فكر “الارهاب المقدس” يجتاح المجتمع الصهيوني – فتاوى الحاخامات: “اقتلوا الفلسطينيين .. العماليق” ف “لا توجد أي مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار” / نواف الزرو
نواف الزرو* ( السبت ) 16/3/2019 م …
*باحث بالشأن الفلسطيني …
الكاتب نواف الزرو
عبثا او مبالغة او للاستهلاك العام ان نقول ان فكر الارهاب المقدس يجتاح المجتمع الصهيوني بكامله، فوفق الكم الهائل المتراكم والمتوافر، المتزايد يوماً عن يوم، من المعطيات والحقائق الموثقة الدامغة الراسخة المتعلقة بمسيرة وقافلة الإرهاب الصهيوني- الإسرائيلي التي انطلقت منذ مطلع القرن العشرين بملامحها واعراضها الواضحة الملموسة، يمكن القول بدءاً أن التاريخ البشري لم يشهد إرهاباً سياسياً/فكرياً /عقائدياً/عنصرياً/دموياً/منهجياً/مرعباً/مروعاً، مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ بأبشع الصور والاشكال، كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية ما قبل قيام الكيان الإسرائيلي، وكالإرهاب الرسمي وغير الرسمي العلني والسري الذي مارسته وما تزال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى العقود الماضية التي اعقبت قيام “اسرائيل”.
كذلك وان شهد التاريخ البشري ظواهر إرهابية ترجمت بمذابح جماعية أدت أحياناً إلى اختفاء أو انتهاء شعوب أو دول، فلم يسجل التاريخ حالات مثل هذه الحالات لها منطلقات سياسية/فكرية/عقائدية برامجية موثقة في أدبيات من نفذها ومارسها مثلما هو الحال عليه مع الحركة الصهيونية و”دولة إسرائيل”.
فان كان الفكر النازي الفاشي اباح للنازيين اقتراف الابادات الجماعية بحق البشرية، الا انه كان فكرا نخبويا الى حد كبير ، بينما نجد ان الفكر الصهيوني الابادي لا يقتصر على حزب او فئة او مؤسسة اسرائيلية، وانما امتد هذا الفكر سرطانيا ليشمل “اسرائيل” بكاملها مجتمعا واحزاب سياسية ومؤسسات اكاديمية وتعليمية واعلامية، وصولا الى المؤسسات الدينية، حيث انخرط الحاخامات اليهود في حروب اسرائيل ولم يتوقفوا عن اصدار الفتاوى الابادية بحق الفلسطينيين والعرب.
فقد اقدمت دولة”اسرائيل” على سبيل المثال خلال عدوانها الاخير على غزة، على تجنيد جيش من كبار الحاخامات اليهود، ليصبوا الفتاوى الدينية اليهودية مزيداً من الزيت على نار المحرقة في غزة، حيث انضم الحاخامات إلى طائرات ودبابات وسفن إسرائيل الحربية، التي فتكت بأطفال ونساء وشيوخ غزة، فأصدر كبار حاخامات “اسرائيل” فتاوى تؤيد وتغطي ما يقوم به الجيش الإسرائيلي، وتؤيد بلا مواربة قتل الأطفال وحتى الرضّع بدعوى أن الشريعة اليهودية لا تمانع في ذلك، ك “عقاب جماعي للأعداء”.
واخذ ذلك الخطاب التوراتي الدموي ضد الفلسطينيين يتسيد المشهد، وطفت على السطح هناك على نحو خاص فتاوى الحاخامات الذين اخذوا يستحضرون نصوصهم التوراتية لاطلاق فتاوى القتل والفتك ضد من اسموهم العماليق- العرب الفلسطينييين-، واخذت تظهر بقوة نزعة العنف والارهاب والابادة…!.
فالنـزوع للعنف والإرهاب والدم والقتل والمذابح، نزوع متأصل في الأيديولوجيا الصهيونية، فهي من جهة أيديولوجيا عنصرية قامت على أساس الانعزال والتميز والتفوق على ” الأغيار – الغوييم ” عامة، ومن جهة ثانية اتبعت نهجاً انتقائياً في استرجاع الموروث الديني والاتكاء عليه، باعتماد الجانب المحرض على العنف والقتل والتدمير في التعامل مع ” الأغيار ” وهنا مع العرب الفلسطينيين.
وإذا كان الفكر الصهيوني في كثير من عناصره قد استند إلى الموروث الديني اليهودي، فإنه قد استند إلى الموروث الديني ذاته في صياغة المواقف والعلاقات الصهيونية نحو ” الأغيار”، ذلك أن الصهيونية العلمانية ، قد عملت على استغلال وقولبة النصوص الدينية التوراتية بما يحقق أهدافها في حشد وتعبئة واستقطاب اليهود، صهيونياً، خاصة إذا علمنا مدى أهمية وتأثير وسيطرة الدين اليهودي على حياة يهود ” الغيتو “.
* تطبيق “حكم عملاق” ضد عرب فلسطين..!
