هام … تقرير مترجم … سوف تكون هناك حرب أهلية في تركيا

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 10/8/2015 م …

تم حفر الخنادق في مدينة سيزر “جزيرة ابن عمر” باتساع عدة أقدام مرفقة بركام من التراب ومواد البناء المتكسرة، ويبدو أنها تغلق الطرق في هذا الجيب الكردي الواقع في جنوب شرق تركيا بعدما شنت أنقرة حملة جوية مكثفة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور في شهر يوليو.

ويلعب الأطفال فيها خلال ساعات النهار. ولكن في الليل، عندما يجيء رجال الشرطة، يتم حراستها بواسطة مجموعات من الشباب المسلح الذين يحاولون التصدي لتلك الغارات الرسمية في اشتباكات عنيفة خلّفت قتيلًا على الأقل والكثير من الجرحى.

وقد أمضت مدينة سيزر سنوات على هامش الحرب. وتقع المدينة غير البارزة التي يقطنها أكثر من 100000 على ضفاف نهر دجلة على بعد 30 ميلًا من النقطة التي تلتقي فيها تركيا مع الصراع المرير في سوريا والعراق، والعنف الذي يسيطر على الحدود الوطنية. والآن، تهدد سلسلة الغارات الجوية وهجمات حزب العمال الكردستاني المتجددة على القوات التركية بالعودة إلى الصراع الذي استمر طيلة ثلاثة عقود بين الجانبين، ويقال إنه أودى بحياة أكثر من 40000 شخص. وهنا، يشعر السكان وكأنهم في قلب المعركة.

وتقول ليلة امرت، عمدة المدينة البالغة من العمر 28 عامًا، لموقع فايس نيوز: “هناك قول مأثور يقول ‘إذا كان هناك سلام، فسوف يبدأ من سيزر، وإذا كانت هناك حرب، فإنها سوف تبدأ من هنا أيضا‘“. وتقول “امرت” التي قتل والدها بواسطة قوات الأمن عندما كانت في الخامسة من عمرها ونشأت في ألمانيا: “يمكننا أن نقول إن لدينا حربًا أهلية في تركيا“، وتصف مدينتها على أنها مركز المقاومة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

ويتضح هذا تمامًا حتى دون وجود الخنادق؛ حيث يُرسم على جدران المدينة ذات اللون الرمادي عدد كبير من الاختصارات الخاصة بالجماعات الكردية المسلحة مثل: حزب العمال الكردستاني، ومنظومة المجتمع الكردستاني التابعة لحزب العمال، والذراع الشبابي التابع لوحدات حماية الشعب السورية، وكلمة “آبو” التي تشير إلى قائد ومؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. كما أن حضور الشرطة في المدينة نفسها يعد في أقل مستوياته على الرغم من دعوة السلطات إلى استدعاء تعزيزات من المناطق المحيطة، وتسير الدوريات الشرطية في قوافل من العربات المدرعة.

وقد بدأت الغارات الجوية في 24 يوليو بعدما قتل حزب العمال الكردستاني اثنين من ضباط الشرطة انتقامًا لتفجير انتحاري وقع في مدينة سروج الحدودية، وأسفر عن مقتل 33 من الناشطين المؤيدين للأكراد. وقد تلقى المهاجم تدريبًا من قبل ما يسمى “الدولة الإسلامية”، ولكن الأكراد يلقون باللوم على قوات الأمن بسبب التهاون أو التواطؤ، ويدّعون أن الضباط المقتولين كانوا يعملون مع الجهاديين.

وتأتي الغارات الجوية كجزء من استراتيجية “الحرب على الإرهاب” ذات الشقين، والتي تركز على كل من حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها ركزت حتى الآن بشكل كامل تقريبًا على الأكراد المسلحين. وقد نفذت الجماعة، التي تنظر إليها تركيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية بسبب تاريخها من الهجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية، عددًا من الاعتداءات على أهداف للجيش والشرطة أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص.

ويرجع تاريخ الاضطرابات في سيزر ودعمها لحزب العمال الكردستاني إلى عقود. وقد قُتل العشرات في حروب الشوارع المتكررة خلال أسوأ فترات التمرد في التسعينيات.

وقد جلب اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي في العام 2013 سلامًا هشًا إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق تركيا، وضمن المزيد من الحقوق للسكان الذين خضعوا لفترة طويلة لقيود على استخدام لغتهم الخاصة والممارسات الثقافية الخاصة بهم. ولكن مدينة سيزر كانت إحدى المناطق التي أظهرت تصدعات في عملية السلام أولًا.

