فوبيا ” روسيا” تطارد الرؤوس الساخنة في البيت الابيض / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 15/3/2019 م …
لن يمر يوم الا ونسمع اصواتا مشوبة ب” هيستيريا” كانها اصوات القابعين خلف جدران ” مستشفى المجانين” وليس جدران” البيت الابيض” وتعيدنا هذه الاصوات بالذاكرة الى سنوات الاربعينات التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية التي افضت عام 1945 الى هزيمة ساحقة للروؤس ” النازية ” الساخنة التي كانت قابعة وراء جدران ” الرايخ.
في كل يوم نسمع ان ” ماما امريكا” تخشى على امنها من ” روسيا” في الوقت الذي تحث فيه الخطى هذه الدولة المستهترة على الطريقة الهتلرية” لتطويق روسيا الاتحادية بقواعد صاروخية امريكية ذات مديات مختلفة تتنافى والمعاهدات الدولية وبتنا نلاحظ ان اية دولة مجاورة الى روسيا لم تعد تخلوا اراضيها او مياهها من قاعدة صاروخية امريكية سواء في بحر البلطيق وحتى براري استونيا ولاتفيا ولتوانيا الى جانب ” دول اوربا خاصة الشرقية المحاذية لروسيا التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991 وتضمر عداء الى موسكو تستغله واشنطن لتمرير مخططها الرامي الى محاصرة روسيا عسكريا الى جانب العقوبات الاقتصادية ذات الاهداف العدوانية فضلا عن بوارجها وحاملات طائراتها التي تجوب البحار والمحيطات وقواعدها المنتشرة في دول اوربا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية .
منذ اكثر من عشرين عاما والولايات المتحدة تكذب وتكذب وتورد الاسباب والمبررات التي لن يصدقها الطفل الرضيع من ان اقامة الدرع الصاروخية الامريكية على اراضي دول اوربا الشرقية هو لحمايتها من الصواريخ الايرانية”.
عرب وين وبلطجية البيت الابيض اصحاب الرؤوس الساخنة وين”؟؟؟
وتحولت اضحوكة مسرحية حماية الدول الاوربية من الصواريخ الايرانية الى اعتماد ميزانية عسكرية امريكية ضخمة اعلن عنها البنتاغون مؤخرا ودعوات قادة عسكريين لبناء المزيد من حاملات الطائرات والصواريخ واستخدام الفضاء الكوني في حروب المستقبل .
ولن تكتفي واشنطن بذلك بل اخذت تتعمد استخدام الارهاب وحمايته في مشاريعها ليس على مستوى المنطقة العربية فحسب بل على مستوى مخططاتها التي تستهدف ” روسيا وحلفائها” .
وكان رئيس هيئة الاركان الروسية فاليري غيراسيموف صريحا وواضحا خلال اجتماع رؤساء اركان رابطة الدول المستقلة التي تضم 10 دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتي باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا واوكرانيا عندما اكد فيه ان واشنطن تتعمد تقويض الاتفاقات الصاروخية وان الارهاب الدولي والانسحاب الامريكي من المعاهدات يمثلان تحديا لامن رابطة الدول المستقلة.
واوضح ان الولايات المتحدة باشرت تعتمد على” حلف ناتو ” في تفكيك الاتفاقيات الصاروخية مشيرا الى ان بؤر التوتر وعدم الاستقرار الاقليمي لاتظهر في مختلف بقاع الارض بمعزل عن محرض خارجي.
لاشك ان روسيا لن تنسى الحملة العسكرية العدوانية بقيادة حلف ” ناتو ” العدواني التي افضت الى تفكيك يوغسلافيا وتمزيقها الى دولات والتي قادتها الولايات المتحدة بالتعاون مع دول اوربية اعضاء في الحلف تتباكى على ” وحدة القارة الاوربية” من جهة لكنها في نفس الوقت تتعمد تمزيق الدول الاخرى في القارة خاصة تلك التي لاتروق سياستها ” للعم سام” وحلفائه كما حصل في يوغسلافيا السابقة.
ان السيناريو اليوغسلافي لن يتكرر اطلاقا سواء في قارة اوربا وغيرها وبات بمثابة اضغاث احلام تراود” واشنطن” وحليفاتها الغربيات لتكراره بعد بروز روسيا قوة عسكرية جبارة جديرة باحترام دول وشعوب العالم التواقة للحرية والتخلص من الهيمنة الاستعمارية ووقوفها الى جانب الدول والشعوب التي ترفض الغطرسة الغربية ممثلة ب” هستيريا” سادة البيت الابيض ومحاولاتهم اليائسة لتحويل العام الى قطب احادي الجانب على الطريقة الهتلرية .
ايها القابعون ماوراء المحيطات ان “الدب القطبي” لم يعد محشورا في اصقاع الثلوج النائية التي تسعون الى ولوجها ايضا لاهداف عدوانية فقد تدرب وادمن على المياه الدافئة التي اصبحت ليس حكرا على” مارينزكم “مثلما لم تعد مياه المحيطات حاجزا او عائقا امامه تحتمون بها ظنا منكم ان عقابا لن يطالكم اذا دفعتكم نفوسكم المريضة ” وهستيريا” المغامرة العسكرية الى العدوان عليه حتى انطلاقا من اراضي دول في القارة العجوز.
انه ” الدب القطبي ” موجود بجواركم مثلا انتم موجودون بجواره وسوف تدفع البشرية برمتها بما في ذلك حلفاءكم الاوربيين اذا لم يتدبروا امرهم ويتمردوا على التبعية لكم ثمن استهتاركم لان عدوكم ” المفترض” سوف لن يرد على عنجهيتكم وصلفكم وغطرستكم او على حلفائكم ب” الحجارة “.
فهل وصلت الرسالة ؟؟؟
التعليقات مغلقة.