بعد طهران… الرئيس الأسد إلى بغداد  قريباً / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الجمعة 22/3/2019 م … واضح أنّ ما لدى العراق من ثروات إضافة إلى موقعه الجيو استراتيجي وموقع سورية الجيو استراتيجي بالنسبة لأطراف المعادلة الدولية الرئيسية، كانت محط أطماع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها التي بذلت كل جهدها ونفوذها لإحباط أي تقارب و تعاون بين سورية والعراق، ومن هنا يمكننا أن ندرك أن سلسلة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط قد غيّرت الخارطة الجيو سياسية للمنطقة وخلقت واقعاً جديداً، لكن السؤال الأكثر إلحاحاً والذي أصبح هاجساً لكل صُناع السياسة في المنطقة، حول ماهية الوضع المتوقع ما بعد زيارة الرئيس الأسد لطهران، وما ستؤول إليه الأمور على المستوى الإقليمي والدولي وتحديداً فيما يخص الأزمة السورية، وهل يزور الرئيس بشار الأسد بغداد قريباً ؟.

بعد الزيارة الناجحة للرئيس الأسد إلى العاصمة الإيرانية طهران ولقاءه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس روحاني، وهذه الزيارة هي الأولى للأسد إلى طهران منذ العام 2010، وقال المرشد الإيراني في اللقاء إن “سورية خرجت منتصرة في مواجهة تحالف كبير بين أميركا وأوروبا وحلفائهما في المنطقة”، مؤكداً أن إيران ستواصل دعمها لسورية، وأنها تفتخر بذلك “، كما اعتبر أن البلدين “عمق استراتيجي للبعض، مما يمنع الأعداء من تنفيذ مخططاتهم”، واليوم  يجري وضع اللمسات الأخيرة على زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الأسد إلى بغداد، خلال شهر نيسان أو أيار المقبلين على أبعد تقدير، ولعل هذه الزيارة ستمثل التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية، والتي ستحدث ما يمكن تسميته مفاجأة دولية إذ سارع عدد من القادة الدوليين وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية  بإصدار تصريحات تعكس ردة الفعل التي ستسببها هذه الزيارة.




في سياق التمهيد لهذا الحدث السياسي، شهدت العاصمة السورية دمشق قبل عدة أيام محادثات ثلاثية حضرها كبار المسئولين العسكريين في إيران والعراق، شارك فيها رئيسا أركان القوات العراقية والإيرانية ووزير الدفاع السوري علي أيوب، وأكد رئيس أركان الجيش العراقي  أهمية هذه المحادثات بقوله: “سنشهد في الأيام المقبلة فتح المنفذ الحدودي بين سورية والعراق،  واستئناف الزيارات والتجارة بين البلدين”.

في ذات السياق يمكن القول إن توقيت زيارة الرئيس لبغداد مهم جدا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً، ويمكن وضع هذه الزيارة في سياق التعاون والتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين إزاء ما يحدث في المنطقة، لبلورة موقف مشترك وواضح من مجمل ما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة أن أمريكا وحلفاؤها في المنطقة يحاولون خلط الأوراق من جديد، ووضع العصي في عجلات أي جهود لإيجاد حل للأزمة السورية بما يلبي طموحات الشعب السوري بالإنتقال نحو مستقبل أفضل بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية، كما تحمل في طياتها رسائل إلى من يهمه الأمر بأن علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين  سورية والعراق متينة، وخارج المساومات والصفقات، ولا يمكن أن يعكر صفوها إزدياد حجم التحديات، وإنطلاقاً من ذلك تعد هذه الزيارة ضربة سياسية  كبيرة تعكس جدية المواقف العراقية تجاه سورية، ورسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن بغداد ثابتة في مواقفها بالنسبة لسورية، وأن العراق جاد فعلاً في حماية المنطقة من الإرهاب بعد توسعه في المنطقة وعدم قدرة أمريكا والمجتمع الدولي على الحد منه، في إطار ذلك تعهد العراق بمواصلة دعم سورية عسكرياً .

في ظل التغيرات الميدانية التي تجري فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، فإن السوريين باتوا اليوم على مقربة من إعلان النصر الإستراتيجيٍ، هذا الانتصار سيكون نكسة للقوى المتطرفة وللسياسة الأمريكية في المنطقة، فواشنطن التي لم تتأخر يوماً عن دعم الإرهاب، أصبحت تجد نفسها اليوم أمام واقع مُغاير رسخته دول محور المقاومة.

 مجملاً….اليوم لا يزال الجيش السوري ماضياً في عمليات تطهير بلاده من الإرهابيين، وبالمقابل تسعى تحركات محور المقاومة إلى تحقيق نتائج مفصلية قد تغيّر تحالفات المنطقة برمّتها وخصوصاً بعد أن بدأت دول هذا المحور تعاوناً مشتركاً في ميدان مكافحة الإرهاب، وأخيراً ربما أستطيع القول …إن  سورية اليوم تؤرق مضاجع قادة الغرب وجنرالاته، وستثبت الأيام القادمة إن كل الرهانات على إسقاط سورية هي رهانات خاسرة، فكلمات وأحاديث الرئيس الأسد في المحافل الدولية جاءت لتؤكد إن سورية قادرة على دحر المؤامرة ومواجهة التحديات.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.