وعندما بدأت الدولة الإسلامية في الاستيلاء على مدينة كوباني، الجيب الحدودي الكردي السوري، من أيدي وحدات حماية الشعب في شهر أكتوبر، بدت أنقرة غير راغبة في المساعدة، ومن ثم ثار أكراد تركيا. وقد أسفرت الاشتباكات التي جرت بين داعمي وحدات حماية الشعب، وأنصار الأكراد الإسلاميين من حزب الهدى، وقوات الأمن عن مقتل 35 شخصًا على الأقل.

ثم أعلن الذراع الشبابي في وقت لاحق أنه قد أنشأ منطقة حكم ذاتي في مدينة سيزر، وحفر الخنادق فيها، وأقام نقاط تفتيش لتفتيش السيارات والأشخاص منذ الليل وحتى بزوغ الفجر. وتصاعدت التوترات مرة أخرى بمجيء فصل الشتاء عندما قُتل عدد من الشباب في القتال من بينهم طفلان -أومت كورت 14 عامًا، ونيهات كازنهان 12 عامًا- والذين لقوا مصرعهم على ما يبدو على أيدي قوات الشرطة في شهر يناير.

وفي وقت لاحق دعا أوجلان إلى التهدئة في مدينة سيزر في رسالة رسمية تم النظر إليها على أنها موجهة إلى الذراع الشبابي. ومن ثم تراجع الذراع الشبابي وفكك تحصيناته. وتجد المجموعة أنه من السهل الحصول على المجندين في المدينة الفقيرة بسبب ضعف فرص العمل والممارسات الشرطية العنيفة التي تعصف بالشباب بسبب علاقات مزعومة مع منظومة المجتمع الكردستاني التابعة لحزب العمال، وهو ما يضعهم في الغالب على طريق التشدد.

وقد أخذ شخص بالغ من العمر 18 عامًا طلب الإشارة إليه باسم مستعار، وهو “بوتان الثوري”، موقع فايس نيوز إلى دورية ليلية بأحد أحياء مدينة سيزر، حيث كانت جماعته مسؤولة عنها. وشقت جماعة من المراهقين الملثمين الذين يرتدون أحذية رياضية متعددة الألوان ويخفون مسدسات في سراويلهم طريقها إلى شوارع مضاءة بشكل ضعيف وبها آثار لإطلاق النار، ويتحركون عبر الطريق، حيث توجد قوات الشرطة، واحدًا تلو الآخر ليصعدوا إلى أسطح المنازل. بعضهم كان متوترًا، في حين كانت هناك أعداد كبيرة من قوات الشرطة قد حاولت التحرك داخل الحي من خلال عدة طرق خلال الليالي السابقة؛ مما أدى إلى قتال عنيف أدى إلى إصابة العديد منهم. ولم يكن هناك تكرار للهجوم الشامل في هذه الليلة، ولكن إطلاق النار المتقطع استمر إلى الساعات الأولى من الصباح، وأطلقت الشرطة مرارًا قنابل مسيلة للدموع في الحي.

وقال بوتان إن جماعته قد اتخذت دورها في مراقبة مداخل المدينة ليلًا ونهارًا. وأشار بفخر إلى التحصينات الدفاعية والتي قال إنه قد تم حفرها بجرافة خاصة بهم، ثم أعيد حفرها عندما حاولت الشرطة سدها، ثم أعيد حفرها مرة أخرى. وكانت تلك الخنادق كبيرة بما يكفي حتى لمنع مدرعة ناقلات جنود من الدخول. وأوضح الأدوار المختلفة المتعلقة بـ”الفرق” التي تتكون منها مجموعته، بما فيها المساعدة في الإمدادات واستخدام الأسلحة المختلفة مثل الحجارة وقنابل المولوتوف. وقال: “نمتلك حجارة، وقنابل حارقة، وألعابًا نارية، وبنادق كذلك. وعندما يشتد القتال، يتدخل الشباب المسلحون. وكل فرد فيهم لديه مسؤولية

ويتجاوز الشعور بالمقاومة الجماعية الشباب؛ حيث يرى معظم السكان أنه من الضروري وقف الحملة المعادية للأكراد والتي تتميز بالاعتقالات الجماعية للشباب، ووحشية الشرطة المفرطة.

ويقول السكان إن تلك الحملة هي حملة انتقامية؛ حيث تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في الانتخابات العامة في تركيا التي حدثت في 7 يونيو نسبة الـ10% المقررة للعتبة الانتخابية اللازمة للتمثيل البرلماني للمرة الأولى. بما يعني أنه قد حجب طموحات أردوغان بالحصول على “أغلبية عظمى” لحزب العدالة والتنمية والذي من شأنها أن تسمح له بتغيير الدستور وتوسيع صلاحياته بشكل كبير.

