مذيع إماراتي يُقبّل حذاء الشيخ محمد بن زايد ويدعو الإماراتيين لتقليده.. دجلة الخير تبتلع أهلها.. مذيعة “العربيّة” منتهى الرمحي بعد تصريحها “ابني أغلى من فلسطين”…”أصبحتُ سوقًا للمزايدات”.. ورئيسة وزراء نيوزيلندا مسلمة / لطيفة اغبارية

لطيفة اغبارية ( فلسطين )




الأردن العربي – الإثنين 25/3/2019 م … 

استطاع الإعلامي الإماراتي طارق المحياس في برنامجه “سوالف” على اليوتيوب، أن ينجح في لفت الأنظار إليه عندما أحضر معه للأستوديو فردة حذاء، وافترض أنّها تعود لولي العهد الشيخ محمد بن زايد فقام بتقبيلها داعيا المواطنين الإماراتيين إلى الاقتداء به وتقبيل حذاء بن زايد راجيا أن يحفظه الله وأن يديمه تاجًا على رؤوس الإماراتيين.

 المقطع أثار انتقادًا واسعًا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين الإماراتيين، الذين اعتبروه إهانة كبيرة لهم رافضين سلوكه الغريب. آخرون قالوا إنّه تجاوز حدود العقل في التعبير عن ولائه لقيادة بلده وأنّ هذا المقطع هو ذل ومهانة للشعب الإماراتي، مطالبين بن زايد باتخاذ إجراءات رسمية ضده. وكما يبدو أنّ المحياس الذي ينظم القصائد لم يشتهر في هذا المجال، فابتكر هذا السلوك من منطلق “خالف تُعرف” فتحقق له ما يريد على وجه السرعة.

ليس لدينا أدنى شك أنّ قيمة المواطن كبيرة وعالية في الإمارات التي تحترم مواطنيها وتُعلي من شأنهم وترفض مثل هذه الترهات. ولا ندري   ما هو المغزى والرسالة التي أراد ايصالها من خلال هذا السلوك، وهل يعتقد أنّه بهذه الطريقة يكسب ودّ وعطف واحترام الشيخ بن زايد؟.

المحياس قلّل فقط من قيمة نفسه كإنسان كرّمه الله بالعقل، لكنّه أبى ذلك وانحدر إلى سلوك لا يرضاه صاحب عقل وفكر حر!.

*******

يقول الشاعر العراقي المرحوم محمد مهدي الجواهري:” وأنت يا قاربًا تلوي الرياح به ليّ النسائم أطراف الأفانين – وددتُ ذاك الشراع الرخص لو كفني يُحاك منه غداة البين، يطويني”.  ولا نعتقد أنّ حالة الموت هنا كانت أمنية وخيارًا كما حالة الشاعر، فها هي دجلة الخير تبتلع أبناءها من خلال عبّارة الموت التي أودت بحياة عشرات الأبرياء الذين كانوا في طريقهم إلى الجزيرة السياحيّة في غابات الموصل.

المشاهد المؤلمة كانت موثقة في هذا الوقت الذي يحمل فيه الجميع الهواتف الذكيّة في زمن الاهمالات الغبيّة والاستهتار في حياة أرواح المواطنين التي لا نجدها إلا في الوطن العربي. والأنكى من ذلك أنّ هذا الاستمرار في الاستهتار قد استمرّ عندما قامت سيارة محافظ نينوي نوفل العاكوب حسب وسائل الإعلام بدهس مواطنين أثناء فرارها من الحشد الغاضب الذي حاصر المركبة.

