الأردن … فساد بلا حدود .. باكستاني يحصل على 70 مليون دينار من ضمن العمولة في بيع الاتصالات الأردنية
مشاركة
الأردن العربي – الطليعة نيوز – الثلاثاء 26/3/2019 م …
كشف النائب السابق باسل العياصرة على صفحته على فيسبوك تفاصيل سمعها من رجل أعمال باكستاني حول دوره، أي الخبير، في خصخصة الاتصالات الأردنية، وكيف قبض عمولة 70 مليون دينار عبر شخصية أردنية، و70 مليون مثلها للشخصية الأردنية، وذلك لضمان بيع الاتصالات الأردنية لشركة فرانس تيليكوم الفرنسية بسعر يصل إلى نصف سعرها الحقيقي.
وتالياً ما كتبه العياصرة:
القهر الكامن في نفوسنا لمن اوصلونا لهذه الحالة المترديه يجعلنا نكتب للناس عل سهامنا تصيب هدفا نعتقد أنه صعب المنال ، ما سأكتبه لهذه القصة التي حصلت معي شخصيا في عام ٢٠٠٧ قد يتلقفها بعض العارفين والعاملين في مجال الاتصالات في الأردن او كان قريبا من صناع القرار في هذا المجال الحيوي قبل خصخصته لعله يزودنا بما خفي عن الناس في هذا الملف الهام والخطير ، ولعل هذه القصة تجد مكانا على طاولة رئيس وزرائنا ليفتح هذا الملف من جديد .
قبل أن أذكر القصة ارجو ممن سيسألني لماذا لم تذكرها وانت نائبا في البرلمان ، أقول له انني ذكرتها في جلسة خاصه عن ملفات الخصخصه في الاردن تحت القبه ( في شهر كانون الثاني ٢٠١٢) وبحضور رئيس الوزراء عون الخصاونه وكانت جلسه عامه وبثت للجميع وارفق مع هذا المنشور بعض ما كتب عما تحدثت عنه ونشرت على مواقع عديده .
في عام ٢٠٠٧ حيث كنت اعمل في دبي ، اتصلت بي رئيسة مجلس الإدارة في الشركة التي أعمل بها ( ليندا ماهوني) وطلبت مني الحضور إلى مكتبها لتعرفني على احد كبار المستثمرين الباكستانيين القادم للاستثمار العقاري في دبي ، وبالفعل حضرت الاجتماع وتم الاتفاق مع المستثمر واسمه ( هنيد لاخاني) بأن أكون المستشار المنتدب من شركتي لمساعدته في هذا المجال، وبعد مرور وقت قصير تحولت علاقتي مع الرجل إلى علاقة صداقه قويه اكثر من كونها علاقة عمل حيث حققنا سويا نجاحات لم تتوقعها بتوفيق من الله وكذلك تقارب السن بيننا، فكنا نلتقي شبه يوميا في النهار والمساء ، وفي إحدى المرات اتصل معي طالبا مني رغبته بأن يعرفني على والد زوجته الزائر إلى دبي ، توجهنا الى الفندق الشهير ابراج الامارات مساءا ترافقنا زوجته الفاضله أيضا، وبالفعل التقينا بالرجل وزوجته البريطانيه الأصل، كانت علامات الهيبه والوقار والثقة بالنفس واضحه عليه وجليه فلم اكن اعرف ان هذا الرجل هو وزيرا سابقا للماليه والإقتصاد في الباكستان وايضا رئيسا للبنك الدولي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط السابق بالإضافة انه من أغنى عائلات الباكستان ويدعى الدكتور شيخ بخاري ، أثنى الرجل على جهدي الذي بذلته معهم وايضا أثنى على اردنيتي كثيرا وابدى مدى حبه للأردن وأهلها وبأنه يعرف رجالات الأردن اكثر مما اعرفه انا ابن البلد وكم كنت سعيدا بمعرفة هذا الطراز من الرجال ، وللصدفة أثناء الحديث رن هاتفه الشخصي واذا بالمتصل هو د. باسم عوض الله ألذي عرفت فيما بعد انه اعز أصدقائه، وقد وجه اليه عوض الله دعوة شخصيه من الملك لحضور المؤتمر الاقتصادي دافوس البحر الميت ، وقد شدني الاتصال وكنت استمع جيدا وهو يعتذر عن الحضور بسبب ارتباطات مسبقه ولكنه طلب من عوض الله إرسال زوج ابنته بديلا عنه ( صديقي هنيد ) فوافق فورا على الطلب على ان يتم ارسال صورة جواز السفر لتأمين الترتيبات والحجوزات لصديقي المنتدب، عدنا للحوار والحديث مع الضيف الكبير الذي بادرني بسؤال غريب عجيب كان سببا في سرد هذه القصة اللعينة، باسل كيف تم خصخصة شركة الاتصالات الاردنية ؟؟؟!!!! استغربت سؤاله وعجزت عن الاجابه حيث اني لم اكن مطلعا على التفاصيل فرديت عليه السؤال بسؤال ، قلت له بما انك تعرف رجالات الأردن اكثر مني اذا لا بد انك تعرف الإجابة على سؤالك اكثر مني فهل لي ان استمع الى الجواب منك ؟؟؟