في هذا الصدد نشرت صحيفة “هآرتس”العبرية على سبيل المثال فتوى للحاخام “يسرائيل روزين” رئيس معهد تسوميت جدد فيها ما كان أصدره في العام/2008 بأنه “يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه/ صحيفة هآرتس العبرية/لأحد/18/1/2009/” ، وزعم “أن حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم-المصدر نفسه”، وقال الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلومو إلياهو “إذا قتلنا مئة دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم الفا دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف، وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليوناً، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت-المصدر نفسه”.
وأيد رئيس مجلس حاخامات المستعمرات في الضفة الغربية الحاخام دوف ليئور فتاوى قتل المدنيين الفلسطينيين، وشاركه في ذلك رئيس ما يسمى المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة، كما صادق حاخامات آخرون على فتوى تسمح لجيش الاحتلال بقصف مناطق سكنية، ومن بينهم الحاخام الأكبر لحزب شاس الديني عوفاديا يوسف، ويقول الحاخام آفي رونتسكي إن “أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ، فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم-المصدر نفسه”.
*حاخام “إسرائيل” الأول – المس بالمواطنين العرب أمرٌ شرعي”
ولم يكن ما يجري بقطاع غزة من مذابح بمعزل عن فتاوى حاخام اسرائيل الاول كغيره من الحاخامات الذين تباروا في مباركة المجازر مانحين لقادتهم السياسيين والعسكريين غطاءً للتمادي في غيهم.
فقد بعث مردخاي إلياهو – الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار القومي في” إسرائيل” والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل- برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل- ضمن نشرة” عالم صغير” وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها “شكيم ابن حمور” والتي وردت في سفر التكوين بـ”تلمودهم” فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب.
و كتب إلياهو بأنه “طبقاً لما ورد في التوراة فإن مدينة بأكملها تحملت المسؤولية الجماعية عن السلوك غير الأخلاقي لواحد من أفرادها/وكالات/ السبت 17 / 1 / 2009 “.
وأضاف الحاخام الأكبر أن “هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق الصواريخ-المصدر نفسه”.
ودعا مردخاي إلى “مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة”، معتبراً أن” المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي-المصدر نفسه”، واستند مردخاي إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم، قائلاً :” إن أقوال الملك داود تستبطن تصريحاً لقادة إسرائيل بعدم إبداء الرحمة-المصدر نفسه”، وتمادى الحاخام في رسالته قائلاً” إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في “سديروت” أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر خوفاً من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة-المصدر نفسه”.
*حاخام الجيش يامر الجنود الاسرائيليين بعدم الرأفة بالفلسطينيين
ودعت مجموعة حقوقية اسرائيلية الى “طرد كبير الحاخامات في الجيش الاسرائيلي فورا وذلك بعد ان قالت انه وزع على الجنود الذين يقاتلون في غزة منشورات تحثهم على عدم الرأفة بالفلسطينيين/ وكالات / 2009/1/26″، وقالت مجموعة “ييش دين” لحقوق الانسان انها “وجهت رسائل الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس هيئة الاركان غابي اشكينازي تحثهم على اتخاذ هذا التحريض على محمل الجد واقالة كبير الحاخامات في الجيش” الجنرال افي رونزكي/المصدر نفسه”.
واضافت المجموعة” ان المنشور الذي وزع على الجنود المشاركين في العملية الاسرائيلية على غزة والتي بدأت في 27 كانون الاول(ديسمبر) واستمرت 22 يوما يحث الجنود على عدم الرأفة باعدائهم-المصدر نفسه”، وقالت انه جاء في المنشور “عندما ترأف بعدو قاس فانك تكون قاسيا تجاه الجنود الانقياء والصادقين، هذه ليست العاب في متنزه للتسلية التي تعلمك ان تقدم تنازلات هذه حرب على القتلة-المصدر نفسه”.
واضافت ان المنشور ينقل تصريحات مطولة للحاخام شلومو افينير، الزعيم الروحي للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة الذي يعارض اية تسوية مع الفلسطينيين، ونقل المنشور عن افينير قوله “ان الفلسطينيين يزعمون انهم يستحقون دولة هنا لكن في الحقيقة لم تكن هناك مطلقا اي دولة فلسطينية او عربية داخل حدود بلادنا-المصدر نفسه”.
وعلقت”أسرة التحرير” في صحيفة هآرتس على فتوى كبير حاخامات الجيش قائلة:”الكراسات التي وزعتها الحاخامية العسكرية في اثناء القتال في غزة، وكشفت “هآرتس” النقاب عنها (“الحاخامية العسكرية في رسالة الى المقاتلين في حملة “رصاص مصهور”: احيانا تكون حاجة لان يكون المرء وحشيا مع العدو”، بقلم عاموس هرئيل)، ومنشورات “الوعي اليهودي” التي يبثها الحاخام العسكري الرئيس، العميد آفي رونتسكي، تدل مرة اخرى على ان الحاخام العسكري الرئيس يعطي منصبه تفسيرا جديدا يثير الغثيان/ هآرتس –27/1/2009″، واضافت:” ان رونتسكي يوزع مواعظ كتبها الحاخام شلومو افينر، تروج باسم القيم الدينية المزعومة لقتل مدنيين، ويقول لرجاله ان دورهم ليس “توزيع النبيذ والخبز يوم السبت”، بل “رفع الروح اليهودية القتالية”.
