القدس وروح علي الدوابشة تستصرخان الأمة…ياعرب :الطريق إلى القدس لايمر بصنعاء وعدن؟! / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 4/8/2015 م …

تزامنآ مع جريمة أحراق الطفل الرضيع على الدوابشة من قبل عصابات الكيان الصهيوني المسخ ، تتسارع الاحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف المقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، ومن الطبيعي أن تولد هذه ألافعال الاجرامية والمشاريع الاستيطانية الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة وبعموم مناطق الضفة الغربية، ردة فعل غاضبة من قبل سكان واهالي الضفة الغربية وخصوصآ بعد حديث نتنياهو عن مشروع تهويد وصهينة مدينة القدس بشكل كامل ،حالة الغضب الفلسطينية بالمدينة برزت من خلال مجموعة ردود أفعال على التعديات والاستفزازت الصهيونية للمقدسيين ومن هذه الاستفزازات قيام مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات اقتحام وتدنيس مستمرة للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها ،ومن هنا فمن الطبيعي ان تمثل هذه الأستفزازت والتعديات الصهيونية سابقة خطيرة، وهذا ما دفع مواطنين من عموم مناطق الضفة الغربية  للقيام بعمليات فدائية وبطرق مبتكرة  كرد فعل على الأستفزازات الصهيونية بمدينة القدس المحتلة .

فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي ، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد ألاقصى بشكل خاص، وما سبق كل ذلك من عدوان أنتج محرقة ارتكبتها عصابات هذا الكيان المسخ بقطاع غزة “المنكوب” ،هذه العوامل بمجموعها تؤكد ان هناك مشروع صهيوني -دولي -اقليمي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم واحلال عصابات وقطعان المستوطنيين مكانهم ، فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى ومنها جريمة احراق الطفل علي الدوابشة ،بالأضافة إلى حملات تدمير وهدم للكثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديدآ، ليقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان .

ولم تكتفي عصابات هذا الكيان المسخ بهذه ألاجراءات فقط ، بل مازال يحاول الكثير من قادة هذا الكيان المسخ تدنيس المسجد ألاقصى واستباحة المقدسات ألاسلامية والمسيحية المتواجدة بمدينة القدس ، وخلال ألايام ألاخيرة شاهد العالم اجمع  مشاهد أقتحام قطعان الصهاينة للمسجد ألاقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية الشرطة الصهيونية ، هذا العمل المستفز وما تبعه من أعمال اكثر أستفزازآ أفرزت بمجموعها ردة فعل شعبية فلسطينية غاضبة  تمثلت بالقيام بالبعض من العمليات الفدائية والاستشهادية ضد المستوطنين الصهاينة وبطرق مبتكرة وبدائية نتيجة محدودية الموارد الدفاعية التي يملكونها ، تمثلت بحوداث الدهس والطعن وغيرها، وما رافق كل هذا وذاك من وجود مؤشرات كبرى توحي باقتراب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قريبآ.

بهذه المرحلة يلاحظ بشكل واضح  ان قادة الكيان الصهيوني  يعدون العدة لأعلان ساعة الصفر للحرب الدينية التي ستنطلق قريبآ بمدينة القدس وبعموم مناطق الضفة الغربية وفق ما تتحدث به الرؤية الصهيونية الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية، فجريمة نابلس تم تصويرها واظهارها للعالم اجمع بأنها تمت على أيدي عصابات يهودية متشددة ،وهذا ما يؤكد ان الكيان الصهيوني يسعى لتحويل معركته بعموم مناطق الضفة إلى معركة بين اليهود والمسلميين ، للتأكيد على حق الصهاينة بأن يكون لهم دولة يهودية مغلقة “قلعة مغلقة “،تفصل المسلميين عن اليهود ،وهذا ماصرح به أكثر من مسؤول صهيوني مؤخرآ ،وهذا مايجري العمل عليه الأن على ارض الواقع بعموم مناطق الضفة الغربية وبالقدس بشكل خاص .

الدور والموقف العربي بمايجري بمدينة القدس وماجرى بمدينة نابلس من احراق للطفل الرضيع علي الدوابشة،مازال كما هو وذلك يبدوا واضحآ من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه ألاحداث التي تستهدف الفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة “العربية” التي تكونت حديثآ بالمنطقة العربية “المحاور التي تعرف بتبعيتها الى المشروع الصهيو – أمريكي” أضفاء طابع أخر للمعركة بمدينة القدس وعموم الضفة الغربية، فقد حاولت هذه المحاور “المعتدلة” تصوير ما يجري بمدينة القدس بأنه أمر عرضي وسينتهي بفترة زمنية محدودة، مع ان جميع هذه الانظمة تعرف وتدرك أن هدف حكومة نتنياهو من أستغلال واشعال فتيل كل هذه الاحداث بمدينة القدس هو الوصول الى كسب موقف دولي يسمح لحكومة نتنياهو بكسب قرار دولي يسمح للصهاينة باقامة دولتهم “اليهودية” على انقاض الدولة “العربية- الاسلامية -المسيحية -الفلسطينية” .

ختامآ ،لقد أتضحت حقيقة ما يجري من احداث  بمدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية بشكل عام  ، وظهر بشكل واضح  ان حكومة نتنياهو تسعى لاستغلال هذه الاحداث  لكسب اوراق قوة من خلالها ، والسعي لكسب قرار واجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلموذي بقيام دولتهم اليهودية ،فهل سيتحرك العرب لحماية الضفة واهلها والثأر لروح الطفل الرضيع علي دوابشة؟ ،ام سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلآ ضعيفآ كما عهدناه  بما يخص قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين! ،الواضح ان موقف بعض العرب سيبقى كما هو ،كيف لا والبعض من العرب ينسق اليوم مع الكيان الصهيوني وقادته لتدمير ومحو تاريخ هذه الامة ،وهنا اود تذكير بعض العرب ان الطريق إلى القدس لايمر بصنعاء ولابعدن ،وأود ان اذكرهم ان جريمة احراق الطفل علي دوابشة هي وصمة عار بجبين كل من تأمر على فلسطين وساهم بتدمير وأضعاف هذه الأمة …….

* كاتب وناشط سياسي -الاردن.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.