عن سورية.. موقف خارج الحوار.. / علي حتر

 

علي حتر ( الأردن ) الثلاثاء 4/8/2015 م …

ما أقول هنا ليس للحوار مع من يختلفون معي فيه..

إنه موقف خارج أطر الحوار.. يقع ضمن حقي أن أنشر على صفحتي ( الفيس بوك ) ما أريد..

الصراع في الأرض بين قوى الظلام والنهب والسلب والهيمنة والاستغلال ورأسالمال من جهة، والفقراء المسحوقين المستغَلّين من جهة أخرى، لم ينتهِ بخروج الاتحاد السوفييتي من هذا الصراع التناقضي..

فالفقراء والمسحوقون لا زالوا فقراء مسحوقين.. والرأسماليون وأذنابهم ما زالوا رأسماليين مجرمين وأذنابا خادمين.

ورغم اختلاف مستوى الصراع وأدواته، فإن هناك دولا، وإن كانت مختلفة عن الاتحاد السوفييتي، إلا أنها ترفض التخلي عن الصراع والمواجهة، ومنها دول البريكس الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، كذلك إيران وكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية..

ورغم أن الكثيرين يقولون إن لكل دولة مصالح.. أقول نعم، ولكن هناك دول تقيس مصالحها بمصالح شعبها، ودول تقيس مصالحها بمصالح فاسديها وأصحاب رأس المال فيها والشركات وإدارات الأجهزة الأمنية فيها، وبين هؤلاء وأولئك فرق..

ومعظم الدول التي تصنف من قوى المواجهة مع الراسماليين والصهاينة هي من النوع الأول..

سورية اليوم.. تقترب من حسم معاركها على الأرض، مع الإرهاب والارتزاق والتكفير وداعميه ومخربي الآثار وسارقي المصانع والنفط وخدم إسرائيل.

لا يعني اجتماع قطر بين السعودية وروسيا وقطر، وربما أمريكا..

ولا زيارة ملك العائلة السعودية القريبة إلى موسكو..

أو الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني..

أو التهديدات التركية التي بدات تتخبط..

كلها لا تعني أن الحلف الداعم لسورية والمدافع عنها، بدأ يقدم تنازلات.. وبدأ يتهيأ للتخلي عن سورية.. وليقدم تنازلات في المسألة..

بل تعني عكس ذلك.. أن الحلف الرافض للقيادة السورية بدأ يتراجع، وأول تراجعاته واضح في تصريحات قائده الرسمي أوباما.. الذي صرح أن القيادة الحالية باقية.. وإخراجها من المعركة لم يعد هدفا.. بل إنها ضرورة من ضرورات الحل..

القوى المعادية لسورية.. هي التي بدأت تتصل وتلتقي لتفاوض حول الطريقة التي تنهزم فيها مع المحافظة على كرامتها.. إذا بقي لديها بعض من كرامة..

بعد الحسم..ستنضم سورية حتما إلى الصراع مع قوى الظلام  ورأس المال والصهيونية من جديد.. رغم أنها لم تتوقف عن ذلك خلال الهجمة عليها لأن صمودها هو أعلى درجات الصراع مع هذه القوى..

ونحن في سورية الكبرى، لا خيار لنا إلا الوقوف في خندق سورية الصغرى.. التي اقتطعنا منها قبل قرن..

أقول صغرى، وهي أكبر من كل ما ذكرت.. لكنني أقصد ما بقي بعد اقتطاعنا ولبنان وفلسطين والإسكندرون منها.

إن خروج سورية معافاة من الهجمة العظمى.. وهو ما بدأ يتضح.. وكنا من أوائل من رأوه في الأيام الأولى للهجمة.. هو إفشال لمواصلة التفتيت والتقسيم الذي ابتدأ قبل قرن.. لبلادنا.. وشعبنا..

والذي ترجم إلى سرقة فلسطين واقتطاع لبنان والأردن وسرقة الإسكندرون وأم الارشراش، وامتد بعد 1967 إلى اغتصاب الجولان وبقية فلسطين.. ومياه نهر الأردن، ومزارع الباقورة ووادي عربة.. وتعيين المتنازلين عن حق العودة في رام الله، ناهيك عن الاستمرار بنهب الغاز والنفط وخيرات المنطقة.. بدون توقف..

صمود سورية.. بالتاء المربوطة، هو منع لمواصلة تهجيرنا وتشتيتنا وقضم أراضينا ومنع اليهود من إنشاء وطنهم القومي في الضفة الشرقية..

هذا ليس للحوار..

إنه فهم وموقف.. لا مساومة في أي حرف منه..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.