ورغم “وقف اطلاق النار” ودخول الاطراف في مفاوضات “التهدئة” مرة اخرى، الا ان الوزير الإسرائيلي إيلي يشاي زعيم حركة شاس الدينية المتشددةلم يكتف بما حص، بل دعا إلى “تدمير بيوت الفلسطينيين مقابل كل صاروخ تطلقه المقاومة من قطاع غزة على إسرائيل/ صحيفة “يديعوت أحرونوت2009/2/2″، وقال”يجب الرد على صواريخ حماس بغض النظر سقطت في منطقة مفتوحة أو في البحر، يجب ضربهم وتدمير مئات البيوت مقابل كل صاروخ-المصدر نفسه”.
وكشف جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي النقاب عن “إن الحاخامات أبلغوهم-خلال العدوان على غزة- أنهم يخوضون حربا دينية على غير اليهود”، واضافوا: “رسالتهم كانت واضحة للغاية”، وهي أننا “نحن الشعب اليهودي جئنا إلى هذه الأرض بمعجزة وأعادنا الله إلى هذه الأرض ونحتاج الآن لأن نقاتل حتى نطرد الأغيار الذين يتدخلون في فتحنا لهذه الأرض المقدسة/ صحيفة “هآرتس”العبرية/ 2009/3/20”.
وعززت الكاتبة الاسرائيلية عميرة هاس في هارتس 17/3/2009 المضامين اعلاه قائلة:”جئنا لابادتكم الموت للعرب، كاهانا كان على حق، لا تسامح، نريد الاغتيال، العربي الرجل هو العربي في القبر، هذه مجموعة مختارة تمثيلية من الكتابات التي كتبها جنود اسرائيليون على جدران منازل الفلسطينيين في غزة التي حولوها الى قواعد ومواقع لاطلاق النار خلال عملية “الرصاص المصهور”، هنا وهناك كتب جندي سلسلة من العبارات او الاقتباسات التوراتية بهذه الروحية. كتب شتائم موجهة للنبي محمد ولاسماعيل هنية وذكر اسم فريق كرة القدم المفضل وترتيبات المناوبة بين الجنود”.
فالنـزوع للعنف والإرهاب والدم والقتل والمذابح ، نزوع متأصل في الأيديولوجيا الصهيونية ، فهي من جهة أيديولوجيا عنصرية قامت على أساس الانعزال والتميز والتفوق على ” الأغيار – الغوييم ” عامة ، ومن جهة ثانية اتبعت نهجاً انتقائياً في استرجاع الموروث الديني والاتكاء عليه ، باعتماد الجانب المحرض على العنف والقتل والتدمير في التعامل مع ” الأغيار ” وهنا مع العرب الفلسطينيين.
وإذا كان الفكر الصهيوني في كثير من عناصره قد استند إلى الموروث الديني اليهودي، فإنه قد استند إلى الموروث الديني ذاته في صياغة المواقف والعلاقات الصهيونية نحو ” الأغيار ” ، ذلك أن الصهيونية العلمانية ، قد عملت على استغلال وقولبة النصوص الدينية التوراتية بما يحقق أهدافها في حشد وتعبئة واستقطاب اليهود ، صهيونياً ، خاصة إذا علمنا مدى أهمية وتأثير وسيطرة الدين اليهودي على حياة يهود ” الغيتو “.
*نصوص العهد القديم تشرع فكر الابادة
وكثيرة هي نصوص ” العهد القديم ” التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والإبادة كأساس لأخلاقيات التعامل مع الشعوب الأخرى ، وهي نصوص يفهم من سياقها أنها تؤرخ للحروب التي نشبت على أرض فلسطين بين الغزاة اليهود العبرانيين الذين قادهم يوشع بن نون ، وسكان فلسطين الأصليين ، كما أنها تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب أن يكون عليه سلوك الغزاة ، وهي نصوص تحض على الحقد والكراهية العمياء ، ونذكر من هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية ” أن الرب يطرد من أمامك شعوباً أكثر وأعظم منك ” وأن ” الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحي أسماؤهم من تحت السماء “، لكن الأبرز من بين هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية أيضاً على شكل وصية توحي الكثير من حوافز الإرهاب المقرون بكراهية استعلاء عنصريين ضد الشعوب على اختلافهم ، فقد جاء في النص :
” وحين تقرب مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح ، فإن إجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعوب الموجودة فيها تكون للتسخير، وتستعبد لك، وأن تسالمك، بل أن عملت معك حرباً فحاصرها ، وإذا دفعها الرب الهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل ما غنيمتها فتغنمها لنفسك “.
وكما أن اليهود هم ” شعب إسرائيل ” وفلسطين هي ” أرض إسرائيل ” فإن الله كما في الموروث الديني اليهودي هو ” رب إسرائيل ” وهو ” رب الجنود ” و ” رب الحرب ” الذي يمهد لشعبه ” شعب إسرائيل ” السبل للغزو والاحتلال وطرد الشعوب ، ويدعوهم لقتل ” كل رجل وامرأة وطفل وشيخ ، حتى البقر والغنم بحد السيف ” كما هو وارد في سفر يشوع إشادة لما كان قد صنعه الغزاة اليهود بمدنية أريحا .
