واشنطن وتل أبيب تبحثان في منع وصول الأموال الإيرانيّة لحزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة

 

الأردن العربي –  زهير أندراوس   ( الأربعاء ) 5/8/2015 م …

** مسؤول أمريكيّ يؤكّد : نحظى بتعاون الدول الخليجيّة في هذا الموضوع بشكلٍ غير مسبوقٍ

قبل فترةٍ وجيرةٍ أعلنت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ومنظّمة حزب الله اللبنانيّ، هما من ألّذ أعداء الدولة العبريّة، ويُشكّلان الخطر الأوًّل على أمنها، علاوة على اعتبارهما تهديدًا إستراتيجيًا. ولفتت المصادر عينها إلى أنّ هذين العدوين هما العدوين اللذين يتحتّم على إسرائيل أخذ الحيطة والحذر منهما، زاعمة أنّ حزب الله، هو بمثابة جريرة لإيران، وبإمكان الأخيرة إصدار الأوامر للسيّد حسن نصر الله، الأمين العّام للحزب بالشروع في مواجهةٍ عسكريّة ضدّ تل أبيب.

كما أنّ صنّاع القرار في إسرائيل لا يخفون توجسّهم وقلقهم من قيام حزب الله بمحاولة تأسيس منطقة مقاومة في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، بهدف فتح جبهة أخرى ضدّ إسرائيل، بالإضافة إلى الجنوب اللبنانيّ، الأمر الذي يزيد من خطر المواجهة بين الطرفين، علمًا بأنّ إسرائيل أقرّت بأنّ حزب الله يملك صواريخ أكثر بكثير من عددٍ من دول حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، وأنّه على الرغم من انشغاله في الحرب الدائرة في سوريّة، فإنّه ما زال جاهزًا وحاضرًا للمواجهة القادمة مع جيش الاحتلال، حيث تقول المصادر الإسرائيليّة إنّ جميع أنحاء إسرائيل باتت في مرمى صواريخ المُقاومة اللبنانيّة، التي تُواصل، على الرغم من المراقبة الإسرائيليّة، بنقل أسلحة متطورّة ومُتقدّمة من سوريّة إلى لبنان، استعدادًا للجولة العسكريّة القادمة ضدّ إسرائيل. صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة ذكرت أنّه في خطوة ضمن سلسلة إجراءات طمأنة أمريكية لإسرائيل بعد الاتفاق النووي مع إيران، يتوجه وفد أمريكي رفيع إلى تل أبيب بهدف معلن، هو تعزيز التعاون الاستخباري المالي بين الجانبين لمنع نقل أموال إيرانيّة إلى حزب الله في لبنان، على حدّ تعبير المصادر الأمريكيّة والإسرائيليّة، التي وُصفت بالرفيعة، والتي تحدثت للصحيفة العبريّة.

وبحسب التقرير، فقد كشف مسؤول رفيع في إدارة الرئيس باراك أوباما النقاب عن أنّ وفدًا أمريكيًا كبيرًا سيصل إلى تل أبيب بداية أيلول (سبتمبر) المقبل للبحث في تكثيف التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، لإحباط نقل الأموال من إيران إلى المنظمات الإرهابية في لبنان وقطاع غزة، بعد الاتفاق النووي، حسبما قال المسؤول الأمريكيّ.

المصدر المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أضاف في حديثه مع الصحيفة الإسرائيليّة، أنّ الوفد الأمريكيّ برئاسة مساعد وزير المالية لشؤون الاستخبارات والإرهاب، آدم زوبين، سيلتقي كبار مسؤولي الخارجية وجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) ومجلس الأمن القومي، إضافة إلى شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في الجيش الإسرائيليّ. وبحسب الصحيفة، تابع المسؤول الأمريكيّ عينه قائلاً إنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ترى أنّ معظم الأموال التي ستحصل عليها إيران في أعقاب تنفيذ الاتفاق ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، ستُستخدم في الاستثمار الداخلي وترميم الاقتصاد الإيراني، ومع ذلك، شدّدّ المسؤول، فإنّ جزءً من هذه الأموال سيُحوَّل إلى الحرس الثوري الإيراني، ومنه باتجاه حزب الله والى منظمات إرهابيّة فلسطينيّة، على حدّ قوله.

مُضافًا إلى ذلك، أكّد المسؤول الأمريكيّ على أنّ إدارة الرئيس باراك اوباما معنية أكثر من الماضي بمتابعة حركة الأموال الإيرانيّة باتجاه المنطقة، إذْ أنّ الإيرانيين سيستمرون في تقديم الدعم المالي لحزب الله ولحركتي حماس والجهاد الإسلاميّ، وعلينا أنْ نتعاون مع إسرائيل في هذا المجال، وأنْ نقوم بتغيير وجهة التركيز في ما بيننا، من الاتفاق النووي إلى إحباط نقل الأموال من إيران إلى المنظمات الإرهابية، كما قال. وفيما أكّدت صحيفة (هآرتس) على أنّ الدولة العبريّة قلقة جدًا من نقل الأموال الإيرانية إلى تنظيمات معادية في مسعى منها لتمويل مؤامراتها في المنطقة، إلّا أنها أكدت في المقابل بأنّ ذلك مدعاة قلق أكثر للدول العربية في الخليج.

وفي هذا السياق، شدّدّ المسؤول الأمريكيّ في حديثه مع الصحيفة على أنّ دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، باعتبارها مركزًا اقتصاديًا وماليًا وتجاريًا في منطقة الشرق الأوسط، كذلك فإنّها تزود جهات إيرانية بالخدمات المختلفة، الأمر الذي يجعل منها مفتاحًا رئيسيًا في تعقب أموال إيران. وخلُص المسؤول الأمريكيّ إلى القول في حديثه مع الصحيفة الإسرائيليّة إنّ الولايات المًتحدّة الأمريكيّة تحظى حاليًا بتعاون الدول الخليجية في هذا الموضوع، وبمستوى لم نحظ بمثيل له من قبل، على حدّ تعبيره.

جديرٌ بالذكر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ كان قد صرحّ مؤخرًا أنّ الاتفاق يمنح إيران مئات المليارات من الدولارات التي تُساعدها في عدوانها في المنطقة وفي نشر الإرهاب في العالم، وقال إنّ هذا كلّه يعني مزيدًا من الأموال للحرس الثوري الإيراني، ومزيدًا من الأموال لقوات القدس، ولحزب الله ولحماس وللجهاد الإسلامي وللإرهاب الذي تدعمه إيران في ليبيا، وأيضًا للميليشيات في العراق، وللحوثيين في اليمن، إنّه اتفاق سيء وخطأ تاريخيّ، على حدّ

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.