارل مجالون وتاليران و نابليون بونابرت  بحق العرب؟؟.

 

ياترى هل محيت من ذاكرة العرب الحملات الفرنسية التي كانت تستهدف المسلمين والعرب ؟؟,,هل محيت من ذاكرة العرب توصيات القنصل الفرنسي بمصر” شارل مجالون”,1798, والموصية بضرورة ان تقوم فرنسا باحتلال بلاد المشرق العربي وتحديدآ “مصر “,,لنهب ثرواتها وتدمير حضارتها ,,وما تبع كل ذلك من توصيات اعدت بنفس العام من الوزير والسياسي والقائد العسكري “الكهنوتي ” الفرنسي  “تاليران “والموصية ايضآ بنفس توصيات “شارل مجالون “,,وما تبع كل هذا من حملة فرنسية كبرى وعلى موجات متلاحقة على بلاد المشرق العربي وعلى مصر وفلسطين تحديدآ “والتي كانت تخضع للاستعمار العثماني حينها” وعلى مدى ثلاث سنوات وبقيادة السفاح الفرنسي “نابليون بونابرت “,,والتي انتهت حينها بهزيمة كبرى للحملة الفرنسية ,,ولكن بحجم خسائر كبيرة بين سكان بلاد المشرق العربي وتحديدآ في فلسطين ومصر والتي ارتكب فيهما الفرنسيون مجازر ومذابح لاتعد ولاتحصى من مذبحة يافا ألى عكا الى غيرها من المذابح بفلسطين ومصر تحديدآ ,,وكل هذا كان يتم تحت أنظار الاستعمار العثماني الذي كان يستعمر بلاد المشرق العربي تحت شعار ” السلطنة والخلافة والولايات ” .

 

 

*هل نسي العرب المأساة الجزائرية وسايكس -بيكو ومأساة فلسطين والعراق وسورية وليبيا؟؟.

 

ياترى هل محيت من ذاكرة العرب  المأساة الجزائرية ,والتي عنوانها وسببها فرنسا,المجزرة الكبرى ضد الشعب الجزائري والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون شهيد 1830-1962وعلى مدى أكثرمن 132عام من ألاستعمار؟؟ ,, ياترى هل محيت أيضآ من ذاكرة العرب وثائق القنصل الفرنسي”1916″ ببيروت “بيكو “والذي اوصت بضرورة تقسيم الوطن العربي وخصوصآ بلاد الشام والعراق بين القوى الغربية الكبرى والتي انتجت ألان حدود مصطنعة قسمت الكيان الواحد وألامة الواحدة ألى اجزاء وقوميات وعرقيات وكل ذلك لخدمة مشروع قيام دولة  الكيان المسخ “اسرائيل الكبرى “,, وهل ياترى محيت  أيضآ من ذاكرة العرب مأساة الشعب الفلسطيني وتهجير وقتل وجرح وتشريد أكثر من 3مليون من سكان فلسطين العرب على يد العدو الصهيوني المسخ ومنذ ما يقارب القرن وربع القرن 1895-2015 وبدعم وتمويل من حكومات فرنسية وغربية عدة؟؟,,فمنح فلسطين للصهاينة  لم يبدأ عام 1948بل كان منذ عام 1895وكل ذلك بمؤمرات فرنسية –بريطانية .

 

 

وهل ياترى محيت أيضآ  من ذاكرة العرب مأساة العراق 1990-2015 التي سببها وعنوانها وجزء من أسبابها دعم حكومتي “فرنسوا ميتران “و”جال شيراك “لهذه الحرب ألاستعمارية على العراق,,والتي راح ضحيتها أكثر من 8مليون عراقي بين قتيل وجريح ومهجر ومشرد ؟؟,,وهل محيت أيضآ وأيضآ من ذاكرة العرب حجم الحرب الفرنسية التي تقودها  ألان حكومة أولاند ومن قبلها حكومة ساركوزي على الدولة السورية وبالتعاون مع حكومة أردوغان العثمانية والتي أنتجت كارثة انسانية كبرى بسورية ,وبذات الاطار هل سينسى العرب  طائرات “الرافال والميراج2000″الفرنسية التي كانت تذبح الشعب الليبي  ليل نهار بحجج واهية  ومن هذه الحجج تحرير الشعب الليبي من حكم نظام القذافي لتترك للشعب الليبي كارثة بشرية ودموية كبرى مازلنا نعيش تفاصيلها للأن,وهنا لا أعرف ولا يمكن أن أتصور انه كيف يمكن للذاكرة العربية  ان تنسى كل هذا ,,لتعود وتقول “كلنا شارلي أبدو”.