الإرهاب في فكر الصهيونيين الرواد
ونجد أن ما ورد في نصوص العهد القديم قد تم استغلاله من قبل رواد الفكر الصهيوني من خلال إسقاطاتهم لمضامينها على وقائع وأحداث معاصرة تتعلق بنشاط صهيوني، وهكذا ، فإذا كان أحد الأسس التي قام عليها الفكر الصهيوني ، ثلاثية ” الشعب والأرض والحق التاريخي ” استناداً إلى الثلاثية الدينية ” شعب إسرائيل المختار ، وأرض إسرائيل والوعد الإلهي ” ، فانه استنادا إلى المقابلة ذاتها مع الموروث الديني نجد الدعاة والمفكرين الصهيونيين الذين ينكرون على الشعب العربي الفلسطيني حقه في أرضه ووطنه، بل كثيرون ينكرون وجوده أو يتمنون عدم وجوده بالفعل ، تطبيقا لمقولة ” شعب بلا أرض لأرض بلا شعب ” ، وبما أن هذا الشعب موجود بالفعل، واصطدم به الصهيونيون مع بداية نشاطهم الاستيطاني نجد الداعية الصهيوني زانغويل يدعو ” لطرد العرب بحد السيف ..”، اما كيف يكون ذلك ، فإن داعية صهيونياً آخر ، هو موشي سيملانسكي ، تكفل بشرح ذلك قائلاً ” أمر بسيط للغاية .. سنزعجهم بغارات متكررة حتى يرحلوا .. “، أما تيودور هرتزل فإنه يذهب أبعد من ذلك في التشبيه والمقابلة وفي توضيح النهج الإرهابي الذي سيسلكه الصهيونيون في التعامل مع عرب فلسطين ” نسل العماليق ” ، والشعوب السبعة الذين حاربهم العبرانيون بقيادة يوشع بن نون ” ، وذلك حين قال في ما يبدو أنه خطة قابلة للتنفيذ ” أن تأسيس دولة الآن لا يتم بالأسلوب ذاته الذي كان يستعمل قبل ألف سنة ، إذ من الغباء العودة الحضارة إلى الوراء .. ” .
ويضيف ” فلنفترض على سبيل المثال، بأننا أجبرنا على أن نخلي بلداً ما من الوحوش، فيجب أن لا نقوم بهذا العمل وفقاً لأسلوب الأوروبيين في القرن الخامس، كأن نأخذ الرمح ونذهب كل على حدة للبحث عن الدببة بل يجب علينا تأليف حملة صيد كبيرة، ومن ثم تجميع الحيوانات كلها معاً، ونلقي وسطها القنابل المميتة “.
هذه العبارة تكاد توجز الفلسفة الصهيونية حول الاستعلاء وادعاء التفوق والتميز على شعوب لا ترقى في مستواها عن وحوش الغاب من جهة ومن جهة ثانية ، حول نية عمل على ” تنظيف ” فلسطين من شعبها ” المتوحش ” بحملة إبادة جماعية .
ويمكن القول أن هذا النهج ، نهج العنف والإرهاب والتحريض عليه ، قد استقطب جل الدعاة والحركيين الصهيونيين ، مهمشاً تماماً أولئك الداعين إلى ” التعايش ” مع سكان فلسطين، فالصهيوني زئيف جابونسكي ، كان قد خاطب الطلاب اليهود في فيينا بالقول بأن” التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء معاً “، مؤكداً في موضع آخر” أن الاستعمار الصهيوني سيتحقق رغم إرادة السكان الأصليين، وأن سياسة الجدار الحديدي الذي سيقاوم ضغط هؤلاء السكان ، هي سياستنا الشاملة تجاه العرب “، أما الصهيوني بردشيفسكي ، فقد عبر عن استغرابه من مقولة ” التوراة والسيف ” مؤكداً أن ” السيف وحده هو التجسيد المادي والجوهري للحياة”، وعبر عن يقينه بأن ” الأيام العظيمة في تاريخ اليهود هي أيام محتلي كنعان “، مقارناً تلك الأيام ” بهذه الأيام ، حيث تنمو غرائز الاحتلال والوجود ، ولو كان ذلك عن طريق إبادة الغير “.
في حين وصف حاييم وايزمان ، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ، وأول رئيس لإسرائيل ، في مذكراته ” التجربة والخطأ ” النشاط الصهيوني في فلسطين عام 1914 بأنه يشهد تحللاً للأخلاقية الصهيونية التقليدية ، في حين أخذت تصعد إلى السطح ” الروح العسكرية وارتماء في أحضانها، وأكثر من ذلك واللجوء إلى العنف والإرهاب، واستعداد للتعاون مع الشر، كقوة لها فوائدها في تحقيق الوطن القومي لليهود “.
وفي المقابل نرى الحاخام إبراهام كوك يلبس الدين ثوباً سياسياً ونزعة لسيف الدماء حيث ” تتطلب السياسة العمل الدموي والقدرة على فعل الشر”.
