جزائر ما بعد بوتفليقة .. كيف سيكون ؟ / فادي عيد

https://www.mobtada.com/resize?src=uploads/images/2016/12/320621.jpg&w=750&h=450&zc=0&q=70

فادي عيد ( مصر ) الأربعاء 13/3/2019 م …




فى الجزائر انتهت الخطوة الاسهل (برغم تعقيدها) بعدم ترشح بوتفليقة للولاية الخامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية، وستبدأ الجزائر فى خوض  المراحل الاصعب.

مراحل على غرار مصر ما بعد تنحي مبارك، فالصورة الجميلة اللطيفة التى ظهر فيها تلاحم الشعب الجزائري المنتفض ضد بوتفليقة انتهت، اي العدو الاوحد للشعب انتهى به المطاف، ومن الغد سيكون امام الشعب أكثر من بوتفليقة فى أكثر من بدلة مدنية وعسكرية.

وأن كان حتى الامس الحلبة مقتصرة على لاعبين اثنين بارزين الاول خليجي والثاني فرنسي، فغدا ستكون الحلبة لاكثر من طرف كالعادة فى أي مرحلة انتقالية، وهي الاعراض الطبيعية التى تظهر بعد الاصابة بدور “الربيع العربي”.

فقد انتهت الجولة الاولى وانتصر فيها على غديري على سعيد بوتفليقة، وسننتظر باقي الجولات، فسعيد ليس مجرد شخص واحد، فالاخطبوط له 19 ذراع، وبالايام الماضية ظهر تحت المهجر بصمات العديد من الجنرالات الذي اطاح بهم بوتفليقة ومن ضمنهم الجنرال محمد مدين، نعم اقول الجنرال توفيق.

وسيبقى الجيش الجزائري دائما فى المعادلة، وأتذكر مقولة هوارى بومدين رحمة الله عليه، عندما قال: “الجيش يُشكّل العمود الفقري للبلاد، والمخابرات تُمثّل نخاعها الشوكي”.

وعن ما سيدور بالمستقبل القريب، فهناك اجتماعين فى الجزائر بهم ملخص ما سيحدث بالمستقبل القريب، الاول كان سريا وعقد منذ شهور قليلة بين سعيد بوتفليقة (شقيق الرئيس الجزائري) وزعيم حركة حمس (حركة مجتمع السلم – اخوان الجزائر) عبد الرزاق مقري، والثاني انتهى الان وكان بين بوتفليقة والفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع.

فبعد قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعدم الترشح لولاية خامسة ثم تأجيل الانتخابات، كي يتحقق للشعب الجزائري نصف انتصار، يدخل بوتفليقة او بالادق شقيقه سعيد بوتفليقة ومجموعة الـ19 التى تدير حقا شئون البلاد والعباد بالجزائر، فى مناورة جديدة مع الشعب الجزائري، مناورة تشهد كل الاحتمالات حتى اعلان الموعد المحدد لاجراء الانتخابات، وهنا نتوقع اسيتمرار التظاهرات فى الشوارع الجزائرية حتى تنحي بوتفليقة، وعدم الاكتفاء بما قاله بعد خوض الولاية الخامسة.

ولا نستبعد ان تكون قد تمت عملية تحضير مرشح للرئاسة خلفا للرئيس بوتفليقة داخل اروقة قصر المرادية، مرشح حاصل على رضى مجموعة الـ 19 وبعض جنرالات الجيش وقيادات الافالان العليا.

أخيرا وليس أخرا مشهد لا اعتقد أنه بعيد عن ما نحكي فيه، وهو اللقاء الذى دار اليوم بين رئيس المخابرات المصرية والشيخ محمد بن زايد فى أبوظبي، وأنتم تعلمون وكثيرا ما حكيت ماذا تعني اسبرطة الشرق “أبوظبي”.

أذا نقطة ومن أول السطر يا جزائر

فادي عيد

الباحث والمحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.