في عيد  المعلم السوري… هذه رسائل جامعة الفرات / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 20/3/2019 م …

يفاخر الشعب السوري العالم ويعتز ويتباهى بالمؤسسة التعليمية والصروح العلمية الشامخة التي كانت دائماً رمزاً للولاء والانتماء، ولأن العلم هويتنا وأفقنا، دأبنا على الاحتفاء في كل سنة بصانع الأجيال ومربي رجال المستقبل “المعلم”،  ويأتي هذا العيد والجيش يخوض معركة مفتوحة ضد الإرهاب ويقف في ذروة المواجهة الصلبة متسلّحاً بإرادة لا تضعف وعزيمة لا تلين .




كما يأتي عيد المعلم هذا العام إلى سورية حاملاً معه معاني ودلالات جديدة لأن المعلم السوري تحدى الكثير من الصعوبات  ليواصل تأدية رسالته النبيلة واستمر بعمله دون انقطاع مثل أي مقاتل على الجبهة يواجه الأعداء في سبيل أن تبقى سورية صامدة، لذلك كل ما تشهده سورية من حرص على التعليم هي أشبه بمعجزة فرغم كل ما حدث للعملية التعليمية والتربوية، لم تتأثر ولم تستسلم بل استطاع المعلم الموائمة بأن تسير العملية التعليمية دون أي انقطاع ضارباً بذلك المثل في تحدي كل ما هو صعب حوله من أجواء معارك الحرب.

بالمقابل إن استمرار جامعة الفرات بكل كلياتها  هو بمثابة رسالة للجميع  بأن السوريين هم صنّاع الحياة على مر التاريخ، ولا تستطيع أي قوة أن توقفهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية وبناء جيل متمرس وواع وقادر أن يبني مستقبل هذا الوطن لأن التعليم هو العماد الذي سنرتكز عليه للاستقرار وإعادة البناء والإعمار في المرحلة القادمة، وبذلك استطاعت جامعة الفرات بكافة كوادرها التعليمية أن تقطع كافة السبل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التعليمية في مدينة دير الزور  بل على العكس فقد تكّيف أساتذة الجامعة لمواصلة تعليم الطلاب رغم التهديدات والمخاطر، في هذا السياق أكد رئيس جامعة الفرات تكراراً أن استمرار العملية التعليمية ومواصلة الجامعة فتح أبوابها أمام الطلاب يمثل أكبر رسالة بأن سورية ما زالت صامدة وبخير، وأن الجامعة وضعت مصفوفة وبرنامجاً تنفيذياً لعملها تتمثل بإعادة هذه الجامعة بكافة كلياتها وفروعها إلى سابق عهدها باعتبارها مكاناً للتعليم وللتربية أيضاً من خلال استمرار العملية التعليمية وتقديم ما يلزم لإستمراريتها وتعويض الفاقد التعليمي  وإعادة تأهيل وترميم الكليات بكافة  فروعها.

في سياق متصل  قطعت  جامعة الفرات شوطاً كبيراً في مجال التعليم من خلال تقديم الخدمات المساندة للتعليم من خلال توفير مختلف التجهيزات التي تحتاجها كل كلية من كليات الجامعة لإتمام سير العملية التعليمية ،وإعادة تأهيل وإجراء صيانة عامة لمباني الكليات، وعودة الطلاب وأهاليهم إلى دير الزور بعد صدور مرسوم السيد الرئيس الأسد القاضي بتسوية وضع المنقطعين  عن الدراسة، و وضع خطة لأتمتة وبرمجة العمل مما يسهل تقديم خدمات سريعة للطلاب ، بالإضافة إلى تأمين الكادر التدريسي للكليات من خلال استقدام عدد من أعضاء الهيئة التدريسية من الجامعات الأخرى وفي مختلف الاختصاصات، فضلاً عن الاهتمام بتطوير البحث العلمي والاهتمام بأبحاث الدراسات العليا ونشرها على موقع الجامعة الالكتروني لوضعها في متناول كل الطلبة، و تطبيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع من أجل تأهيل الخريجين لسوق العمل. اليوم ينبغي ان لا نتغاضى عن الرقم الصعب الذي يشكله التعليم في مسيرة الإصلاح المنشودة، فمن خلال التعليم الناجح يمكن القضاء على التطرف ونبذ ثقافة التعصب، ذلك لأن المعلم هو الوسيط الأهم بين المنهج والطالب إذ يستطيع ان يزرع قيم المحبة والتسامح في نفوس طلابه، لذلك نحن مطالبون جميعا بتعويض الزمن الذي فات خاصة على صعيد التعليم لأنه ميدان صناعة التحولات الكبرى في حياة الشعوب، بالتعليم تتجاوز الأمم نكساتها وبه تسمو على واقعها المأزوم.

مجملاً….إن المعلمين والطلبة في سورية أثبتوا رغم حجم المخاطر والتهديدات الإرهابية أنهم سيبقون بناة المستقبل وحاضره المشرق فهم أبناء حضارة عريقة علمت العالم برمته الأبجدية. ومن هنا ستبقى سورية على الدوام صامدة بفضل محبة والتفاف الشباب حولها، فالطلاب أكّدوا للعالم أجمع على أنهم سوريون بانتمائهم وقيمهم، ومن هنا فكل ما يجري في سورية من تدمير وتخريب لجامعاتنا ومدارسنا ولمعالمنا الثقافية هو مخططاً رهيباً وحاقداً لإزالة شواخص سورية، يريدون من خلاله القضاء على حضارتنا وثقافتنا واستبدال العلم بهمجية التخلف، برغم ذلك يظل الأمل معلقاً على أعناق شبابنا وطلابنا الذي ما زال يجمعهم حب سورية، يتطلعون صوب المستقبل وهم يخططون له، هم الآن يزرعون الأمل الجديد في نفوسهم، إنهم شباب يجري في عروقه حب سورية وكرامتها والدفاع عنها.

أخيراً….في يوم المعلم يبقى أملنا كبيراً وثقتنا عالية بالمعلم السوري، ونقدر له المساهمة الكبيرة فيما أنجزنا من تقدم ونجاح في كافة الميادين والمجالات، فالمعلمون هم بناة الفكر، وأمل الوطن وشعلته التي ستبقى في مقدمة المسيرة تنير لنا الدرب وتوجه أنظارنا دوماً نحو غدٍ أفضل، وبمناسبة هذا العيد الوطني المجيد ترسل جامعة الفرات باقة من الحب والتقدير إلى كل المعلمين السوريين وتسطر أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لكل معلم مخلص أفنى عمره في تعليم أبنائنا ، من أجل أن يزيل عنهم الجهل وينير عقولهم بنور المعرفة كي ينشئ لنا جيلاً متسلحاً بسلاح العلم، وفي الختام نتمنى لكل المعلمين المزيد من العطاء والتقدم كونهم يحملون على عاتقكم هموم هذه المهنة المقدسة ويسهموا بشكل مباشر في سير وطننا الكبير “سورية” نحو النهوض والمضي بها نحو ضفة الأمان  والبناء والمنجزات.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.