الامم المتحدة والهيبة المفقودة والزيتون العفريني المسروق / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 7/3/2019 م …
منذ تاسيس هذه المنظمة الدولية التي كانت تحمل مسمى عصبة الامم ثم الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثان
ية لم نلمس انها اختارت بحيادية الا ما ندر ممثلا عنها ليتدخل وسيطا مستقلا في الازمات الاقليمية او الدولية التي تنشب بناء على نظامها الداخلي فلابد ان تكون اصابع ” الولايات المتحدة” وحليفاتها الغربيات قد دستها لاختيار ذلك المسؤول الذي يحمل ” اسم ممثل الامم المتحدة” لكنه منحاز حتى النخاع الى رغبات الغرب الاستعماري وبالذات ” ماما امريكا”.
ولانريد ان نورد امثلة قديمة على ذلك بل دعونا نرجع الى الوضع في سورية عندما كان ” ستيفان دي مستورا” ممثلا للامم المتحدة” فكانت معظم طروحات هذا الرجل الذي عمل لسنوات تحت مسمى” مبعوث الامم المتحدة الخاص” و استبدل بممثل اخر بعد فشله هي طروحات امريكية او كان بالاحرى يتحدث بالنيابة عن ” خصوم سورية الدولة الشرعية والعضو في الامم المتحدة ” ولم يكن محايدا على الاطلاق انما كان يدس انفه في الصغيرة والكبيرة خدمة لاسياده الغربيين وهو يحمل ” لقبا دوليا ” زورا لكنه كان ينفذ اجندات امريكية .
والامر من ذلك كان دي مستورا عقبة كأداء في طريق حلحلة الازمة السورية خاصة مايتعلق بالمسائل الدستورية ولجنتها بل لم نسمع منه يوما ان ادان الاعتداءات الصهيونية العسكرية المتكررة على سورية الدولة والعضو في الامم المتحدة تلك الاعتداءات المنافية للاعراف والقوانين التي تتحدث عنها ” الامم المتحدة: ” مثلما لم نسمع منه اية اشارة الى الوجود العسكري الامريكي والغربي غير الشرعي على الارض السورية كما لم ينطق يوما بتصريح او حتى بكلمة لامن بعيد او قريب وانعقد لسانه دون ان يدين الغزو التركي العسكري للشمال السوري خاصة ما حدث من جرائم في عفرين السورية وغيرها حيث تنهب حتى محاصيلها الزراعية ويعمد الحالم بالسلطة الى فتح ممرات الى عفرين بات يطلق عليها ” ممر الزيتون”.
وبالمناسبة بتنا نرى الزيتون المعلب المسروق من هذه المدينة في الاسواق اللندنية وهو مذيل ب” الزيتون العفريني ” نسبة الى عفرين المحتلة تركيا وما خفى كان اعظم وانقرة لاتزال تلوك الاحاديث الكاذبة عن حرصها على وحدة الاراضي السورية وان ليس هناك اطماعا لها بسورية ربما فقط انها تعشق ” محصول الزيتون وتصدره الى عواصم اوربية .
في اليمن التي تشهد عدوانا مدمرا للعام الرابع على التوالي وسط صمت دولي معيب بل ان هناك دولا كبرى في المنظمة الدولية بينها بريطانيا تدعم العدوان على اليمن وشعبها بالسلاح حدث الشيئ نفسه عندما تم اختيار شخصية عربية كممثل للامم المتحدة واذا بهذا الوسيط منحازا هو الاخر وما ان فشل في مهمته بعد اكتشاف امر انحيازه تم استبداله ايضا بشخصية بريطانية وها قد فاحت رائحة ” العفن الانكليزي ” ووصل الحال ان يتدخل وزير خارجية بريطانية في الازمة شخصيا بعد ان اباح لنفسه ذلك باعتبار ان من يمثل الامم المتحدة هو بريطاني .
فقد زار وزير خارجية بريطانيا عدن في جنوب اليمن وادلى بتصريحات خارج الاطار المتعامل به مما دفع القيادة في اليمن ان ترفض ذلك مثلما رفضت التعامل مع المسؤول البريطاني المنحاز هو وبلاده في حرب اقل ما يقال عنها انها كارثية تستهدف وجود شعب اليمن الاصيل تشارك فيها دول اعضاء في مجلس الامن الدولي وتمد طرف من اطراف النزاع بالسلاح والمعلومات اللوجستية وفي مقدمة تلك الدول” سيدة العالم الحر” حامية الارهاب الدولي وحليفاتها الغربيات.
اما في العراق فهناك ايضا ممثلا للامم المتحدة لم نسمع منه غيرالتصريحات التي تخدم مشاريع ” العم سام” وتدخلاته السافرة في الشان العراقي تحت غطاء الديمقراطية الزائفة التي فرضت على العراق بعد الغزو والاحتلال في اطار ” دستور مشبوه هو اشبه باللغم”.
هذه نماذج من شخصيات اطلقوا عليها مسمى ممثلين للامم المتحدة” ويدعون العالم الى احترامهم بالرغم من انهم مجرد ماجورين يتحركون كما تتحرك الدمى ناهيكم عن الجماعات الاخرى والمنظمات التي تعمل تحت غطاء المنظمة الدولية لكنها تمارس الكذب والخداع وفبركة الافلام وفي المقدمة منظمة الخوذ البيضاء” التي اكتشف دورها الزائف والتخريبي في سورية وقد سبق كل ذلك فرق التفتيش” الدولية” التي اعتمدت واشنطن ولندن تقاريرها الزائفة لغزو العراق واحتلاله بل وتدميره عام 2003.
بعد كل هذا هل هناك قيمة الان لشيئ اسمه ممثل خاص ل ” الامم المتحدة” وهل هناك من يصدق ان انقرة لاتطمح بشيئ في الجغرافيا سورية اكثر من “الزيتون العفريني” الذي بات يباع الان في اسواق لندن للمواد الغذائية ؟؟؟.
التعليقات مغلقة.