 

 

 

 

*قبل أن يرفع “بعض “اللبنانيين شعار “كلنا شارلي ابدو ” ليتذكرو مجزرة طرابلس ؟؟.

 

هل محيت من ذاكرة اللبنانيين مجازرالاستعمار الفرنسي 1936-1937 ,,هل نسيو مجزرة  طرابس التي قام بها الفرنسيين بحق العشرات من الشهداء والجرحى من تلاميذ المدارس ألاسلامية في طرابلس المنددين حينها باعتقال عبد الحميد كرامي ,,هل ينسى بعض اللبنانيين مجزرة صيدا التي قام بها الفرنسيين بحق بعض نساء لبنان الحرائر اللواتي كنا يهتفن “نريد عادل عسيران، نريد بشارة الخوري، نريد رياض الصلحالذين كانو محتجزين لدى سلطات الاستعمارالفرنسي ,لتوقع هذه المجزرة العشرات من نساء وشباب صيدا الحرائر بين شهيد وجريح ,وبالأضافة ألى مجازر عدة وقعت في بيروت وغيرها,فبعد كل هذا هل من السهولة ان ينسى اللبنانييون ضحايا هذه المجازر وفضاعاتها والفتن القذرة التي كان يروج لها الفرنسيين لتقسيم لبنان عرقيآ ودينيآ ومذهبيآ,,ليعودو بعد كل ذلك رافعين شعار “أنا شارلي أبدو “,وهنا لا اعرف ماالهدف من وراء هذه الوقاحة التي يتباهي بها البعض  بلبنان ؟؟.

 

 

*أخيرآ …يبدو ان بعض العرب يقدسون من يجلب لهم الدمار والخراب ؟؟.

 

من الواضح أن بعض العرب والمستعربين والأعراب يقدسون لدرجة العبادة ,,كل من يساهم بقتلهم وذبحهم وتشريدهم ,,فحجم المجازر التي أرتكبتها الحكومات الفرنسية المتعاقبة منذ مايقارب 250عامآ بحق العرب يمكن وصفها بالمذابح التاريخية ,,فمعظم الشعوب العربية تأثرت بهذه المذابح ,,,ولكن للأسف هناك بعض العرب والمستعربين والاعراب مازالت نفوسهم تتوق للعبودية ,,ولم تتحرر للأن كذلك ضمائرهم ,,فهم ما زالو يعيشون بعصور العبودية ,,وهؤلاء للأسف هم جزء من أجيال عربية متناسخة  ومتوارثة تتوق للعبودية وترفض التحرر .

 

وبالنهاية ,,اعيد تكرار وتأكيد أننا كعرب ومسلمين تحديدآ ,,ضد أي عمل يستهدف ألابرياء أينما وجدو ,,ورسالتنا هي رسالة سلام لكل أمم ألارض ,,والسؤال هنا :فهل أمم ألارض ألاخرى تقدم لنا نفس هذه الرسالة وتمد لنا يد السلام كذلك؟؟ ,,هذا السؤال أترك اجابته لكل ألاعراب وبعض العرب والمستعربين  الذين يتباكو ويرددون مقولة “كلنا شارلي أبدو”و “أنا شارلي ” و”شارلي تمثلني ” وننتظر أن نسمع قريبآ أجابة شافية على هذا السؤال من هؤلاء جميعآ الذين يتباكون على أحداث باريس ألاخيرة ………….

 

*كاتب وناشط سياسي –ألاردن .

[email protected]

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.