ماذا يخبئ المستقبل لطالبان بعد الملا عمر؟

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 5/8/2015 م …

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للكاتب كارتر مالكاسيان، المستشار المدني للجيش الأمريكي في أفغانستان ودول أخرى، يقول فيه إن العالم علم الأسبوع الماضي بوفاة زعيم طالبان محمد عمر، لكنه ربما كان ميتاً منذ أبريل (نيسان) 2013، وكان إعلان الخبر سيئاً بالنسبة لمحادثات السلام وساراً بالنسبة لجماعة داعش في أفغانستان.

وأوضح الكاتب أن عمر كان شخصية رئيسية في أفغانستان وباكستان. وكان نادراً ما يظهر أمام الناس وحاز باحترام العديد من الأفغان على الرغم من ضعف تعليمه، ووصفه أحد الأعضاء السابقين المعروفين في تنظيم طالبان بأنه “مُلّا حقيقي، وبشتوني حقيقي، وأفغاني حقيقي”.

ونقل الكاتب عن قائد شرطة قندهار عبد الرازق وخصم طالبان قوله: “كل طالبان تطيع الملا عمر. لن يبدأ مقاتلو طالبان بقتال بعضهم بعضاً (بعد وفاته)، فهم يد واحدة. وهذه ميزتها التي تتفوق بها على الحكومة”.

ويضيف الكاتب أن الإعلان عن وفاة عمر كان مفاجئة، فلم يعرف مقاتلو طالبان حتى الأربعاء بأنه مات وكانوا لا يزالون يطيعون الأوامر المنسوبة إليه. كانت محادثات السلام في نهاية المطاف، والتي يُفترض أن عمر يدعمها. وفي الوقت نفسه، كان تنظيم “داعش في أفغانستان” يحاول اقتحام أفغانستان، لكن بفضل نفوذ طالبان واسم عمر، لم تحقق أي نجاح يُذكر.

مستقبل طالبان

ويرى الكاتب أن مستقبل طالبان بعد عمر سيتخذ مسارين: أولا: ستنجو طالبان وتستمر على قيد الحياة بفضل تماسكها وتفانيها. ومع ذلك سيكون هناك صراع داخلي على السلطة، ويجب أن يثبت الزعيم الجديد (والذي تشير التقارير إلى نائبه أختار محمد منصور) أنه يستطيع حمل لواء الحرب ضد الولايات المتحدة في أفغانستان، وأنه قادر على اتخاذ موقف حاسم لحماية شرعية طالبان من التهديد الذي تفرضه جماعة “داعش في أفغانستان”، خشية أن يعتقد مقاتلو طالبان أنه ضعيف ويغير ولاءه، والنتيجة هي أنه من غير المرجح أن يوافق أي زعيم جديد على اتفاق سلام في المستقبل القريب.

أما مستقبل طالبان الآخر، فيتمثل في أن تؤدي العداوات الداخلية وصعود “تنظيم داعش” إلى تفتيت طالبان إلى مجموعات منشقة. وبالتالي لن يجد الرئيس الأفغاني أشرف غاني أي شريك ذي وزن كافي للتفاوض معه لوضع حد لأعمال العنف، على الرغم من إمكانية عقد صفقات مع الجماعات المنشقة.

قلق أمريكي من داعش

ويرى الكاتب أن نمو “داعش” قد يكون كافياً لإصابة الولايات المتحدة بقلقٍ كافٍ لتشجيعها على مزيد من النقاش حول الخطة الحالية حول وضع السفارة في أفغانستان بحلول نهاية عام 2016.

ويشير الكاتب إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بتشجيع أفغانستان وباكستان على مواصلة جهودهما بشأن محادثات السلام. قد تتعطل المحادثات خلال الأشهر القليلة القادمة، ولكن توقعات استئنافها ليست سيئة للغاية.

وأوضح الكاتب أن ضعف حركة طالبان والمنافسة مع “تنظيم داعش” قد يساعد الحكومة الافغانية على عقد محادثاتها الخاصة على أرض المعركة، بما يعطي أشرف غاني نفوذاً للتوصل إلى اتفاق مع أي زعيم طالباني جديد أو قادة الجماعات المنشقة الجديدة. ولن يؤدي أي اتفاق سلام إلى إنهاء العنف ولكنه سيترك أفغانستان في وضع أفضل مما هو عليه اليوم، برأي الكاتب

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.