الإنجيليون يحملون راية الإرهاب ضد الإسلام / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) السبت 16/3/2019 م …
بدأت جذور الإرهاب الغربي ضد الإسلام والمسلمين تؤتي ثمارها ،منذ مقتل الإصلاحي المسلم الحاج الأمريكي الأسود”مالكولم إكس”،والإتيان بدلا منه بمارتن لوثر كينغ ،حتى لا يقال أن مسلما يقود الإصلاح في الغرب ،وان المسلمين دعاة سلام وطمأنينة،وكانت أولى جرائم لوثر كينغ ،ان أجبر الغرب على تغيير نظرته العدائية لليهود الذين أغرقوا الغرب بالفساد وأتقنوا فن الإفساد ،تنفيذا لما ورد في تلمود بابل منبع الإرهاب العالمي التاريخي.
طالب كينغ الغرب بإعادة الإعتبار ليهود الذين ينتمي إليهم السيد المسيح عليهم السلام ،ويحظى بالتبجيل لدى المسيحيين ،لأنه لا يجوز تبجيل”اللورد”وتحقير أهله وتهميشهم كما قال،وقد نجح كينغ حسب الخطة المرسومة له في تحقيق مبتغاه ،وأعاد الغرب الإعتبار لليهود ،ورفعوا عنهم المقاطعة ،وعندها إنقض اليهود على الغرب منتقمين منه ،ومتعاهدين على تدمير قيمه وتغيير مساره ،ولكن بطرق مدروسة إتبعوها جيدا ،ووصلوا إلى مرحلة صهينة هذا الغرب الذي إنقلب على المسلمين ،وظهرت فيه الإنجيلية”المسيحية –الصهيونية”وهي تحالف قميء بين الصهيونية واليمين المسيحي، ويهدف إلى تقوية إسرائيل وتمكينها من إستقبال المسيح المنتظر ،ومن ثم سيعيد المسيحيين إلى اليهودية كما يتمنى اليهود ،بينما يرغب المسيحيون بقيام المسيح المنتظر بجلب اليهود للمسيحية.
يهدف هذا التحالف الإنتهازي إلى القضاء على الإسلام وإبادة المسلمين في حرب “هرمجيدون” المقبلة ،بعد نزول المسح المنتظر إلى ما يسمون الحوض المقدس في القدس ،ويمر بالمقبرة اليهودية هناك ويتبعه الأموات اليهود،ويدخل معهم إلى باب الرحمة الذي ستحوله مستدمرة إسرائيل إلى كنيس،وسينزل المسيح المنتظر إلى الحوض المقدس من السماء حاملا الهيكل .
جاءت هذه المقدمة الطويلة على خلفية الجريمة الإرهابية ،التي إرتكبها إنجيلي ماسوني إرهابي من أصول يهودية يدعى برينتون ضد مساجد نيوزيلاندا ،وراح ضحيتها 49 مسلما قضوا وهو يصلون الجمعة ،وإمتازت هذه الجريمة بالتخطيط الهاديء والهدف المدروس ،إلى درجة أنه كان يطلق النار ويبث جريمته على “الفيسبوك”حيا ولمدة 15 دقيقة ،ويحق لنا التساؤل :أين مراقبة المحتوى في وسائل التواصل الإجتماعي؟ ويقال انه لم يكن لوحده بل معه أربعة إرهابيين،كما أنه أعلن عن إنتمائه وشركائه الآخرين الذين مولوا ودعموا ،عندما أبدى إعجابه بالرئيس ترمب ووصفه بأنه الرمز القادر على إعادة بناء هوية الرجل الأبيض،وقد كتب عبارة “التركي الفج” دلالة على إرتباطه بإنجيليي الخليج وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يكن العداء لتركيا لأسباب هو وعائلته المردخائية يعرفونها جيدا.
وسائل الإعلام الغربية والعربية أشبعت هذه الجريمة بثّا وتغطية ،ولكنني سأطرح العديد من الأسئلة والملاحظات ذات العلاقة ،أولها أنه لو لم تظهر لدينا “إنجيلية”عربية في الخليج على وجه الخصوص وفي مصر السيسي الذي طالب الغرب قبل أيام في مؤتمر ميونيخ للأمن ،بمراقبة المساجد الإسلامية عندهم كونها يؤرا إرهابية ،لما حدث ذلك ،ولما تجرأ إبن أمه على الإعتداء على المسلمين في الغرب.
إمتازت تلك الجريمة بأنها ليست عملا فرديا من حيث الواقع الذي شهدناه ،بعكس ما كان يقال انها عمليات إرهابية ،نفذها فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية “ISIS”الملقب ب داعش ضد بعض الأهداف الغربية ،خدمة لمستدمرة إسرائيل ،وبالتنسيق مع الإنجيليين في الغرب ،من أجل شحد الهمم لمعادة الإسلام والمسلمين “الإسلاموفوبيا”.
إنجيليو الخليج يتقدمهم ولي العهد السعودي وأبناء زايد الذين يتحالفون مع المتمسح بالإنجيلية الرئيس الأمريكي ترمب ومعهم السيسي ،لم يجرؤوا على إدانة جريمة نيوزيلاندا ،وكيف ذلك وهم اليوم صنفوا أنفسهم أنهم أشد أعداء الإسلام،مع أن قائدهم ترمب بعث بتعازيه للشعب النيوزيلاندي وليس للجالية الإسلامية وهذه لها مغزى،وقد بادر أمير قطر المحاصر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإدانة وإستنكار تلك الجريمة،كما ان جلالة الملك عبد الله الثاني عبر عن عميق حزنه وأسفه لتلك الجريمة ،إضافة إلى العديد من المسؤولين الغربيين .
اكثر ما نخشاه أن اليمين المسيحي المتطرف”الإنجيلي” سيضغط بإتجاه طي ملف الجريمة ،وإدراج إسم المجرم وشركائه في قوائم المجانين ،فهذه طريقة سبق وإستخدمتها مستدمرة إسرائيل ضد “المجنون” الأسترالي مايكل روهان الذي أحرق الأقصى عام 1969.
التعليقات مغلقة.