فلسطين … جريمة تصفية ثلاثة شُهداء على رأسِهم الفدائيّ عمر أبو ليلى مُنفّذ عمليّة سلفيت مضرب المَثل في الجُرأة والشّجاعة.. هل تواطأت قوّات الأمن الفِلسطينيّة في هذهِ الجرائم الصهيونية؟ ولماذا يلتزِم الرئيس عبّاس الصّمت؟




الأردن العربي – رأي اليوم – الأربعاء 20/3/2019 م …

لم يُصدِر عن الرئيس الفِلسطينيّ محمود عبّاس أيّ نعيٍ، ولا نقول إدانة، للجريمة الإسرائيليّة التي تمثّلت في اغتيال ثلاثة شبّان على رأسهم الشهيد عمر أبو ليلى، الفدائي الشاب الذي نفّذ عمليّة سلفيت التي قُتِل فيها جُنديّان إسرائيليّان ومُستوطن.

الشارع الفلسطينيّ في الضفّة الغربيُة يعيش حالةً من الغليان بسبب صمت هذه السّلطة التي تقول إنّها تتحدّث باسمه وتُمثّله في المحافل الدوليُة، وهو الصّمت الذي رجّح بعض وجهات النّظر التي تتّهم قوّات أمن هذه السّلطة بالتّواطؤ في هذه الجرائم الوحشيّة، ولا نستبعِد إقدامها على تزويد قوّات الاحتلال بالمعلومات التي أدّت إلى استشهاد الشبّان الثّلاثة برصاصِ قوّاتها.

الت؟نسيق الأمني بات يسير في اتّجاه سريع واحد، أي تحوّل قوّات الأمن الفِلسطينيّة التي يزيد تِعدادها عن 40 ألفًا إلى أدوات قمع لأبناء شعبها المُقاومين الشّرفاء، وقتل خدمةً للاحتلال وحماية مُستوطنيه، ودون أيّ مُقابل باستثناء استمرار تمتّع رجال السلطة وأسرهم بامتيازاتهم الماليّة، وتوفير الأمن وحرية التنقّل ببطاقاتهم (VIP) بتسهيلاتٍ من سُلطات الاحتلال.

القوّات الإسرائيليّة التي اغتالت الشهيد عمر أبو ليلى في قرية عبوين شمال رام الله مرّت مدرّعات من الشارع الذي يوجد فيه منزل الرئيس الفلسطينيّ في طريقها لتنفيذ هذه العمليّة الإجراميّة، وهي ليست المرّة الأُولى التي تُقدِم على هذا الاختراق الأمنيّ المُهين، ولن تكون الأخيرة.

أيّ سُلطة هذه التي لا تستطيع حماية أبناء شعبها، بل ويتواطأ رجال أمنها مع الاحتلال لقتلهم، أيّ حكومة هذه، سواء القديمة، أو الأخرى التي هي قيد التّشكيل، التي تصمُت على هذه الجرائم، وإذا تحدّثت فعبر بيان تعزية مثل الماء بدون طعم أو لون أو رائحة، حتى لكأن هؤلاء الشّهداء سقطوا في أحد جُزر الكاريبي.

لا نعرف ماذا ينتظر الرئيس عباس، حتى يستمر في الصُمت على هذه الجرائم، وآخِر فصولها اغتيال هؤلاء الشّباب أمام ناظريه وبتواطؤ من قوّاته، فلا توجد مُفاوضات سلام، والقدس جرى تهويدها ونقل السفارة الأمريكيّة إليها، وعدد المُستوطنين في الضفّة والمدينة المقدسة يقترب من المليون، وباب الرحمة في المسجد الأقصى جرى إغلاقه أبديًّا وبقرارٍ من المحكمة العُليا، وقانون القوميّة اليهوديّة العنصريّة يُطبّق بشكلٍ مُتسارعٍ.. ماذا ينتظر بعد كُل هذا؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.