سلفيت اخت بغداد ” قلعة الاسود” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 21/3/2019 م …
تغنت الفنانة العملاقة المرحومة ام كلثوم ببغداد حين قالت ” بغداد ياقلعة الاسود” وبغداد المثخنة بجراحها الغائرة منذ الغزو والاحتلال عام 2003 حتى الان تبقى قلعة الاسود وان هناك رجالا لايكفون عن النضال من اجل فلسطين مثلما يضحي ابناؤها البررة منذ عام 1948 عام الاحتلال ” البطل الشهيد عمر ابو ليلى نموذجا .
وقد عبر اكثر من مسؤول صهيوني عن خشيته من لقاءات تجري بين بغداد ودمشق وطهران لاسيمااللقاء الاخير الذي جمع رؤساء هيئة اركان الدول الثلاث بالرغم من ان اللقاء موجه لمحاربة الارهاب ولن يرد به اسم ” الكيان الصهيوني” لكن ” ارهابيي بني صهيون ورعاة الارهاب في تل ابيب ” اكثر ما يغيضهم ويخشونه وهم يرون ان بغداد ودمشق تلتقيان رغم الماساة التي حلت بالبلدين جراء الاحتلال الاجنبي والحرب الارهابية الاجرامية التي شنت على البلدين بدعم امريكي صهيوني وبتسهيلات مالية من انظمة فاسدة في المنطقة.
غنت ام كلثوم لاسود بغداد لكن من سيغني ل” سلفيت” الشبل واسدها بن فلسطين عمر ابو ليلى الذي استشهد في تبادل لاطلاق النار مع ” الشاباك” الصهيوني الاجرامي ولم يسلم نفسه او يرمي سلاحه بعد ان نفدت ذخيرته قطعا لانه كان اعزلا و السلاح الذي كان بحوزته تمكن من الحصول عليه وانتزاعه انتزاعا بعد تجريد جندي صهيوني من سلاحه وقتله.
ثم تبادل الشهيد ابو ليلى اطلاق النار مع دورية صهيونية وقتل احد افرادها وحاخاما ووجد مكانا له حتى يبتعد عن انظار القوة الصهيونية لكن تم اكتشاف مكان ” عرين اسد سلفيت” فتبادل اطلاق النار مع اجراميي الشاباك واستشهد وهو في ربيع العمر.
استشهاد ابو ليلى جاء بعد اعلان الامم المتحدة في تقرير لها عن عدد الشهداء من ابناء غزة في وقفات وطنية مشرفه ضد قوات الاحتلال وقد تحولت هذه المنظمة الدولية” الى مركز لاحصاء الشهداء عندما يتعلق الامر بفلسطين دون ان نسمع او نلمس عملا جادا في اروقة الامم المتحدة يردع الاجرام الصهيوني او يشجبه او يستنكره.
قيل الكثير من الروايات الكاذبة عن فلسطين المحتلة منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى الان واكثر ما كان يردده اعداء الشعب الفلسطيني ان هذا الشعب المشردة ملايينه والذي يعيش شعبه وبالملايين في المنافي وفي دول الجوار لفلسطين ان هذا الشعب هو المسؤول عن نكبة عام 1948 بزعم انه ترك ارضه وباعها ليات الرد من احفاد وابناء الذين ارغموا على ترك ديارهم في فلسطين جراء مؤامرة لم يعد يتحدث عنها احد.
الاسلحة الفاسدة التي اشترتها بعض الانظمة المتامرة في حينها من ام” المصائب” بريطانيا التي تقف وراء وعد بلفور وزودت بها جيوشها التي كانت تقاتل عصابات ” الهاغانا” الصهيونية كانت واحدة من الخيانات الكبرى لاهلنا في فلسطين وجاء الاعتراف متاخرا وانعكس على اوضاع تلك الانظمة التي اسقطتها جيوشها لاحقا كما حدث في مصر عام 1952 فقد كان احد اسباب الثورة في مصر التي قادها الضباط الاحرار وفي المقدمة المرحوم جمال عبدالناصر ضد الملكية في حينها هو تزويد الجيش المصري المشارك في الحرب باسلحة فاسدة.
افيدونا بتجربة شعبية نضالية وتضحيات جسام قدمتها شعوب و دول العالم المناضلة شبيهة بتضحيات الشعب الفلسطيني التي قدمها منذ عام 1948 وحتى استشهاد ” اسد سلفيت ابو ليلى ” او انها عاشت تحت ظل احتلال بغيض شبيه بالاحتلال الصهيوني الذي لاحق كل متعاون مع القضية الفلسطينية حتى لو لم يكن فلسطينيا لكنه متعاطف معها وكان يعيش خارج حدود الارض المحتلة لتتم تصفيته من قبل اجهزة الموساد الصهيوني بطريقة بشعة وهناك امثلة عديدة على ذلك.
ستبقى ” سلفيت” بل كل فلسطين المحتلة ” قلعة للاسود” مثلما هي قلاع الاسود في دمشق وبغداد وكافة عواصم الامة الرافضة للاحتلال والاستعمار بكافة اشكاله قديمه وحديثه .
التعليقات مغلقة.