بيان امين عام حزب البعث العربي التقدمي حول إيران ودورها / الرفيق فؤاد دبور

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 11/8/2015 م …

** فيما العدو الصهيوني يحتل أراضي أكثر من دولة عربيةأمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” : ايران لم تساوم على قضايا العرب العادلة وقدمت وما تزال تقدم الدعم لسورية وللمقاومتين اللبنانية والفلسطينية ، وتمثل داعما رئيسا وأساسيا لقضايا العرب والمسلمين ، وتدفع عنهم شرور الأعداء

أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) أن إيران  ليست بعيدة عن مصالحها لكنها ترى مصالحها مع مصالح العرب المقاومين ، وان إيران قطعت كل العلاقات السياسية والاقتصادية والمخابراتية والدبلوماسية مع العدو الصهيوني التي كانت قائمة زمن الشاه وساندت سورية الى جانب كل من روسيا والصين ودول البريكس ، كما ساندت المقاومة اللبنانية و القضية الفلسطينية .

وأضاف أمين البعث العربي التقدمي في الأردن ، ان إيران في الوقت الذي كانت تتفاوض فيه مع دول 5 + 1 حول ملفها النووي ،وتتلقى الحصار والضغوط  ، كانت تقيم علاقات ثنائية مع العديد من دول العالم ومن بينها ، روسيا الاتحادية، والصين، ومع دول منظومة “شنغهاي” ومجموعة دول “بريكس” ودول عربية مقاومة وعلى رأسها سورية، وفصائل فلسطينية تقاوم العدو الصهيوني، ولبنانية ممثلة بحزب الله.

وشدد دبور على أن إيران وهي تخوض المفاوضات لم تساوم على قضايا العرب العادلة بعامة وقضية سورية بخاصة، مثلما لم تساوم على قضية الشعب اليمني والمقاومة اللبنانية، وسيكون موقفها أقوى بعد توقيع الاتفاق النووي والتحرر من معظم العقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية ،وقد رأينا طهران مركزا لنشاط سياسي يتعلق بخاصة بالازمة السورية مؤخر ا .

وقال دبور أنه في الوقت الذي تقف فيه إيران مع الأصدقاء والحلفاء موقفا صلبا وحازما وقدمت ولا تزال الدعم لمواجهة العدوان الظالم ضد سورية العربية بسبب مواقفها الوطنية والقومية ومواجهتها للعدو الصهيوني والمخططات والمشاريع الأمريكية التي تستهدف امتنا العربية والمنطقة ـ وحيث تمثل إيران داعما رئيسا وأساسيا لقضايا العرب والمسلمين ، وتقف إلى جانبهم وتدافع وتدفع عنهم شرور الأعداء؟ فإن البعض يجهدون أنفسهم من اجل جعل إيران عدوا بديلا للعرب ؛ من العدو الصهيوني الذي احتل ارض فلسطين وطرد شعبها واستباح الحرمات والمقدسات وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك ، كما مازال يحتل أراضي أكثر من دولة عربية .

وفيما يلي النص الكامل لبيان أمين عام حزب البعث العربي التقدمي فؤاد دبور كما وردنا وبعنوان  : 

ماذا تريدون من جمهورية إيران الإسلامية؟

استطاعت إيران الثورة رغم كل ما واجهته من مؤامرات ومضايقات بناء  الدولة بكل مؤسساتها وبناء القوة العسكرية وأصبحت قوة إقليمية يحسب حسابها وقدمت إلى حلفائها وأصدقائها الدعم والعون ومن إمكانياتها الذاتية، مثلما أثبتت القيادات الإيرانية التي تعاقبت على قيادة الدولة والمجتمع قدرتها على الفاعلية السياسية والدبلوماسية رغم العقوبات والحصار الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والعسكري الذي فرضته عليها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛هذه العقوبات التي جاءت بسبب الانجازات العسكرية والاقتصادية والاختراقات الإيرانية لسياسات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وكان ذلك بإرادة إيرانية قوية صنعت الأمن والأمل بالمستقبل.

