وضع خاص للمرأة في الثورة / رفيق حاتم رفيق
رفيق حاتم رفيق ( الثلاثاء ) 12/3/2019 م …
كشف ماو تسي تونغ اثناء قيامه بتحقيق عن حركة الفلاحين في خونان السلطات التي تضطهد الكادحين رجالا ونساء وهي السلطة السياسية والسلطة العشائرية والسلطة الدينية فتلك السلطات تقمع وتستغل الشعب كله وتخضعه لجبروتها قائلا ” يخضع الرجال في الصين عادة لسيطرة ثلاثة أنظمة من السلطان ( السلطان السياسي والسلطان العشائري والسلطان الديني ) ” بينما تخضع الكادحات فضلا عن ذلك الى سلطة رابعة وهي سلطة الرجال فالمرأة مستغلة ومقموعة أكثر من الرجل لهذا السبب بالذات وكان أنجلس قبل ذلك قد قال انه ” في العائلة الرجل هو البرجوازي بينما المرأة هي البروليتاري ” أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة وهو ما يؤكده ماو يقوله : ” أما النساء فإلى جانب خضوعهنّ لسيطرة الأنظمة الثلاثة السالفة الذكر , يخضعن كذلك لسيطرة الرجال ( سلطان الزوج ) “.
ويتحدث ماو هنا عن المجتمع الصيني شبه المستعمر شبه الاقطاعي الذي لا يختلف جوهريا عما عليه الحال في المجتمع العربي اليوم حيث تمارس تلك السلطات الأربعة وظيفتها القمعية “وهذه الأنواع الأربعة من السلطان – السلطان السياسي , والسلطان العشائري , والسلطان الديني , وسلطان الزوج , تمثّل كل عقليّة ونظام الأبوّة الإقطاعي , وهي السلاسل الأربع الكبرى التي تقيّد الشعب الصيني , وعلى الأخص الفلاحين “
.وتمثل السلطة السياسية ركيزة ذلك الاضطهاد وعندما تتم الاطاحة بها تترنح بقية السلطات ويضعف نفوذها شيئا فشيئا قبل انهيارها مما يعني أولوية الكفاح من اجل التحرر السياسي الذي يتحد في القيام به الكادحات والكادحون يقول ” وقد سبق أن ذكرنا كيف أطاح الفلاحون بالسلطان السياسي لملاّك الأراضي في الريف ولما كان السلطان السياسي لملاّك الأراضي هو العمود الفقري لسائر أنواع السلطان , فإنه بانهياره تزعزعت أركان السلطة العشائري والسلطان الديني وسلطان الزوج جميعا”
ويبين ماو وجه الاختلاف بين وضع الكادحات في الريف ووضع النساء بين اوساط البرجوازية الصغيرة والبرجوازية المتوسطة فالكادحة في الريف تنخرط في أعمال مضنية وتفرض نفسها كقوة اقتصادية في جني المحاصيل الزراعية وتربية الماشية مما يمنحها حقوقا لا تتمتع بها النساء الاخريات ، وفي هذا الوضع يجد الزوج نفسه مضطرا الى تشريكها في ادارة العائلة ومجاراة مطالبها وهو ما يعني انه كلما كانت المراة منخرطة أكثر في العملية الاقتصادية كلما زادت حقوقها نموا داخل العائلة حيث يقول ” أما سلطان الزوج فقد كان على الدوام ضعيفا نسبيا بين الفلاحين الفقراء , لأن الفلاّحات الفقيرات مضطرّات لأسباب مالية إلى المساهمة في العمل الجسماني بقسط أكبر مما لنساء الطبقات الميسورة , ومن ثمّ اكتسبن حقا أعظم في الكلام حتى في إتخاذ القرارات في الشؤون العائلية . وفي السنوات الأخيرة زاد الإقتصاد الريفي إفلاسا , الأمر الذي قوّض الشرط الأساسي لسيطرة الرجال على النساء . واليوم , عندما نهضت حركة الفلاحين , بادرت النساء في أماكن عديدة إلى تنظيم الإتحاد النسائي الريفي , فقد سنحت لهن الفرصة كي يرفعن رؤوسهن , وأخذ سلطان الزوج يتزعزع يوما فيوما . وبالإختصار , فإن جميع العقليات والأنظمة القائمة على أساس نظام الأبوّة الإقطاعي أخذت تتزعزع مع تعاظم سلطة الفلاحين ” . أنظر للغرض : ماوتسي تونغ ، تقرير عن تحقيقات في حركة الفلاحين في خونان ” ( مارس – اّذار – 1927 ) , المؤلفات المختارة , المجلّد الأول .
وهذا الوضع الخاص للمرأة في الثورة يفرض على الكادحات الانخراط أكثر فأكثر في الكفاح من أجل التحرر الوطني والاشتراكية بدراسة النظرية الثورية الماركسية اللينينية الماوية والتسلح بها وتنظيم الصفوف وخوض الممارسة العملية على قاعدتها .
التعليقات مغلقة.