موسكو تؤكد دور ” امريكا” وحليفاتها التخريبي في الجامعة العربية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 10/3/2019 م …
كشفت وزارة الخارجية الروسية عن ان دولا معروفة من خارج الجامعة العربية تعمل على عرقلة عودة سورية الى الجامعة العربية مثلما تعمل هذه الدول على عرقلة عودة لاجئي مخيم الركبان الى وطنهم الام ” سورية” رغم الجهود التي تبذلها موسكو ودمشق بهدف عودتهم وقد حثت كل من روسيا وسورية الامم المتحدة والمنظمات الانسانية التابعة لها للمساعدة في ذلك.
وقد اوردت الوزارة اسماء دول ليست اعضاء في الجامعة العربية من انها تعمل على عدم عودة سورية لاحتلال موقعها مجددا في الجامعة العربية مثلما تعمل هذه الدول على وضع العراقيل امام اية تسوية للازمة السورية وتحاول انقاذ ما تبقى من ذيول مشروعها التدميري في ادلب وشرق سورية الذي افشلته سورية بدعم من اصدقائها وحلفائها بعد تضحيات جسيمة في تصديها لحرب اجرامية ” قذرة” تواصلت لثماني سنوات.
لانظن اننا شعرنا يوما من ان الجامعة العربية هي حقا اسم على مسمى اي تجمع الدول العربية ولا تفرقها .
فمنذ وجدت هذه ” الجامعة” تحولت الى اداة بيد الدول الغربية الضاغطة مثلما هناك اعضاء في الجامعة ينفذون اجندات استعمارية وكم من المرات اتخذت الجامعة قرارات مناهضة لدول اعضاء فيها والحقت ضررا فادحا بشعوبها منها مثلا العراق وكذلك ليبيا التي جرى التامر عليها واسقاط النظام الحاكم فيها بصرف النظر عن كون ذلك النظام ” دكتاتوريا” او فرديا”.
لو امعنا النظر في طبيعة الانظمة الموجودة في الجامعة كاعضاء لم نلمس ان هناك نظاما مثاليا يستحق ان يكون قدوة لبقية الانظمة الحاكمة في العالم حتى يتم فرز ذلك النظام او ابعاده او اسقاط عضويته ” مافي حد احسن من حدا”.
المسالة وما فيها ان هناك حكومات وانظمة معادية للولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري واسرائيل وان على هذه الدول والحكومات ان تدفع ثمن عدائها للمستعمرين حتى في اروقة الجامعة العربية فكان العراق وليبيا ثم سورية التي دفعت ثمنا باهظا جراء نهجها الوطني المعادي للاجنبي وكذا الحال بالنسبة لليمن ايضا .
زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية لم تتجن على الجامعة العربية عندما قالت ان هناك دولا اجنبية ليست اعضاء في الجامعة تسعى الى ابقاء سورية خارج الجامعة العربية في حين ان سورية كانت من مؤسسي هذه الجامعة كما هو معروف مثلما هو الحال بالنسبة للعراق الذي يتعرض لتدخلات اجنبية تركية وامريكية حيث توجد قوات عسكرية تابعة لهما على ارض العراق بينما يجري التركيز على ايران وكأن ايران وحدها التي تمرح وتسرح في العراق اما بقية الدول التي ترفض سحب قواتها من العراق فانها ” حمامات سلام” وان قواتها تحمل غصن الزيتون في قواعد عسكرية سواء في شمال العراق او غربه.
انها اشبه بالمسخرة ان تتحكم دول من خارج الجامعة العربية بنهج وسياسة الجامعة مما جعل الجامعة العربية مجرد اسم ولاشان لها باوضاع وشعوب الدول الاعضاء انها وبصحيح العبارة باتت اداة يستخدمها المستعمر فقد صمتت اثناء حدوث اكثر من ازمة ضد عضو من اعضائها ولن نسمع صوتها بل العكس كان يحصل عندما نرى ان مواقفها باتت تتماهى مع مواقف دول عدوة لامة العرب .
فقد صمتت الجامعة العربية على ما يحدث من مجازر في اليمن طيلة سنوات اربع ولن تتدخل حتى كوسيط عربي ونحن نرى الماسي التي تسببت بها الحرب المتواصلة للعام الرابع على شعب وبلد عربي عضو في الجامعة كل جريمته انه يرفض الرضوخ للغطرسة ولامزجة بعض الحكام الذين يسعون للتحكم والهيمنة على الشعوب الاخرى مثلما صمتت على الجرائم التي ارتكبها الارهابيون في سورية وكذا الحال في ليبيا والعراق.
لم تبق قيمة حقا لمسمى “الجامعة” طالما اننا لم نلمس منها موقفا حازما يخدم قضايا الامة العربية وان وجودها بات عبئا على الشعوب العربية .
والى من فاتته ماتعنيه ” الجامعة ” باللغة العراقية فان ” كلمة “جامعة” تعني ” الكلبجة” وهي الاصفاد المصنوعة من المعدن وتحتوي على قفل ومفتاح يربط فيها عادة رجل الامن او الشرطة يدي المطلوبين للدولة فيقولون مثلا ان فلان القي القبض عليه ” ووضعوا بيديه ” الجامعة” ” اي الكلبجة” ولاندري اذا كانت الجامعة العربية قد تحولت الى ” جامعة على الطريقة العراقية .
ولا نشك اطلاقا ان ما اكدته موسكو بان دولا من خارج الجامعة العربية تتدخل في شؤونها وتقف وراء رفض استعادة سورية لموقعها في الجامعة جاء عن عدم لان روسيا اكثر دراية بذلك ولن تشير الى هكذا مسالة هامة لولا تاكدها من موقف يجعل الجامعة اداة في خدمة اعداء تطلعات الشعوب العربية وحكوماتها المناهضة للمستعمرين القدامى والجدد.
التعليقات مغلقة.