بالمقاومة السياسية والمسلحة الجولان عائد لأنه حق لا تنازل عنه / د. ميّ حميدوش

دام برس : دام برس | بالمقاومة السياسية والمسلحة الجولان عائد لأنه حق لا تنازل عنه .. بقلم مي حميدوش
د. ميّ حميدوش ( سورية ) الجمعة 29/3/2019 م …



تخطئ إسرائيل إذا اعتقدت بأن معتوه البيت الأبيض قادر على تغيير التاريخ كما تخطئ إسرائيل كثيراً إذا ما اعتقدت يوما أن احتلالها للجولان سيستمر ويدوم طويلا مهما أقامت على ترابه من أسوار فولاذية أو رفعت من جدران عنصرية، أو غيرت أو بدلت في معالم أرضه وجغرافيته، لأن الجولان سيبقى عربي الهوى والهوية سوري الأصالة والانتماء، وقد أثبت أبناؤه الأوفياء في الكثير من المناسبات أنهم في قلب قضايا وطنهم الأم سورية لا يتخلون عنها مهما كانت المغريات أو التحديات، وهنا نستذكر بكل فخر مواقفهم ووقفتهم المشرفة خلال الأزمة التي تمر بها البلاد، إذ لم يتخلوا عن بلدهم ولم يخرجوا من انتمائهم لعلمه وكانوا إلى جانب شعبه وجيشه وقيادته يذودون عن حماه ويدافعون عن وحدته وأمنه واستقراره، من خلال زياراتهم وبياناتهم التي تعبر أصدق تعبير عن تمسكهم بهويتهم ووطنهم سورية ,,

ولذلك يجب أن يدرك حكام الكيان الغاصب وإرهابيها بأن سياسة الاحتلال والقتل والقمع والتوسع والعدوان والتمييز العنصري وبناء المستوطنات وفرض سياسة الأمر الواقع وضم أراضي الغير بقوة السلاح كلها ممارسات لا مستقبل لها لأنها مرفوضة من أصحاب الأرض ومن شرفاء المجتمع الدولي وقواه الحية، لأنها تنتهك المواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ولذلك فإن مصيرها الإدانة والاستنكار والرفض من قبل غالبية المجتمع الدولي.

لقد حافظت قضية الجولان العربي السوري المحتل على حضورها الدائم والمتألق في الذاكرة الجمعية والوجدان السوري رغم كل المحاولات الصهيونية البائسة واليائسة والمتكررة لبلورة وترسيخ قرار الضم المشؤوم بحقه على أرض الواقع.

لقد كان القرار السوري التاريخي بعدم الاعتراف و عدم المساومة و عدم الخنوع مقابل الحصول على الجولان المحتل هو السبب الرئيسي الذي جعل الأعراب و الصهاينة والغرب يتآمرون على سورية ويرسلون مرتزقتهم للقتال ضد السوريين.

يعلم العالم بأسره بأن القائد الخالد حافظ الأسد و السيد الرئيس بشار الأسد كانوا قادرين أن يحصلوا على الجولان من دون إطلاق رصاصة أو حتى من دون الاعتراف بإسرائيل فقط بقطع العلاقات مع محور المقاومة و لكن عروبتهم الأصيلة و شهامة مواقفهم ومبادئهم الثابتة هي التي جعلت الأعراب يكيدون للجمهورية العربية السورية و يريدون إسقاطها بأي ثمن و مهما كلفهم ذلك .

الرئيس العربي الوحيد الذي لم يزر واشنطن و لم يجلس مع الصهاينة و لم يتفاوض معهم مثلما فعل بقية الأعراب ، هو الذي جعله مستهدف من قوى الشر عن طريق الإرهاب الديني الوهابي و عن طريق فرض العقوبات الدولية و عن طريق الحصار السياسي و الاقتصادي و عن طريق الحرب الإعلامية و النفسية .

بعد تطور الأحداث التي فرضتها الحرب الكونية المفتوحة ضد سورية وتحالف المقاومة، اتخذت القيادة السورية الحكيمة قرارا استراتيجيا بفتح جبهة الجولان أمام العمل المقاوم ويأتي هذا القرار انسجاماً مع دور سورية الاستراتيجي في دعم القضية الفلسطينية.

بعيدا عن كذب المنظمات الدولية وعدم فاعلية قراراتها وبعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين ونفاق العالم نعلنها صراحة بأن الجولان عائد وما أخذ بالقوة سيسترد بالقوة وإن كان هناك من يظن بأن الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد مرتزقة الناتو والعصابات الإرهابية المسلحة قد تضعف قدرته على تحرير الأرض المغتصبة فهو واهم ولا يعلم حقيقة جيشنا الباسل.

أجل سورية لديها حقوق في الجولان وسوف يستعيد الشعب السوري حقوقه المغتصبة عبر استمراره في دعم محور المقاومة ولن تكون بعد اليوم هضبة الجولان المحتلة بعيدة عن أيدي المقاومين الشرفاء، والأيام القادمة ستثبت للعالم أجمع بأن السوريين قادرون على استعادة أراضيهم المغتصبة وبكل الطرق الشريفة فنحن أمة لا تساوم و لا تتنازل عن حقوقها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.