هل اوباما يتغابى ؟ / حسين عليان
حسين عليان * ( الأردن ) السبت 8/8/2015 م …
اوباما يتسأل لماذا تخشى دول الخليج ايران وميزانيه الدفاع لديها اكبر من ميزانيه ايران بثمانى مرات . وﻻ ندرى ان كان سؤال استنكاريا ام تهكميا ام فعﻻ اوباما يهجل اﻻجابه وهو اﻻستاذ الجامعى المثقف الذى يحمل ثقافات متنوعه فهو ليس بوش اﻻخرق وﻻ ضير من ان نشرج للسيد اوباما وغيره عن مكامن الضعف اﻻستراتيجى لدول مجلس التعاون . اوﻻ : ان دول مجلس التعاون بما فيها السعوديه ومنذ نشأتها ارتبطت عضويا بالمشروع الغربى سياسيا واقتصاديا وتحولت لمحميات تعتمد على الدول الغربيه فى حمايه عروشها وعائﻻتها الحاكمه ثانيا: النظم والحكومات فيها عاشت حاله انفصام فى هويتها العربيه وتبنت الهويه اﻻسﻻميه بديﻻ ووضعت اﻻسﻻم فى مواجهه مع العروبه وانفصلت عن محيطها العربى ﻻ بل كانت فى اغلب اﻻحيان معاديه لمشروع النهضه والحداثه والوحده فى الدول العربيه المركزيه بدعم وتشجيع من قوى دوليه . وامثله على ذلك الصراع السعودى المستمر مع اليمن والصراع الكويتى العراقى والمواجهه المستمره مع محور عبدالناصر والتحرر طوال طوال مرحله الخمسينات و الستينات وحتى ما سمى بمرحله التضامن العربى بعد حرب تشرين. وقد لعبوا دورا مهما فى ضرب الوحده المصريه السوريه وملوا اﻻنفصال وعبثوا بأستقرار العراق بدعم تمرد المﻻ البارزان . و فوق ذلك كانت تبحث عن تحالفات خارج اقليمها العربى مع ايران الشاه تركيا الناتو . اذن هى لم تبنى امنها القومى بناء على ثوابت الجغرافيا والتاربخ و الهويه العربيه الدليل عندما شكلت مجلس تعاونها الخليجى خﻻ من اسم العربى لسببين اﻻول خوفا من ايران والثانى انكار لهويتها العربيه . ثالثا : اقامت تنميه اقتصاديه مشوهه تمثلت فى فى تباين واسع بين التنميه اﻻقتصاديه والتنميه البشريه وتعمدت تضخيم نشاطات اقتصادبه اعتمادا على عماله وافده من كل جنسيات الدنيا وكل ذلك وفق حسابات ومصالح اقتصاديات الدول الهيمنه فهى دول تعيش ازمه حقيقيه فى بعدها السكانى المتمثل فى قله عدده . رابعا : صحيح انها تصرف مبالغ ضخمه وكبيره على التسلح اﻻ انه تسلح يقوم على صفقات ذات ابعاد سياسيه وتشوبه فساد كبيرا وعموﻻت مرعبه واﻻخطر من كل ذلك ان معظم تلك اﻻسلحه تبقى فى المخازن و تحت اشراف واداره خبراء ومدربى الدول المصدره . وبسبب من التبعيه السياسيه فأن الجزء اﻻكبر من صفقات السلح مع الوﻻيات المتحده وبنسب اقل بريطانيا وفرنسا والمانيا وحديثا بدأت محاوﻻت تنويع محدوده من روسيا والصين . وبسبب كل تلك العوامل فان حجم التسليح ﻻ يودى النتائج المتوخاه وﻻنه ﻻ يكتمل مع عناصر اخرى هى القوه البشريه القادره على استيعابه وتوظيفه واﻻراده والسياده فى طريقه استخدامه وهى عناصر ضعيفه وبعضها معدوم . وقد اثبت حرب الكويت العجز الكبير للمنظومه الخليجيه فى الدفاع عن نفسها وها هى حرب اليمن بعد عقدين ونصف تؤكد ذلك العجز مجددا مع دوله ضعيفه بكل المعاير هى اليمن . فكيف بالمجابهه مع دوله مثل ايران التى يقول اوباما ان ميزانيه الدفاع لديها 1/8من موازنات دول مجلس التعاون فايران تملك ارادتها السياديه وتملك نظام سياسي و كثافه سكانيه وتنمبه بشريه وعلميه متطوره وقاعده صناعيه تتطور بشكل سريع وفوق ذلك لديها مشروع وامن قومى تسعى لتحقيقه والدفاع عنه . لذلك لو تصرف دول مجلس التعاون مائه دوﻻر على التسلح وتصرف ايران دوﻻر واحدا فستكون اﻻرجحيله ﻻيران . هل عرف السيد اوباما اسباب تفوق ايران و مخاوف دول مجلس التعاون .
*كاتب واعلامي اﻻردن / عمان
التعليقات مغلقة.