وجوب إحياء الذكرى السنوية لضحايا مجازر صبرا وشاتيلا / د. غازي حسين

 

 

   د. غازي حسين ( فلسطين ) الأربعاء 5/8/2015 م …

ظهر قبل نهاية عام 1982 كتيب «صبرا وشاتيلا»: تحقيق حول مجزرة «لمؤلفه الكاتب الإسرائيلي امنون كابليوك. وكان ولا يزال من أهم المراجع عن مجازر صبرا وشاتيلا، وتضمن إدانة للسفاح شارون وبعض الجنرالات الإسرائيليين.

وظهر في الأسواق عام 1984 كتاب: «إسرائيل: من المجازر إلى إرهاب الدولة» لمؤلفه إيلان هاليفي. وألّف المحامي الأمريكي فرانكلين لامب كتاباً بعنوان: «المسؤولية القانونية الدولية عن مجزرة صبرا وشاتيلا»، وهو من أهم المراجع القانونية عن المجزرة.

وتؤكد بيان نويهض الحوت أن من أبرز التقارير والمقالات التي ظهرت في الصحافة العالمية كانت مقالات روبرت فيسك، وكارل بوكالا، ومارك فاينمان، وراي ولكنسون، وكولن كامبل، ولورين جينكينز، وزئيف شيف، وشهادة جان جينيه «أربع ساعات في شاتيلا».

وأبدعت المصورة الأمريكية مايا شون، والمصور الياباني ديوشي هيروكاوا بالصور التي أخذاها للمجزرة وعرضاها في المعارض والمحافل الدولية.

وتساءل الكاتب الأرجنتيني ـ الإسرائيلي في كتابه «الحرب الأطول: إسرائيل في لبنان»: لماذا يعجز الإسرائيليون عن إدراك المستوى الإجرامي العالمي في حملة جيشهم (المستمرة) على الشعب الفلسطيني؟… أنا أخشى أننا في لا وعينا الجماعي، ربما نحن لا نرفض بشكل كلي إمكان إبادة الشعب الفلسطيني.

نعم إن الشعب الإسرائيلي والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والجيش والمخابرات والأحزاب والمنظمات الصهيونية، واللوبيات اليهودية الأمريكية والمنظمات الصهيونية العالمية تؤيد وتدعم استمرار النكبة والهولوكوست الإسرائيلي على الشعب العربي الفلسطيني حتى يومنا هذا، وإلاَّ: لماذا يسكت الشعب الإسرائيلي واليهودية العالمية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والحروب العدوانية والتطهير العرقي وممارسة العنصرية والتمييز العنصري والعنصرية في القوانين الإسرائيلية، والتي تعتبر أسوأ من جرائم النازية في ألمانيا والأبارتايد في جنوب إفريقيا؟ ويقيمون الدنيا ولا يقعدوها عن جرائم النازية حتى يومنا هذا؟

رغم فظاعة ووحشية وهمجية مجازر صبرا وشاتيلا جاء اتفاق الطائف وأسدل ستاراً فولاذياً لمنع محاكمة مجرمي الحرب من القوات اللبنانية الذين نفذوا المجازر عندما أقر: «عفا الله عما مضى».

هكذا يتعامل ملوك آل سعود مع الهولوكوست الإسرائيلي والنكبة المستمرة على الشعب الفلسطيني!

وفي الوقت نفسه تتعامل إسرائيل بعكس ذلك تماماً مع كل من يقتل يهودياً. فالجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الجرحى يتركهم الجيش الإسرائيلي والمستعربون ينـزفون حتى الموت أمام عائلاتهم، ولا يسمحون لعائلاتهم بالتدخل لإسعافهم.

تحية وألف تحية في الذكرى السنوية لمجازر صبرا وشاتيلا للطبيبة البريطانية سوي شاي انغ ابنة سنغافورة، التي كانت تعالج الفلسطينيين في مستشفى غزة حتى وقوع المجازر، وأصدرت كتاباً رائعاً في لندن بعنوان: «من بيروت إلى القدس».

تحية وألف تحية للوفد الإيطالي الذي بدأ بالقدوم إلى بيروت في أيلول من كل عام منذ عام 2000 لإحياء ذكرى ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا، وذلك في الوقت الذي تدير فيه الحكومة اللبنانية والبلدان العربية وبالطبع بقية بلدان العالم الظهر لذكرى مجازر صبرا وشاتيلا وللهولوكوست الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.

الخزي والعار للبنان الرسمي الذي أدار ظهره تجاه الذكرى السنوية لمجازر صبرا وشاتيلا ويمارس أبشع أنواع العنصرية والتمييز العنصري تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

إن ما يؤلمني حقاً أن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية لم تقم بواجبها، نحو ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا، وتركت المخيمين بدون حماية عندما انسحبت من بيروت في آب 1982، بل وأدلى أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية بتصريح كرره عدة مرات بأن المنظمة تركت أكثر من ألفي فدائي للدفاع عن المخيمين، وهي لم تترك أحداً، مما أغرى سفاح قبية شارون بالتخطيط للمجازر، واختيار الأداة لتنفيذها، وإخفاء معالمها. ولإخفاء الوثائق التي تدين شارون. قام الموساد بناء على أوامر من شارون باغتيال إيلي حبيقة الذي أعلن أن لديه وثائق تثبت مسؤولية شارون عن المجزرة، وسيقدمها للمحكمة البلجيكية التي تنظر في محاكمة شارون كمجرم حرب. وذهبت الوثائق باغتيال إيلي حبيقة أدراج الرياح.

إن حق ضحايا المجازر الـ 74 التي ارتكبتها العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة قبل تأسيس الكيان الصهيوني ومنها مجزرة دير ياسين وضحايا عشرات المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في كفر قاسم وأبو زعبل وبحر البقر وداعل وقانا ومخيم جنين وحي الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس، وبيت حانون وغزة ورفح وغيرها تفرض علينا ألاَّ ننسى الماضي ونبقي الماضي حاضراً لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب، أسوأ بمجرمي الحرب النازيين، بل وأسوأ بني البشر على الإطلاق.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.