وقد شكلت هذه الإرادة تحديا كبيرا لأعدائها الذين استهدفوها مثلما استهدفوا الوحدة الوطنية للشعب الإيراني وكذلك القدرة العلمية التي تم التعبير عنها بقيام هؤلاء الأعداء باغتيالات لعلماء إيرانيين.

لقد تفوقت إيران حتى على نفسها وليس على الآخرين فقط مثلما تفوقت على الصعوبات التي واجهتها بسبب الحصار والعقوبات. حيث اخترق الشعب الإيراني  وقياداته حاجز المقاطعة بذريعة توجه إيران نحو امتلاك القنبلة النووية، وهذا افتراء أثبتت نتائج المفاوضات دحضه فإيران كانت ولا تزال وستبقى تعمل بكل جد واجتهاد لامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وهذا ما اعترفت به الدول الـ 5 صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولة ومعها الحكومة الألمانية عبر الاتفاق المسمى باتفاق (5+1) والذي أكد عليه مجلس الأمن الدولي وأصبحت إيران دولة نووية من خلال هذا الاتفاق.

وفي الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات مع هذه الدول كانت إيران تقيم علاقات ثنائية مع العديد من دول العالم ومن بينها دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، روسيا الاتحادية، والصين، وكذلك مع دول منظومة “شنغهاي” ومجموعة دول “بريكس” ودول عربية مقاومة وعلى رأسها سورية، وكذلك فصائل مقاومة تقاوم العدو الصهيوني، فصائل فلسطينية، ولبنانية ممثلة بشكل أساسي بحزب الله.

وفي الأثناء حرصت جمهورية إيران الإسلامية على التنسيق مع هذه الدول وبخاصة روسيا الاتحادية في ظل نشوب الأزمة في سورية التي تعرضت وتتعرض لعدوان إجرامي تقف وراءه وتقوده وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وشريكها الاستراتيجي العدو الصهيوني وتركيا اردوغان وأنظمة عربية وأخرى أوروبية استعمارية حيث وقفت إيران مع الأصدقاء والحلفاء موقفا صلبا وحازما وقدمت “ولا تزال” الدعم لمواجهة هذا العدوان الظالم ضد سورية العربية بسبب مواقفها الوطنية والقومية ومواجهتها للعدو الصهيوني والمخططات والمشاريع الأمريكية التي تستهدف امتنا العربية والمنطقة.

لقد واجهت سورية العدوان ودعمت المقاومة التي تواجه العدوان في فلسطين ولبنان وغيرهما،

وقد أغاظت العلاقة الإستراتيجية  لإيران مع سورية والمقاومة أعداء الأمة ما جعلهم يحاولون إضعاف إيران وتوجيه التهديد تلو الأخر ويرفعون سقف العقوبات والحصار وتحشيد العديد من الدول للدخول في الحصار والمواجهة مع إيران.

لكن جمهورية إيران الإسلامية صمدت وتمسكت بثوابتها وخاضت مفاوضات شاقة وصعبة مع الولايات المتحدة لأنها كانت تقود هذه المفاوضات ورغم كل الصعوبات فقد انتصرت إيران انتصارا كبيرا عبر إجبار الولايات المتحدة ومن معها على توقيع الاتفاقية التي تتعلق بقدراتها النووية للأغراض السلمية.

لم تساوم إيران ولم تلن ولم تتراجع عن ثوابتها، مثلما لم ، ولن تساوم على قضايا العرب العادلة بعامة وقضية سورية بخاصة، مثلما لم تساوم أيضا على قضية الشعب اليمني والمقاومة اللبنانية، وسيكون موقفها أقوى بعد توقيع الاتفاق سيما وانها قد تحررت من معظم العقوبات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. وقد رأينا طهران مركزا لنشاط سياسي يتعلق بشكل خاص بالازمة السورية في الأيام الاخيرة.