*ارتقاء نزعة العنف الى مستوى فلسفي
وترتقي نزعة العنف والإرهاب إلى مستوى فلسفي مع تلميذ جابوتنسكي الأبرز والأمين الوفي لمدرسته ، مناحيم بيغن، حين يؤكد أهمية العنف في صياغة التاريخ ، إذ أن ” قوة التقدم في تاريخ العالم ليست للسلام بل للسيف “، بل وصياغة الوجود الإنساني ” أنا أحارب إذا أنا موجود “، ليصل إلى القول محرضاً على القتل”.. كن أخي وإلا سأقتلك “، وفي كتابه ” الثورة ” يقول ” من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال، نموذج غير معروف البتة للعالم في الألف والثماني مئة سنة الماضية ، اليهودي المحارب، أولا وقبل كل شئ ، يجب أن نقوم بالهجوم ، نهاجم القتلة “، لكن من هم هؤلاء القتلة الذين يعنيهم مناحيم بيغن ؟ من الواضح أنه يقصد العرب الفلسطينيين المدافعين عن وطنهم ووجودهم الإنساني .
ودافيد بن غوريون ، الزعيم الصهيوني الأكثر شهرة ، وأول رئيس لوزراء الكيان الصهيوني ، عبر عن أيمانه بأن القوة والعنف وسيلة بعث حضاري، ” لشعب إسرائيل ” الامتداد الحديث لدولة ” اليهودا ” القديمة ، ” بالدم والنار سقطت يهودا وبالدم والنار ستقوم ثانية “، وشبه المستوطنين اليهود في فلسطين
” بالغزاة الأسبان الذين قضوا بقوة السلاح والنار على ملايين السكان الأصليين لأمريكا الوسطى والجنوبية”، و” بالمستوطنين الأمريكيين الذين شنوا حرباً ضد الطبيعة المتوحشة، وضد الهنود الحمر المتوحشين “، وما دمنا في صدد الحديث عن بن غوريون ، نشير إلى أنه كان يرى في موسى النبي ، ويشوع باركوخابا والمكابيين، أبطاله وقدوته ومثله الأعلى، فموسى النبي ” أعظم أبنائنا ، وهو أول قائد عسكري في تاريخ امتنا “، ويشوع الذي أشرنا له ، هو ” بطل التوراة والقائد العسكري المرشد “، وكثيرة هي الأمثلة التي جرى فيها إسقاط التراث اليهودي في ما يتعلق بالنزوع للقتل والتدمير وروح الانتقام والكراهية ضد الاغيار عامة وعلى العرب الفلسطينيين خاصة .
فإذا كان ” الشعب اليهودي ” أو ” الشعب الإسرائيلي” باللغة السياسية المعاصرة امتدادا تاريخياً ” لشعب إسرائيل ” كما استعمل في التراث الديني اليهودي ، وفلسطين هي ” أرض إسرائيل – أرض الميعاد ” يصبح الشعب العربي الفلسطيني هو ” الامتداد التاريخي للشعوب التي قاتلها وأبادها يشوع من العماليق والميديين، وبقايا الشعوب السبعة التي كانت تسكن أرض كنعان”، وتصبح عملية إبادة الشعب العربي الفلسطيني وانتزاعه من أرضه وسياقه الحضاري عملية مبررة ” لأن الفلسطينيين هم بلاء مذكور في التوراة ” والتصدي لهذا البلاء ومعالجته لا يكون إلا ” بتطبيق القانون اليهودي ، والاقتداء بفاتحي أرض إسرائيل “، مما يعني إباحة قتل المدنيين لأنه ” لا يمكن الوثوق بالعربي ، بأي حال من الأحوال “، حيث طبقاً للشريعة اليهودية ” لا يمكن الوثوق بغير اليهودي “، وبالتالي ” فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع العربي هي قتلة”.
*”الحاخامات: اقتلوا الفلسطينيين .. العماليق”
وما بين ذلك التراث التوراتي الدموي العريق في القدم، وبين فكرهم اليوم، فالعلاقة قائمة وحيوية ومتجددة ومتكاملة، فمطاردة العماليق الفعرب في فلسطين مستمرة من وجهة نظرهم حتى يتم محوهم من الوجود ، فما زالت تتواصل حمى الفتاوى التوراتية الداعية إلى إبادة الفلسطينيين، فقد أفتى عدد من كبار الحاخامات في “إسرائيل” في الآونة الاخيرة بأنه “يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم “عملاق” على الفلسطينيين، وهو الحكم الذي ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز منهم، وسحق البهائم/ وكالات – 26/03/2008″، ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية/ 26/03/2008/ عن الحاخام يسرائيل روزين رئيس معهد “تسوميت” الديني وأحد أهم مرجعيات الإفتاء عند اليهود قوله إنه” يتوجب تطبيق حكم “عملاق” على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه”.
وحسب التراث الديني اليهودي ف “إن قوم “عملاق” كانوا يعيشون في ارض فلسطين منذ عدة قرون مضت وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية”، ويقول اليهود “إن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل التي كان يتزعمها النبي موسى -عليه السلام -عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين”، ويضيف التراث أن “الرب” كلف بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق”، وتلا روزين الحكم الذي يقول: “اقضوا على عملاق من البداية إلى النهاية .. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصل شخص يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار”.
وأضاف روزين “أن”يوشع بن نون” كان أول من طبق هذا الحكم عندما انتصر على العماليق، حيث قام بتدمير مدينتهم أريحا على من فيها”، وعن علاقة الفلسطينيين بالعماليق، قال الحاخام روزين: “إن قوم عملاق لا ينحصرون في عرق أو دين محدد، بل هم كل من يكره اليهود لدوافع دينية أو قومية”.
