تغييب المثقفين !! / احمد عبدالله الشاوش

 

احمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الجمعة 7/8/2015 م …

[email protected]

تثار العديد من التساؤلات البريئة والمشروعة حول غياب دور ” المثقفين ” اليمنيين وتواريهم خلف الاحداث رغم العواصف  والزوابع والتحديات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب اليمني على مستوى الصراع الداخلي للتفرد بالسلطة ، والعدوان الخارجي الذي يمارس ” الإبادة ” الجماعية بقيادة حكام ” الرياض ” على مدار الساعة .

ويستغرب المواطن اليمني الذي أصبح عرضة لصواريخ وقنابل العدوان السعو- امريكي المتوحش المدعم بغطاء مجلس الامن الدولي ، ورصاص ومجازر فرقاء العمل السياسي والغياب المذهل والتغييب المتعمد للدور الوطني لهذه الكوكبة من رجال الحكمة والمعرفة واعلان موقف مشرف يعيد جسور الثقة بينها والعامة من خلال القيام بدورها الريادي في صناعة الاحداث الوطنية والدفع نحو السلام والامن والاستقرار من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي توجب هذه الشريحة المثقفة سرعة دق ” نفير ” القيم والخروج من حالة ” الغيبوبة ” والوقوف صفاً واحداً أمام التحديات الخارجية والاخطار الداخلية المحدقة باليمن ارضاً وانساناً من خلال مناصرة القضايا الوطنية والتلاحم وتوحيد الجبهة الثقافية بالكلمة الصادقة والمشورة الصائبة وتكوين رأي عام ضاغط بإقامة الندوات والفعاليات والاجتماعات والاتصال والتواصل مع مختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لتسليط الضؤ

 على حالة القتل والدمار والتشريد وكشف جرائم العدوان وإصدار البيانات المنددة والرافضة للجرائم البشعة ، ورفع الدعاوى امام المنظمات والمحكم الدولية والتواصل والاتصال مع المؤسسات الثقافية والابداعية وحقوق الانسان ، خدمة للإنسانية وعملاً بالمسؤولية وليس بمجرد الاكتفاء ببيانات الاستنكار او السير عرض الحيط او مجرد ندوة على قارعة الطريق لتسجيل الحضور .

البلد في حاجة ماسة الى صوت الحق ووخز الضمير الإنساني نتيجة للعدوان السعودي الجائر واختلاف الاخوة الأعداء ، والمواطن اليمني صار حلمة ” قنينة ” ماء بارده تبقيه على قيد الحياة ، وقطعة ” خبز” تُمد ” في عمره لأمل السلام ، و” سقف ” يقية من حر الشمس وبرد الشتاء وهطول الامطار بعد ان دمر العدوان مساكن الامنين وهدم مقدرات البلد ، ووسيلة توصل صوته ومعاناته والامه واحزانه ومخاوفه وخسائره في الأرواح والأموال والاعراض الى المجتمع الدولي الغارق في تجارة الشعوب ، لعل وعسى و أن تحرك هذه الجرائم والطغيان ضمائر البعض ممن فيه خير للإنسانية .

مازال المواطن اليمني وسيظل ينتظر من المثقف اليمني والعربي والعالمي الامل في الانتصار لقضيته بعد ان فقد ” الثقة ” والامل  في رجال السياسة والدين وغيرهم ، وفي امس الحاجة الى من يطرق قضاياه المصيرية في المحافل الدولية كأقل واجب تفرضه ” المواطنة ” والوفاء للوطن وان لايفكر بعقلية الربح والخسارة والمصالح الضيقة والسفريات المغرية وفنادق الخمسة نجوم التي تقدمها دول النفط أو أمريكا واخواتها لتجميد الضمير ، بل من الواجب عليه ان يستحضر ضميره وإنسانيته وايثاره مهما كانت المغريات أو الظروف الصعبة التي يعانيها وأياً كانت المخاطر ، حتى يعيد لنا ” الثقة  ” الكبيرة والامل في رفع راية القيم الوطنية النبيلة ” للرعيل ” الأول من رجال المعرفة من المثقفين الشرفاء أمثال “عمر الجاوي ، ومحمد الربادي ويوسف الشحاري ، ودماج واخرين الذين صمدوا في جبهات المعرفة ومحاربة الديكتاتوريات وناضلوا من اجل توحيد اليمن وركلوا بنعالهم براميل ” الشريجة ” التشطيرية وغيرها التي جزأت اليمن ارضاً وانساناً ، مجسدين قمة الوطنية والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية ، رغم وجود نظامين شموليين في الجنوب والشمال مارسا القمع والتسلط والقتل والاغتيال لخدمة مشاريع خارجية ، ورغم تلك الوحشية الا ان المثقفين كانوا بمثابة الرصاصة الأولى ضد الطغاة واسقاط المؤامرات ، والصوت المحرك والموجه والناقد للكثير من الاختلالات ومثلوا ضمير الامة وعقلها وقلبها النابض في حالتي السلم والعقل واصبحوا قاب قوسين او ادنى من الريادة ، وماذا انتم فاعلون ؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.