بدت على الرجل تلك الابتسامه العريضه الواثقه من الاجابه ومعرفة الواقعة بالفعل اكثر مني ، لكنه رفض إجابتي رغم الحاحي عليه لماذا السؤال وماذا تعرف عن الموضوع ، وكانت إجابته فقط ان الاتصالات بيعت إلى فرانس تليكوم ( قال بعناها إلى الفرنسيين ) ، لفتت إجابته مسامعي حينما اشرك نفسه بالموضوع وكأنه اردني كان عضوا في لجنة البيع ، ولكنه سرعان ما رفض الاجابه على أسئلتي والحاحي وطلب مني تغيير الموضوع ، انتهى اللقاء وقد ترك في ذاكرتي جرحا إلى غاية الان لما عرفته فيما بعد ، توجهنا الى سيارتي مع صديقي وزوجته وفورا طلبت من هنيد توضيح الأمر لي، فقد بدى واضحا لي انه يعرف عن الموضوع ، وبعد الحاحي عليه وطلبه مني ان يبقى الموضوع سري جدا وبأنه يثق بي قام بالافصاح عن السر الخطير ، فقد ذكر بانه فور اعلان الأردن لخصخصة شركة الاتصالات تقدمت عدة شركات عالميه للعطاء، وقد كانت الأردن قد قيمة الخصخصه لهذه الشركه بأكثر من مليار دينار ، ومن هنا تدخل نسيبي د. شيخ بخاري لصالح شركة فرانس تليكوم واستطاع إقناع الحكومة الاردنيه بمبلغ ( ٥٠٠ مليون دولار فقط ) واستناء كل الشركات العالميه الأخرى، أراد صديقي الانتهاء عند هذه المعلومة فقط ولكني بادرته بسؤال ما شأن نسيبك بالموضوع وما علاقته بالفرنسيين، وتحت الحاحي اجابني بأن نسيبه كان وسيطا فقط وقبض مبلغ ( ٧٠ مليون دولار ) عموله ومبلغ قريب من ذلك أيضا للمسؤول الاردني الذي سهل مهمته ووافق على الصفقه . حاولت معرفة اسم هذا المسؤول لكنه رفض إجابتي وأقسم انه لا يعرف من هو او من هم … فاكتفيت بالإجابة ومعرفة هذه القصة الأليمة وعرفت حينها كيف يتم بيع أصول الدوله وكم يقبضون الثمن وكيف أن الأردن مزرعه يتحكم بها لصوص لا يراقبهم ولا يحاسبهم أحد ولا تطالهم يد العداله حتى عدالة السماء لا يؤمنون بها .
شائت الأقدار أن أصبح نائبا وما زالت القصة عالقه بذهني فذكرت القصه كما هي تحت القبه وباسماء الأشخاص المذكورين وتم توجيه سؤال نيابي للحكومة لم يتم الرد عليه حتى ، وما أن أنهيت حديثي امام المجلس حتى قام العين آنذاك د. عبد الرؤوف الروابده الجالس خلفي الذي بادرني بمثل شعبي ( عموه عمرك شفت جدي بنط على تيس ) ملمحا أيضا انه ما اغلب حالي بالموضوع ما حد رايح يسمع . وبعدها بقليل جائني زميل من رجالات الصف الأول قبل أن يصبح نائبا وطلب ملاقاتي خارج القبه فبادرني كيف تعرفت على د. شيخ فاجبته كما سمعت فقال لي ( هدا واحد كزاب) كان ييجي عندي ما اخليه يدخل ، فقلت له الان تأكدت ان الباكستاني صادق جدا وابديت استغرابي على علامات الصفرنه على وجهه ولماذا مهتم بقصتي حيث علمت فيما بعد أن الزميل كان رئيسا لإحدى لجان الخصخصه آنذاك .. فأيقنت انه أحد الشركاء او على الاقل أحد المتواطئين والله تعالى أعلم. لا أملك دليلا ماديا على قصتي ولكني اشهد الله وتحت القسم ان هذا ما حصل معي تحديدا وقيسوا على ذلك باقي الملفات.
التعليقات مغلقة.