وأردف: “عملاق سيبقى ما بقي اليهود، ففي كل عهد سيخرج عملاق من عرق آخر لمناصبة اليهود العداء، لذا يجب أن تكون الحرب ضده عالمية”.
وشدد على “أن تطبيق حكم “عملاق” يجب أن يقوم به اليهود في كل وقت وزمن لأنه على حد زعمه “تكليف إلهي”.
ويضيف هازئاً من وضع اعتبار لمواقف دول العالم من تطبيق مثل هذه الفتاوى المثيرة للجدل: “علينا أن ننفذ أحكام الرب، وأن نتوقف عن الاختفاء في ظل أسرة شعوب العالم، وحتى عندما يكون تطبيق هذه الفريضة ثقيلاً وصعباً فإننا مطالبون بتطبيقها دائماً”، ولم يتردد روزين في تحديد “عماليق” هذا العصر وقال إنهم “الفلسطينيون”، وأضاف: “من يقتل الطلاب وهم يتلون التوراة، ويطلق الصواريخ على مدينة سديروت فيثير الفزع في نفوس الرجال والنساء، من يرقص على الدماء، هو عملاق، يجب أن نرد عليه بكراهية مضادة، وعلينا أن ننزع أي أثر للإنسانية في تعاملنا معه، حتى ننتصر”.
ولم تقتصر هذه الفتوى الغريبة على الحاخام روزين، بل أيدها العديد من حاخامات اليهود.
وسارع الحاخام مردخاي إلياهو، الذي يعد المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل، إلى تأييد تطبيق الحكم، ودائماً ما يشير إلياهو إلى إحدى العبارات التي وردت في الحكم والتي تقول: “اذكر عدوك وأبده”.
* ليس هناك مشكلة اخلاقية…!
كما أيده الحاخام شلومو إلياهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والذي كتب مقالاً مؤيداً لتطبيق حكم “عملاق” على الفلسطينيين يقول فيه: “لا توجد أي مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار”.
أما الحاخام دوف ليئور رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية فيقول قاصداً الفلسطينيين: “كل من يريد تدمير إسرائيل يتوجب تطبيق حكم عملاق فيه”.
والحاخام الوحيد الذي انبرى ضد هذه الدعوات هو الحاخام أليعازر الهارستون، مدير المدرسة الدينية في مدينة “حولون”، لكنه لم يقم بذلك لدوافع إنسانية بل لدوافع عملية، حيث قال إنه: “من الناحية العملية لن يكون بوسع اليهود قتل الأطفال والعجائز والنساء”.
ومن الجدير بالاشارة هنا الى ان فتوى حكم “عملاق”، ما هي إلاّ حلقة ضمن حمى فتاوى ضد الفلسطينيين من قبل كبار المرجعيات الدينية، ففي وقت سابق من شهر آذار الماضي/2008 اصدر الحاخام حاييم كنايفسكي ثاني اكبر مرجعية في التيار الديني “الأرثوذكسي الليتائي”، الذي يمثله حزب “ديجل هتوارة” فتوى “تحظر تشغيل العرب في إسرائيل، وخصوصاً في المدارس الدينية”.
وجاءت فتوى كنايفسكي في أعقاب العملية الفدائية في المعهد الديني اليهودي “مركز هراف” بالقدس والتي أسفرت عن مقتل ثمانية طلاب من المعهد إضافة إلى منفذ العملية علاء أبو دهيم، من جبل المكبر في القدس الشرقية.وبحسب الفتوى فإنه “سيتم فرض الحرمان والمقاطعة على كل متجر أو معهد ديني يهودي يشغل عرباً”، وعلل الحاخام فتواه بأنها “جاءت من أجل الدفاع عن النفس وتقليص قدرة العرب على المس باليهود”.
*مجموعة حاخامات تبيح قصف المدنيين
وكانت مجموعة من كبار الحاخامات في إسرائيل اصدرت صباح الخامس من آذار /2008 فتوى تبيح لجيش الاحتلال الإسرائيلي قصف التجمعات المدنية الفلسطينية، بدعوى الرد على إطلاق الفلسطينيين للصواريخ على البلدات الإسرائيلية، وجاءت هذه الفتوى بعد يومين من إنهاء إسرائيل المرحلة الأولى من هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، والذي وصفه مسؤول رفيع بجيش الاحتلال الإسرائيلي بـ “المحرقة”، وأوقع نحو 124 شهيداً، أغلبهم مدنيون، فضلاً عن اكثر من 350 جريحاً.
ولـ “رابطة الحاخامات أرض إسرائيل” حسب المصادرإرث من الفتاوى ضد المدنيين الفلسطينيين؛ ففي سبتمبر 2005 أصدرت فتوى ضمنتها رسالة إلى رئيس الوزراء حينها إريل شارون حثته فيها على عدم التردد في المس بالمدنيين الفلسطينيين خلال المواجهات التي كانت مندلعة في الأراضي المحتلة حينئذ.
