ما هي الشروط السورية للانفتاح على السعودية ؟ / خالد عرار

 

خالد عرار ( الخميس ) 6/8/2015 م …

فقدان القدرة لدى الولايات المتحدة الاميركية واعوانها في المنطقة على هزيمة محور المقاومة المدعوم من روسيا والصين، دفع واشنطن الى اجراء حوار هادئ بعيد عن «العنتريات» مع روسيا فأرسلت وزير خارجيتها جون كيري الى موسكو الذي مكث ليومين متتاليين والتقى وزير الخارجية سيرغي لافروف وتوج زيارته بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقا على رؤية مشتركة لحل بعض الملفات منها الملف الاوكراني والملف السوري، واعقبت تلك الزيارة زيارة لوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الى روسيا في 19 حزيران الماضي.

وتؤكد اوساط في 8 آذار ان زيارة محمد بن سلمان جاءت عشية ادراك السعودية بأنها ورطت نفسها في العدوان على اليمن الذي تحول الى مستنقع يصعب عليها الخروج منه من دون ظهور الندوب على جسدها المترهل، الذي قد لا يستجيب لاي علاج وعشية فقدان السيطرة على الارهابيين التكفيريين الذين نشرتهم السعودية في سوريا والعراق واليمن وغيرهما من البلدان العربية لدرجة باتت تشعر بالخطر الشديد على امنها ومستقبلها منهم. هذه الاوضاع وفّرت لحظة تاريخية للرئيس الروسي لتسويق رؤيته للحل في المنطقة وقبل ذلك احجمت روسيا عن استعمال حق النقض في مجلس الامن عندما اتخذ قرارا في الشأن اليمني.

وقبل تسويق بوتين لرؤيته اكد لوزير الدفاع السعودي على موقف روسيا الثابت في دعم سوريا بقيادة الرئيس الاسد وقدم عرضا على الواقع الميداني في سوريا والذي يحقق فيه الجيش السوري انجازات يومية وفي ختام اللقاء ابدى الوزير السعودي موافقته على رؤية بوتين وهذا ما استدعى دعوة وزيرالخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو وتم ابلاغه بالنتائج التي توصل اليها الرئيس الروسي وفي ختام زيارة المعلم لروسيا عقد مؤتمرا صحافيا شارك فيه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف واشار فيه المعلم في رده على سؤال ان الرئيس بوتين قادر على صناعة المعجزات.

وتشير الاوساط نفسها الى ان من معجزات بوتين زيارة اللواء علي مملوك الى الرياض على متن طائرة روسية ولقائه محمد بن سلمان وتقول الاوساط ان الشروط التي وضعها وزير خارجية سوريا وليد المعلم لحصول اللقاء بين مملوك ومحمد بن سلمان، تم اخذها في عين الاعتبار، لان حاجة السعودية لهكذا لقاء اكبر من حاجة سوريا، اعتقلت العديد من قادة الارهابين التكفيريين، وحصلت على اعترافات لما ينوي ارهابيو «داعش» و«النصرة» القيام به في السعودية وغيرها.

ومن الشروط التي وضعها المعلم لاي لقاء امني مع السعوديين، هو ان يكون اللقاء علنياً، ولم تعد سوريا تقبل ابقاء اللقاء سرياً ومن الشروط ايضاً، ابداء الاستعداد السعودي لوقف دعم الارهابيين على كافة المستويات، وهذا اللقاء سيدفع سوريا الى التمسك بما لديها من معلومات تخص امن السعودية ومستقبلها، الذي باتت المجموعات الارهابية التكفيرية تتهدده باي لحظة، حتى تبدأ السعودية فعليا بوقف الدعم عن كل الارهابيين في سوريا والعراق، ولبنان.

وتشير الاوساط ايضا الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران ليست بعيدة عما يجري وتساهم مساهمة فعالة في انضاج مجموعة حلول للمنطقة، بالتوازي مع مواجهتها للارهاب ومساهمتها الفعالة في سحقه والقضاء عليه، وبالرغم من اعتراف وزير الدفاع السعودية للمملوك ان مشكلتنا مع سوريا هي تحالفها مع طهران، فقد اعتبرت الاوساط ان طهران وقفت الى جانب الشعوب المستضعفة، ودعمت كل المقاومات في وجه الكيان الصهيوني الغاصب، لا سيما المقاومة الاسلامية في لبنان التي طردت الصهاينة من لبنان دون قيد او شرط عام 2000، وهزمتهم شر هزيمة عام 2006، اما في غزة فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية ان تصمد في وجه قوة اعتى في المنطقة بفضل ما قدمته طهران للمقاومين في غزة، فمشكلة الشعوب العربية جميعهم مع السعودية التي وافقت على انشاء الكيان الصهيوني الغاصب منذ العام 1926 فمشكلة اللبنانيين تحالف السعودية مع اسرائيل الذي ظهر الى العلن في الآونة الاخيرة وهذا ما تحدثت عنه وسائل الاتصال الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام، ومشكلة السوريين والعراقيين والفلسطينيين، واليمنيين والبحرانيين ومشكلة الطفل علي الداوبشة مع السعودية.

وفي سياق الحلول السياسية المرتقبة للمنطقة تشير المصادر الى ما نشر عن مؤسسة «راند» البحثية الاميركية والتي تقدم الاستشارات للمؤسسة العسكرية الاميركية، انها طلبت من المؤسسة العسكرية الاميركية، البدء بالمرحلة الانتقالية في سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.