 وفي السياق تناقلت وسائل الإعلام العربيّة ردود الفعل الغاضبة من قبَل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي كما عرضتها “بي بي سي ترندينغ” منها:” الشعب العراقي من أكثر الشعوب التي عانت في العالك كله، من مصيبة إلى مصيبة أكبر، ولكن هم شعب رضوا بقضاء الله وقدره ورحم الله شهداء العبّارة”.  فيما علّق أحد المواطنين:” هذه العبّارة ليست عبارة للاجئين….كان ذنبهم الوحيد أن يعيشوا يوم ربيعي جميل فتحوّل إلى دموي”. وكما يبدو أنّ الربيع من المحرّمات على الشعوب العربية التي تحظى فقط بأيّام خريفيّة للأسف.

********

قامت مذيعة “العربيّة” منتهى الرمحي وهي أردنيّة من أصول فلسطينية بحذف تغريدتها التي نشرتها قبل عدّة أيّام، والتي أثارت جدلا وهجومًا واسعًا عليها عندما كتبت في موقع التواصل الاجتماعي:” لا أضحّي بابني من أجل كل قضايا العالم، ولا حتى قضية فلسطين ولو دخلت قلب أم عمر أبو ليلى لوجدتها تتمنى حضن ابنها حتى لو في خيمة في القطب الجنوبي، لكنّها لا تظهر وجعها ولا حول لها ولا قوة”.

بعد الهجوم الكبير عليها وسيل الشتائم التي لم تنته، قامت الرمحي بحذف تغريدتها، وخرجت في فيديو لتبرر ما قصدتهُ قائلة إنّها حذفت تغريدتها الأولى ” ليس لأنني تراجعت لا سمح الله، بل لأنّني أصبحت سوقًا للمزايدات”.

لن نقوم بالاتهام أو المزايدة ضد المذيعة ولن نخوض في قصدها وتحليله فهذه وجهة نظرها الخاصة ولن نتدخّل في تفكير ومعتقدات أحد، ولم يطلب منها أحد التضحية بأولادها…. لكنّنا نعتقد أنّ مقارنتها هذه بين الأبناء والوطن هي مقارنة غير موفقة بتاتا، وكان بإمكانها أن تعبّر عن محبتها لأولادها بوسائل أخرى وترك فلسطين لأهلها فهم أدرى بحالهم وأوضاعهم، والتي ربما تجهلها المذيعة لأنّ قناتها بعيدة عن هموم وأخبار هذا الشعب، ثمّ أنّنا لا ندري كيف كان وقع كلماتها على أمهات الشهداء لبس في فلسطين فقط، بل في كل مكان!.

*******

شاهدنا رئيسة وزراء نيوزيلندا “جاسيندا أردرين” خلال الفترة الماضية بترقب حذر من ردّة فعلها.. وقلنا لعل السيّدة تستنكر لأنّ حادثة الإرهاب الأليمة تقتضي ذلك وبحكم منصبها وينتهي الأمر والسلام، وهذا أقل واجب تفعله. لكنّنا كشفنا جانبًا مميّزا في هذه الإنسانة قبل حملها منصبها الرفيع في دولة مسالمة.. وأبهرتنا بتصريحاتها وسلوكها الحكيم الذي لو تمتّع به الكثير من الساسة والزعماء لكانت الدنيا ورديّة وخلت من العنف.

تحدّثت هذه السيّدة اليسارية الرائعة أثناء حوار معها في “بي.بي.سي” عن نيوزيلندة التي تضم 200 اثنية و160 لغة يتفاخرون بها.

 وقد قامت بتأدية صلاة الجمعة مع المصلين مستعينة بالحديث النبوي الشريف الذي يحث على وحدة المؤمنين وتلاحمهم، والذي يقول:” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. فيما كانت الكاميرا تركّز على الدموع المنهمرة من عيون المشاركين وبعضهم من النيوزيلنديين ذوي البشرة البيضاء الذين أبدوا تعاطفهم الإنساني في أسمى معانيه. فالمسلم الحقيقي من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذه الرئيسة هي “مسلمة” بأخلاقها وتعاملها بغض النظر عن عقيدتها “وهذا آخر همّنا” كما نقول.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.