ووصل الأمر إلى حد إصدار الحاخام إسحاق جينزبرج، أحد مرجعيات الإفتاء، كتاباً بعنوان “باروخ البطل” تخليداً لاسم باروخ جولدشتاين الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994 والتي قتل فيها 29 فلسطينياً أثناء أدائهم صلاة الفجر، وأفتى بعض الحاخامات بأن جولدشتاين بعد تلك المجزرة صار “قديساً”.
*حاخامان اسرائيليان الف عربي لا يساوون طالبا يهوديا واحدا”
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية/4-4-2008 في سياق استعراضها تفاصيل حول تصريحات عنصرية ادلى بها مردخاي الياهو حاخام اسرائيل الاكبر سابقا وقال فيها “انه يتوجب على الحكومة الاسرائيلية اقامة مستوطنة مقابل كل يهودي يقتل” ان الحاخام اكد في حديثه قائلا: “حتى عندما نطالب بالانتقام فان الف عربي لا يساوون طالب مدرسة دينية واحد”.
واوضح حاخام اسرائيل الاكبر سابقا في احياء ذكرى قتلى المدرسة الدينية ” مركاز هراب ” في القدس الغربية التي تعرضت لهجوم مسلح: “تقول “الغمراه” (مرجع ديني يهودي) بأنه عندما يأخذ غير اليهود مالا من شعب اسرائيل يجب ان يعيدوه ذهبا، وان يعيدو اكثر من كل ما اخذوه، لكن في هذه الحالة لا يوجد ما يمكن اعادته، لان الف عربي لا يساوون طالب مدرسة دينية واحد”.
* حاخامات أرض إسرائيل يفتون للجيش بقصف المناطق السكنية في غزة
وأصدر ما يسمي بـ”حاخامات أرض إسرائيل” فتوى تسمح للجيش الإسرائيلي بقصف مناطق سكنية في قطاع غزة، وحسب الفتوى التي تحدثت عنها إذاعة الجيش الإسرائيلي/05/03/2008″فعلى الجيش قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ في غزة “، و من بين الحاخامات الذين صادقوا على الفتوى حاخام مستوطنة “كريات أربع”دوف ليئور وابن الحاخام الأكبر لحركة شاس يعكوف عوفاديا يوسيف.
وقال الحاخام ليئور في صحيفة ” ايرتس يسرائيل شلانو “اي “أرض إسرائيل لنا/19/03/2008″:” يحق لجيشنا قصف التجمعات السكنية في قطاع غزة حتي لو كان من يسكنها أبرياء، فلا يوجد أي نص في الشريعة اليهودية تأخذ بالحسبان عدم المساس بالأبرياء خلال الحرب”.
*فتاوى جديدة تبيح قتل العرب
وقد واصل عدد من الحاخامات إصدار الفتاوى التي تبيح الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين انتقاما للعملية الفدائية في القدس، ومن أجل ما يسمونه “تعزيز قوة ردع إسرائيل”ودعا حاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو القوات الإسرائيلية إلى تنفيذ “انتقام مروّع رسمي” من العرب وإشباعهم ضربا”، ونادى ب “تفعيل الوحدة العسكرية 101 بقيادة أرييل شارون التي فجرت منازل قريتي قبية ونحالين على رؤوس ساكنيها مطلع الخمسينيات/ عن وديع عواودة-حيفا-الجزيرة- 3/28/2008”.
*حاخام آخر يدعو الجيش الإسرائيلي لمحو بيت حانون عن الوجود
وكان حاخام يهودي متطرف آخر قد دعا الجيش الإسرائيلي لتسوية بلدة بيت حانون الواقعة شمال قطاع غزة بالأرض ومحوها عن الوجود، رداً على إطلاق الصواريخ على “سديروت” إنطلاقاً من قطاع غزة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عددها الصادر يوم/21/02/2008 عن الحاخام شموئيل إلياهو، قوله:” إن إسرائيل إذا ما أرادت حماية “سديروت” وعدم تدميرها، فإنها يجب أن تدمر بيت حانون”.
* يوميات حاخام شيطان ترأس طائفه لتعذيب الاطفال في القدس
وتمتد غريزة القتل والتمثيل لدى بعض الحاخامات حتى الى اطفال يهود…!
-ف “تحطيم اسنان الاطفال بواسطة المطرقة، وحرق اجسادهم بواسطة المدفأه والاحجار الساخنة، وتجريعهم مادة كيماوية حتى يتقيأوا الشيطان من داخلهم” هذه بعض تعليمات الحاخام اليهودي “اليئور حن” التي امتثلت لها ام يهودية تبلغ من العمر 38 عاما ولها من الاطفال ثمانية اصغرهم يبلغ من العمر ثلاث سنوات تعرض وشقيقه الذي لم يتجاوز الخامسة لاقصى انواع التعذيب الجسدي والنفسي بناء على تعليمات الحاخام الشيطان الذي اطلق عليه اتباعه لقب ” ملاك المسيح المنتظر ” كما ظهر في لائحة الاتهام التي قدمت للمحكمة المركزية في القدس ضده/المصادر العبرية 7/4/2008″.
وقد عثرت الشرطة الاسرائيلية خلال مداهمتها منزل الحاخام الكائن في مستوطنة بيتار عليت الى الغرب من بيت لحم حوالي 30 كراسه ووثيقة مراسلات كلها عن الموت والفظائع التي جرت بين الحاخام ومريديه من ابناء طائفة السادية التي وصفتها صحيفة” يديعوت احرونوت ” العبرية التي اوردت النبأ ب “الاخطر في تاريخ الدولة العبرية” .