ومنذ بدء الغارات الجوية، دعا الرئيس أيضًا إلى رفع الحصانة البرلمانية عن أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي متهمًا إياهم بالتواصل مع حزب العمال الكردستاني. وتم اعتقال مئات الأشخاص، من بينهم أعضاء بحزب الشعوب الديمقراطي وحزب الأقاليم الديمقراطي، على خلفية تهم مماثلة.

ويقول مسعود نار، المسؤول المحلي لحزب الشعوب الديمقراطي في مكتب الحزب في مدينة سيزر، لموقع فايس نيوز: “الجميع يحفرون الخنادق. قبل أن يتم استهداف الشباب، والآن، جميع من يقبعون في منازلهم هم أهداف للشرطة“. وكما ذكرنا، تظهر التقارير التليفزيونية الغارات التركية على قرية زير جيلي بجبال قنديل والتي قتلت ثمانية مدنيين، وتظهر التقارير رجالًا كبارًا يهزون رؤوسهم ضجرين وهم ينظرون إلى الجثث الملفوفة في بطاطين والتي يتم استخراجها من تحت أنقاض المنازل.

وقد اصطحب رجل بالغ من العمر 38 عامًا، قد خرج لتوه من الحبس بعدما قضى عقوبة السجن بسبب نشاطاته السياسية، موقع فايس نيوز في جولة حول المدينة خلال النهار. وقال إن الخنادق والمتاريس أمر ضروري من أجل وقف حملات الاعتقالات، مضيفًا أنه قد تم بناؤها بواسطة مجموعات من السكان المحليين بمجرد بدء الغارات الجوية والاعتقالات. قائلًا: “عندما تكون هناك مجرد حوادث صغيرة، فإن ذلك لا يحدث، ولكن عندما يكون ذلك سياسة ونحن نعلم أنه هجوم ممنهج على شعبنا، فإننا نتخذ الاحتياطات اللازمة“. وأضاف أن قوات الشرطة قد تأقلمت مع تلك الدفاعات وأحضرت جرافات مسلحة، واستخدمت واحدة منها في الليلة السابقة من أجل هدم جدارين والوصول إلى الطرق المحاصرة. وقال: “ومثلما هو الحال بالنسبة إلى لغارات الجوية، فإن حملة المداهمات في الشوارع تحدث كل ليلة من أجل ممارسة الضغط النفسي. وهذا هو الثمن الذي ندفعه مقابل حصة 13% التي حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات، وحزب العدالة والتنمية ينتقم الآن من الشعوب الديمقراطي“.

وكان الشاب حسن نرس البالغ من العمر 17 عامًا هو آخر ضحايا العنف، والذي قيل إنه قتل بواسطة الشرطة في يوم 29 يوليو. وقد تم تداول صور يقال إنها لجثته المضرجة بالدماء، وكان يرتدي زيًا كرديًا تقليديًا، وعلى ما يبدو أنه قد تم إعدامه؛ حيث كانت يداه مقيدتين وراء ظهره، وتم تصويب رصاصة إلى قدمه، وعدة رصاصات تجاه صدره.

وملابسات وفاة حسن نرس غير واضحة؛ حيث يقول أقاربه إنه كان ذاهبًا هو وبعض أصدقائه بالسيارة إلى المدينة لتناول آيس كريم في حوالي منتصف الليل، وفي نقطة ما، انحرفت السيارة لتتجنب حاجزًا للشرطة؛ مما أدى إلى مطاردتهم لفترة قليلة قبل أن تتحطم سيارتهم، وحاول الشباب الهرب على أقدامهم في حين أطلقت الشرطة النار عليهم. ويبدو أن نرس قد أصيب بطلقة في فخذه قبل أن يتم اعتقاله في حين هرب أصدقاؤه. ولم يتم إعطاء نتائج تشريح جثته لأسرته أو محاميه بعد.

وفي منعرج الطريق المزدوج الذي مات فيه نرس، تظهر ثقوب الرصاص التي تم إطلاقه من موقعين مختلفين على الأقل على واجهات المحال والجدران المجاورة. وعندما وقعت تلك الحادثة كانت الشوارع هادئة والمحال مغلقة. وقد سمع جميع السكان طلقات الرصاص ولكن معظمهم فضل أن يحتمي بدلًا من أن يتحقق من الأمر. وفي المبنى المقابل، أخبر أحد المراهقين موقع فايس نيوز أنه قد سمع صرخات شخص مجروح وحاول الخروج لمساعدته، ولكنه تراجع بسرعة عندما صوّب الضباط بنادقهم تجاهه. ويقول إن الشرطة أحاطت المشهد بالمركبات لحجب الرؤية، وبعد ذلك سمع أوامر متكررة لشخص ما بأن يرفع يديه إلى أعلى.

