اسوأ ادارة في تاريخ الولايات المتحدة هي ادارة الرئيس ترامب / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 26/3/2019 م …
منذ وصل الرئيس دونالد ترامب الى اروقة البيت الابيض والعالم يشهد ازمات عسكرية وسياسية واقتصادية واحدة تلو الاخرى تشتعل ازمة هنا تليها ازمة اخرى هناك رئيس مشاكس متغطرس كذاب لايؤتمن جانبه يحيط به طاقم وقح وصلف لايعير للاعراف الدبلوماسية وزنا او قيمة .
رئيس متهور ويفتعل الازمات لايهمه سوى الحصول على المال بشتى الطرق حتى غير الشريفة و يفتقد الى المصداقية والكياسة والاعراف الدبلوماسية حتى في تعامله مع طاقمه في الحزب الجمهوري المهيمن على رئاسة البلاد شعاره ” امريكا” فوق الجميع وهو شعار نازي وعنصري .
ولولا صبر ودهاء القيادة الروسية وعقلانيتها وايمانها بمقولة” مائة سنة من الحوار” ولايوم واحد من الحرب لاضعفا ولا خشية من ” ماما امريكا” اوغيرها لانه عندما يجد الجد تتخذ موسكو الموقف الذي تراه مناسبا وبلا تردد ولن تكترث باحد حين يتعلق الامر بامن روسيا القومي ومصالحها سواء كان ذلك البيت الابيض او غيره حتى لو نشبت جراء ذلك ازمة بل ازمات شبيهة ب” ازمة خليج الخنازير”” ازمة الصواريخ ” في كوبا مع الولايات المتحدة في العهد السوفيتي وهو مالمسناه في شبه جزيرة القرم وسورية وحتى فنزويلا التي وصلها وفد عسكري روسي مؤخرا رفيع بعد ان شعرت موسكو بان خطرا امريكيا بدا في الافق يستهدف حكومتها الشرعية وفعلت الشيئ نفسه في سورية عندما اقامت بموافقة حكومة سورية الشرعية قاعدة حميميم ووقفت الى جانب دمشق في حربها ضد ارهاب مدعوم امريكيا .
ان قيادة روسيا تتعامل بصبر وتأن و بمسؤولية مع الاحداث والازمات العالمية التي تثيرها الولايات المتحدة عن قصد وتحترم مواثيق الامم المتحدة ومجلس الامن التي لم تعد تكترث بها واشنطن بل تحاول تسخير قراراتهما لخدمة سياستها الاستعمارية في العالم وقد لاحظنا ان اكثر من ” فيتو” روسي وصيني بتنا نسمع به ” في مجلس الامن منذ مجيئ ترامب الذي اوجد شرخا كبيرا في بنية مجلس الامن والامم المتحدة .
لو لم يكن ذلك يحصل لكانت قد نشبت حرب لاتحمد عقباها جراء تصرفات الطاقم الحاكم في الولايات المتحدة بقيادة ترامب ولربما لا توجد حياة على ارض المعمورة الان وقد قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة ملمحا الى الترسانات النووية المكدسة في خزائن الدول والكفيلة بتدمير البشرية عشرات المرات.
منذ اطل ترامب على العالم وهو يهدد ويعربد ليحصل على الاموال بدأ ” بفرض الاتاوات ” على الدول النفطية في منطقتنا ثم اتجه الى اوربا يهدد ابتزازها اقتصاديا ثم الصين اما روسيا فلن يمر يوم الا ونسمع ” فرض عقوبات امريكية احادية جديدة عليها بسبب او دون سبب او افتعال حادث كاذب من قبل حلفاء واشنطن مثل حادث تسميم الجاسوس الروسي حتى تحولت العقوبات الى مسخرة.
رئيس لن يؤتمن جانبه متناقض في سلوكه يتحدث احيانا بطريقة تنم عن ” شيزوفرينا عالية” فقد امتدح رئيس كوريا الديمقراطية ثم كال له الاتهامات ثم التقاه في اكثرمن قمة لكن ما ان شعران زعيم كوريا الديمقراطية ليس لقمة سائغة انسحب من قمة هانوي وعدها قمة فاشلة لان النجاح من وجهة نظر ترامب ان تاخذ من الجانب الاخر المفاوض دون ان تعطيه شيئا.
رئيس لايعترف بالمواثيق الدولية يوقع اليوم وينسف ذلك غدا ويتنصل منه وهو ماحصل مع الاتفاق النووي الايراني الموثق في مجلس الامن الدولي وهي ذات الطريقة كان يستخدمها ادولف هتلر وتسببت في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
اباح لنفسه ان يمنح ” اسرائيل ” مدينة القدس العربية المحتلة خلافا لميثاق الامم المتحدة الذي وقعت عليه بلاده في مؤتمر يالطا بعد اندحار النازية عام 1945 ثم اثار موضوع ” الجولان” وهو قنبلة موقوتة سيتسبب انفجارها بحرب لاتحمد عقباها لاتقل وطاة عن قرار مدينة القدس المحتلة احادي الجانب .
امريكا تعيش على الحروب والمفهوم الامريكي للحرب هو” الحرب لايقصد منها ان تنتصر … الحرب يقصد منها ان تستمر” وهذا ما نلمسه في اكثر من منطقة توجد فيها قوات امريكية بصورة غير شرعية وحتى في منطقتنا التي تشهد حربا في اليمن وحربا في سورية وحربا في ليبيا وحروب اخرى غير مرئية في عدد من الدول العربية وحتى العراق غير المستقر جراء الوجود او التدخل العسكري الامريكي غير الشرعي في شؤون الدول الاخرى .
لذا فان الادارة الامريكية الحالية بزعامة ترامب تركز على هذا المفهوم الامريكي للحرب متناسية ان الصين وروسيا ليس ” الاتحاد السوفيتي” ولها مصالح هامة في العالم وقد اخترقت روسيا الجدار الامريكي الذي شيدته لعقود من السنين لفرض العزلة عليها والتحكم وحدها في سياسة دول الخليج مثلما هو الحال في افغانستان التي اخذت تطالب بضمانات روسية صينية في مفاوضاتها مع وشنطن لعدم ثقة” حركة طالبان ب” ماما امريكا” فضلا عن وجود كوريا الديمقراطية هذا الثالوث الذي يقف بوجه الغطرسة الامريكية.
ان كل هذه الممارسات تمثل فشل السياسة الامريكية في العالم والتي جعلت الولايات المتحدة دولة منبوذة حتى من حلفائها الغربيين واخذ الكره والبغضاء للسياسة الامريكية نلمسهما حتى ضد المواطن الامريكي الذي ادلى بصوته من اجل ان يصل هذا الطاقم المغامر الى البيت الابيض.
التعليقات مغلقة.