ويعلم الحاخام في احدى كراساته اتباعه طرق صناعة التعويذات اضافه الى ظهور تفاصيل واهوال التعذيب التي مر بها الطفلان من القدس موضوع المحكمة في كراسة الحاخام .
وضمن الحاخام توجيهاته تفاصيل حول كيفية تقييد الاطفال ” 6 عقد و 8 عقد ” وكيفية اعداد مشروب خاص بالاطفال مكون من الكحول و”التربنتين” والملح والفلفل حيث تم اجبار الاطفال على تناول هذا السائل الغريب حتى تقيأوا الشيطان من داخلهم اضافة الى كيفية ضرب الاطفال بالقضبان الحديدية والايدي وسكب مشروب العرق على اجسادهم مفصلا الوقت اللازمة لبقاء السائل الحارق على الاجساد الغضه مبررا عمليات التعذيب بالحاجة الى اخراج الشيطان الكامن في الاجساد الصغيرة والمعذبه .
وامر الحاخام اتباعه بوضع الحجارة الساخنة على الفرن ومع خروج السبت المقدس وضع الحجارة التي اكتسب حرارة قاتلة على اجساد الاطفال .
* لنقتل .. لنطرد .. والبقية تأتي…!
وقد كثف لنا الكاتب الاسرائيلي المناهض لثقافة وغريزة الدم والقتل التوراتية والاسرائيلية كوبي نيف / ذلك التراث الارهابي في معاريف 21/4/2008 قائلا:”النائب، العميد احتياط، صاحب وسام البطولة، ايفي ايتام (الذي ولد باسم افرايم باين)، الكيبوتسي من عين جيف، الذي تاب ويسكن اليوم في نوف في هضبة الجولان فوق الكيبوتس، يجسد في شخصيته على نحو كامل الشخصية العامة لليهودي الجديد، الذين سعى آباء الصهيونية الى خلقه في أرض اسرائيل بعد الفي عام من المنفى، والذي يضم في داخله كامل اضلاع “الثلاثي الصهيوني المقدس” – الرب، الجيش والارض”.
ويضيف نيف:” كزعيم اخلاقي، ذاك الذي يسير في المقدمة ويشق الطريق للتابعين له، نجح ايتام جدا، فالامور التي روج لها في الماضي وردت في حينه بسخرية واحتقار تصبح اليوم أكثر فأكثر من نصيب الكثيرين ليس فقط في معسكره، بل وفي اوساط كل شعب اسرائيل بما في ذلك “معسكر السلام”.
فمثلا،يردف نيف:” دعا ايتام منذ زمن بعيد دولة اسرائيل الى التحرر من القيود الاخلاقية التي تحظر علينا برأيه الانتصار في حروبنا ضد العرب، وقتل عشرات الاف المواطنين عن عمد، لبنانيين، سوريين وفلسطينيين، كما ينبغي، من أجل اخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم”، ويستشهد نيف قائلا:”ها قد مرت بضع سنوات فاذا بأحد الرواد الايديولوجيين لـ “معسكر السلام”، يرون لندن، توصل هو الاخر الى استنتاج ايتام هذا – في أنه من اجل تلقين الفلسطينيين العاقين في غزة درسا، ينبغي ابداء الوحشية الاخلاقية، كما يلزم في مثل هذه الاوقات، وتدمير غزة “حيا إثر حي” على حد تعبيره، مما سيؤدي الى اخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم”.
وهكذا – يضيف نيف- ينبغي الانتباه لما يقوله اليوم ايفي ايتام، كي نعرف ما الذي سيفكر به غدا “معسكر السلام”، الان يقترح ايتام، في التأبينات، في المقابلات وفي الخطابات، طرد ليس فقط النواب العرب، وليس فقط العرب الاسرائيليين الذين يتظاهرون تضامنا مع اخوانهم في غزة، بل وايضا، عند الحاجة، طرد مليون فلسطيني مما يسمى في لغته العسكرية – الاستيطانية “يهودا والسامرة” أي من المناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب 67″.
ونقول في الخاتمة – إذا كانت هذه اللغة الصهيونية قائمة منذ القدم منذ التوراتيين الدمويين الاوائل، واذا كانت تمتد وتتواصل على مدى القرن الماضي، وصولا الى المشهد الراهن، فهل يستطيع أحد اليوم ونحن أن يجد فوارق حقيقية جوهرية مقنعة بين اللغة التوراتية الارهابية العريقة، وبين اللغة الصهيونية اليوم …؟
ونقول : إذا كانت كافة تلك الأدبيات والمفاهيم والمرتكزات الأيديولوجية / السياسية / الصهيونية – الإسرائيلية المتعلقة بممارسات الاحتلال والتدمير والترحيل والإحلال والمذابح الجماعية تشكل جريمة كبرى تستدعي المساءلة والمحاكمة والتجريم، فماذا سنقول عن التطبيقات العملية الإجرامية لها على الأرض العربية الفلسطينية، على مدى نحو قرن من الزمن… ؟!
التعليقات مغلقة.