وعرض رجل آخر لموقع فايس نيوز مقطع فيديو يقول إنه صوره من الشرفة. ويظهر في المقطع شاب يقال إنه نرس مكبل اليدين ووجهه إلى الأرض بين مركبات الشرطة لازال في وعيه ويتحرك. ويقول هذا الرجل أيضًا إن السيارات قد تحركت لحجب الرؤية. وذكر شاهد آخر كان موجودًا في شقة في الطابق العلوي بالقرب من الحادث كلامًا مماثلًا لموقع فايس نيوز؛ حيث قال: “كان الناس يقولون إن ثمة شخصًا مصابًا، ولكن أي أحد كان يخرج رأسه من النافذة، كانت الشرطة تصوب نحوه غازًا مسيلًا للدموع، وكانت الشرطة تصرخ قائلة: ‘ماذا يوجد في يديك؟‘ وتسأله أسئلة مثل: ‘من هم الأشخاص الذين كانوا معك؟‘، ولكنه لم يخبرهم بأسماء أصدقائه“.

وينحدر نرس من عائلة كبيرة، ويعيش مع والديه وأربعة أشقاء وشقيقتين. وقد تحدث أحد أقاربه طالبًا عدم الكشف عن اسمه في اليوم الثالث من مراسم الجنازة واصفًا حسن بأنه طالب بالمرحلة الثانوية وكان محبوبًا بين الناس ومهووسًا بكرة القدم والسفر، ولكنه لم يكن ناشطًا سياسيًا.

وقد انطلقت مراسم الجنازة من مقر حزب الأقاليم الديمقراطي، وحضرها الأقارب والمسؤولون المحليون وعشرات السكان المحليون. وكان الحشد الذي يتقدمه أسرة نرس يحملون لافتات مرسوم عليها وجه حسن إلى جانب أوجلان، مرددين شعارات مناهضة للحكومة، وشقوا طريقهم الى المسجد متجاوزين الخنادق والمتاريس.

وخارج المسجد، تحدثت ايمين، البالغة من العمر 50 عامًا، والدة حسن إلى موقع فايس نيوز ويحيط بها بعض النساء القريبات قائلة: “لقد كان مجرد طفل، ولم تكن له أي علاقة بالسياسة. لقد كان فقط يرتدي الملابس التقليدية، وطالما ارتديناها لمئات السنين. لقد تناول فقط الغذاء، وخرج مع أصدقائه إلى السوق“.

ورأت ايمين وفاة حسن كنتيجة لسياسات حزب العدالة والتنمية المناهضة للأكراد. قائلة: “الشرطة لا تفرق بين النساء والأطفال والشباب، إنهم يقتلون الجميع. ما نطالب به هو الحصول على حقوقنا واستخدام لغتنا وهويتنا.. وهذا ما أراده أطفالنا وما يريده كل الناس. نحن لا نريد الحرب، نحن نريد السلام، والأمهات يردن رؤية أطفالهن يكبرون في حياة سلمية“.

ولكن، المزيد من الأبناء والبنات سوف يفقدون حياتهم حتمًا في الفترة الحالية من الاضطرابات. ويدعو حزب الشعوب الديمقراطي وغيره من الجماعات إلى السلام، كما أعربت عمدة المدينة عن أسفها لكون القتلى ضحايا للعملية السياسية.

وقال أردوغان في آخر الشهر الماضي إن السلام قد أصبح “مستحيلًا”، وقال زاكروس هيوا المتحدث باسم منظومة المجتمع الكردستاني لموقع فايس نيوز: “إن حقبة جديدة من كفاح ومقاومة الأكراد قد بدأت“. ويستمر العنف في جزيرة ابن عمر كل ليلة تقريبًا. وفي يوم الجمعة، أطلقت جماعات تابعة لحزب العمال الكردستاني الرصاص والقذائف الصاروخية على قوات الشرطة التي وصلت إلى أحد خنادقهم؛ مما أسفر عن إصابة أحد الضباط.

وقبل بضعة أيام في وقت سابق، تعهد بوتان بأنه وأمثاله من الشباب سيقاتلون حتى الموت. ويتكون الذراع الشبابي من شباب متطرف نشأ في صراع مع الدولة. ولكنهم يفتقرون إلى قيادة رسمية، ولن يكون من السهل إدماجهم داخل قيادة رسمية. وقد قاطع أحد الشباب بوتان قائلًا: “سوف تكون هناك حرب أهلية في تركيا. وسوف ندخل بلدة تلو أخرى“.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.