بالصور..”خلود” أول فنانة تشكيلية على المستوي العربي تحترف الرسم بـ”الماكياج” في غزة
من رحم قطاع غزة ولد الفن والجمال والرقة ليكونوا لقبا لكثير من الفنانين التشكيليين , “خلود الدسوقي” من أحد الفنانين التشكيليين التي تسعى للتميز دائما , جعلت من أناملها رسائل سلام لمن حولها , واحتوت رسوماتها وأعمالها الفنية بكل شغف قلب وذوق كل من تكتحل عينيه في ملامح فنها, عندما تتموج الألوان وتصفو اللوحات تسكب تلك الأنامل حدائق من التميز والإبداع.
العشرينية خلود الدسوقي التي ولدت وولد الإبداع معها من مدينة خان يونس وهي في الرابعة من عمرها , من تلك المدينة وزقاقها بدأت خلود بالتعرف على الحياة عن طريق الرسم , فاختارتها موهبة ودراسة .
هواية وراثية
الفراشات لا تعرف ألوان أجنحتها ولكن أعين البشر تعرف تماما مدى روعتها , فلو كانت اللوحات تنطق لشكرت خلود مثلما تشكرها الأعين .
خلود كانت أول رسمه لها هى رسمه عروس ففي مرة ذهبت لطبيب الأسنان هى وشقيقتها وعندما طلب أن يدونوا أسمائهم استبدلت اسمها برسمه عروس , أعطي لموهبتها اهتمام خاص جدا من قبل عائلتها , حيث موهبتها تعتبر وراثية لموهبة والدها وأختها في فن الرسم أيضا , كانت خلود بؤرة اهتمام في المدرسة لدى معلميها , وكانت فى كل مسابقة مدرسية لا يقل مركزها بين زميلاتها عن الأولى أو الثانية , وقررت بعدها صقل هوايتها بتعلم التربية الفنية فى جامعة الأقصى , وكانت مثال الطالبة المتفاعلة والتي تبحث عن كل ما يميزها حيث شاركت فى معارض فنية وكان مستواها يصنع من تميزها سلماً للشهرة .
تميز فنان
تميزت في اختيار أقلامها وريشتها لتظهر أجمل ما عندها فاقتنت عدة أدوات منها : القلم الأزرق الجاف والحبر , والرصاص , ألوان الماء , الفحم النباتي وكان آخرها الماكياج , الذي أوجد كما هائلا من الذهول والإعجاب من قبل الآخرين كيفية احتراف تلك الرسومات فقط بالماكياج .
احترفت خلود الرسم بالفحم النباتي الذي يتغير حسب شكل النبات الأصلي , ويتميز بدرجات الظل وتنوع خطوطه , واعتبرته خلود الرسم بالشيء المميز في رسومها , بينما تعتبر الرسم بالماكياج شيء احترافي وأكثر تميز , فمن خلال بحثها عن الرسم بالماكياج لم تجد اى فنان قابلها الاحترافية فيه , وصفت خلود الماكياج بأنه نوع من الجماليات التي تعطي جمالا للوجه , فأحبت التجربة ورأت أنه من المميز استخدام الماكياج فى الرسم , لافتة إلى أن رسم أى شيء قبيح يجعله بالماكياج أجمل , وهذا ما تسعى دائما إليه خلود ألا وهو “الجمال” , فكانت أول رسمه لها بالماكياج للفنان محمد الديري .
واحترفت الرسم بالكحل أيضا الكحل قبل ثلاثة سنوات وبعدها وجدت ضرورة البحث عن شيء جديد ومميز فأبدعت الرسم بالماكياج وبعدها , وأكدت أنها على بحث دائم بأن تطور مهاراتها وفنها بالرسم بأدوات أخرى من البيئة .
معيقات وتحدي
حال خلود كحال اى فنان فى قطاع غزة يشكو قلة الإمكانيات نظرا لواقع القطاع فتشكو خلود من صعوبة المشاركة فى معارض خارجية بحكم إغلاق المعابر المتكرر والوضع السياسي المتردي , وتعاني أيضا من قلة الأدوات المناسبة للرسم وانخفاض جودتها , أضافة إلى عدم وجود مرسم خاص بها .
خلود تحدت ظروفها الشخصية بعد زواجها ومنعها من ممارسة هوايتها الرسم , كان هناك فرصة لأن ترجع الموهبة مرة أخرى رغم الظروف , فشاركت فى رسم لوحة فنية من الفحم النباتي بعنوان “ثورة حتى النصر ” مكونة من 12 شخصية مرموقة وقيادية , كانت تلك الرسم تحت ظروف صعبة تمر بها خلود وكانت مثالا للتحدي والعزيمة التي أحيتها مرة أخرى ورسمتها في 40 يوم فقط , فلم تكن من وجهة نظرها ذات مستوى كبير بحسب حديثها , لكنها فوجئت بانبهار وإعجاب كبير من قبل الجمهور والإعلاميين والفنانين .
رسالة
تؤكد خلود لـ “دنيا الوطن “حاجة قطاع غزة لتوصيل معاناته صوتا وصورة للعالم,وأنه واجب وطني على كل فنان, وتعتبر الرسم من أرقى وأسمى الطرق وكفيلة بالتعبير من خلالها عن أوجاع وطننا ومعاناتنا , خاصة بعد الحرب على غزة , إلى جانب مشاركتنا بتوصيل رسالة للوطن العربي والعالم بمساندة فلسطين للدول العربية , وشعورها بهم كأطفال اليرموك .
التعليقات مغلقة.