نعود للسؤال ماذا تريدون من إيران؟

هذا السؤال موجه إلى الذين يجهدون أنفسهم من اجل جعل إيران عدوا بديلا للعرب من العدو الصهيوني الذي احتل ارض فلسطين وطرد شعبها واستباح الحرمات والمقدسات وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك.

العدو الصهيوني قتل ودمر في الأردن، في مصر، العراق (المفاعل النووي) قتل ودمر واحتل، ويحتل، أرضا في سورية ، في لبنان، يدعم العصابات الإرهابية التي تذبح البشر وتدمر وتستنزف الطاقات المادية والاقتصادية والعسكرية في سورية ولبنان ومصر، ويمارس هذا العدو العدوان على سورية دعما للعصابات الإرهابية التي يقدم لها أيضا الدعم المادي والعسكري والاستخباراتي والعلاجي . دمر في لبنان وبلغ أوج التدمير والقتل وارتكاب المجازر في عدوان تموز عام 2006م، وشريكه الداعم له فلماذا تعملون على العداوة مع إيران الجغرافيا والجوار؟ إيران التي تمثل داعما رئيسا وأساسيا لقضايا العرب والمسلمين العادلة تقف إلى جانبهم تدافع وتدفع عنهم شرور الأعداء؟

نعود لنؤكد على أن العدو الصهيوني وشريكه الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية يقتل ويدمر وجمهورية إيران الإسلامية تدعم، تبني وتعمر.

نعم، وبكل شجاعة نعترف بأن الدعم الإيراني للشعب العربي السوري والدولة السورية كان له تأثيرا هاما في صمود سورية وقدرتها على مواجهة مؤامرة الأعداء التي استهدفت إسقاط الدولة السورية والنيل من وحدتها أرضا وشعبا. حيث واجهت إيران هذا العدوان بالتنسيق مع روسيا والصين دول البريكس في الجانب السياسي. واعتبرت إيران أن العدوان على سورية يشكل عدوانا عليها على اعتبار أن سورية جبهة المقاومة المتقدمة ضد العدو الصهيوني وضد المشاريع والمخططات الأمريكية التي تستهدف المنطقة بأسرها تجزئة وتقسيما وإضعافا لتبقى مهيمنة ومسيطرة عليها وعلى مقدراتها بما يخدم مصالحها ومصالح شريكها الكيان الصهيوني.

وبمصداقية عالية نقول بأن جمهورية إيران الإسلامية قد مدت المقاومة في لبنان وأعطتها القدرة على مواجهة العدوان الصهيوني وأصابت مستعمراته الاستيطانية بصواريخها التي ألحقت الخسائر والهزائم بالعدو في قطاع غزة ولبنان، تحملت مع لبنان وسورية الدمار الذي ألحقه العدو والإرهاب بكلفته الباهظة وأسهمت بشكل كبير في إعادة الاعمار.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قطعت كل العلاقات السياسية والاقتصادية والمخابراتية والدبلوماسية مع العدو الصهيوني التي كانت قائمة زمن الشاه. وكانت في طهران أول سفارة فلسطينية في ظل الثورة الإيرانية ، تواجه مع العرب المخلصين لا تسهم بالمشاريع والمخططات التي تستهدف الأمة، لا تدعي بأن إيران بعيدة عن مصالحها، لكنها ترى مصالحها مع مصالح العرب المقاومين.

بعد هذا كله، ماذا تريدون من جمهورية إيران الإسلامية؟ ولماذا تجهدون من اجل جعلها عدو الأمة العربية؟ اوليس إيران الجغرافيا امتدادا لجغرافيا الوطن العربي شرفا؟ اوليس الكيان الصهيوني غاصبا للأرض العربية غربا؟

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــؤاد دبـــور

عمان 10/8/2015

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.