ترامب : من  “الغزل”  ب”كيم جونغ اون” الى التلويح بالنووي ضده! / كاظم نوري الربيعي




نتيجة بحث الصور عن ترامب وكيم

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 31/3/2019 م …

في زيارته الاخيرة الى   بورتو ريكو نقلت محطة ” سي ان ان” الاخبارية  عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قوله انه ربما يستخدم ” الحقيبة النووية” ضد كوريا الديمقراطية مشيرة الى ان ترامب قال حرفيا ” هذا مالدي ل” كيم جونغ اون”.

 واستخدام الحقيبة النووية  يعنى  ضرب  كوريا الديمقراطية بالسلاح النووي وليس بالاسلحة التقليدية اي ان بيونغ يانغ  القريبة من الصين وروسيا مرشحة  لاستقبال قنبلة نووية او  قنابل ” وفق ترامب على طريقة هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين  حين تعرضتا الى قصف ب” السلاح النووي الامريكي خلال الحرب العالمية الثانية.

ترامب كان قد امتدح الرئيس الكوري الديمقراطي خلال القمة الاولى بينهما التي عقدت في سنغافورة  واطرى عليه كثيرا  ووصل المديح حد” الغزل العذري” الذي يذكرنا بشغف  الشاعر   العربي في العصر الجاهلي عمر بن ابي  ربيعة    ب” بثينة “.

 لكن القمة الثانية بين ترامب وكيم جونغ اون التي عقدت في  العاصمة الفيتنامية هانوي كانت حاسمة عندما  وقف الرئيس الكوري الديمقراطي بشجاعة وصلابة امام المطالب  الامريكية المذلة  و المعروفة  في اية مفاوضات امريكية مع اي طرف  اخر ” وهي ان واشنطن تريد ان تاخذ” دون ان تعطي شيئا وعلى طريقة ” اتريد ارنب اخذ ارنب” اتريد غزال اخذ ارنب”.

 وكان الرئيس الكوري الديمقراطي ليس شغوفا ب” ارانب العم سام ” مهما كان عددها ونوعها ”  لانه يبحث عن غزال  اصيل .

الموقف الامريكي الواعد  الذي كان سادة البيت الابيض   يمنون كوريا الديمقراطية به بان تصبح ” الصين “رقم  2 في المجال الاقتصادي اذا نفذت رغبات واشنطن هذا الموقف تحول الى التلويح بضربها بالنووي.

لو كان التهديد ب” التوماهوك” او الصواريخ المجنحة او اف16 او الشبح  لقلنا هذا ديدن المعتدي الامريكي على الدول والشعوب التي يسعى الى تركيعها بالقوة  لكن التهديد ب” استخدام السلاح النووي ” يعكس مدى حقد الولايات المتحدة الدفين  على كوريا الديمقراطية وزعيمها الشاب حفيد عدو” الاستعمار والامبريالية ” كيم ايل سونغ”.

الحقد الامريكي على جمهورية كورية الديمقراطية وشعبها ليس جديدا  فالعقوبات الامريكية  وحتى من الدول الغربية التي تلبي رغبات واشنطن هي  الاخرى متواصلة  وتشمل  مستلزمات العيش  للشعب الكوري بما قي ذلك المعدات الطبية والذريعة هي ” منع بيونغ يانغ” من تطوير اسلحة محظورة وهي نفس الاسطوانة المشروخة التي استخدمتها واشنطن ضد  العراق ومهدت لغزوه واحتلاله عام 2003 تحت ذات الذريعة.

ووصل الحال  الى الذروة بحلفاء الولايات المتحدة  فقد ضاقوا ذرعا بسياسة ترامب والطاقم المحيط به فقد اعلن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برنو لومبر ان بلاده لن تلبي المطالب التي قد تمليها واشنطن عليها في اطار تطبيقها القانون الامريكي خارج الحدود  الاقليمية  للولايات المتحدة مؤكدا ان فرنسا ترفض الانصياع لاي احد.

وقال ان اوربا تدرك ان الولايات المتحدة اصبحت ” شريكا صعبا” وان العملاق الصيني اخذ يترسخ على المسرح العالمي.

وقبل  ذلك المحت فرنسا والمانيا الى اهمية تشكيل قوة عسكرية اوربية تعنى بالدفاع عن القارة اثر الابتزاز الامريكي لدول حلف ” ناتو العدواني”..

 ولم تخف ادارة ترامب  عدائها  للدول والحكومات اليسارية المناهضة للاستعمار والقضاء على انظمتها في امريكا اللاتينية وغيرها وقد اكد ذلك اكثر من مسؤول وفي المقدمة ”  بولتون ” مسؤول الامن القومي الامريكي في البيت الابيض  الذي يتقمص شخصية ” غوبلز” في عهد المانيا النازية .

ولانستبعد ان تكون القمة الامريكية مع كوريا الجنوبية التي” تضم ترامب ومون جيه ان” التي اعلن عن عقدها في  11 ابريل  محطة جديدة للتامر على كوريا الديمقراطية .

 فقد طلب رامب  من الدمية في كوريا الجنوبية ان يتوجه الى البيت الابيض للقاء به. والحديث يدور عن بحث الوضع في كوريا الديمقراطية بصورة مستفيضة وبناء ” نظام السلام” في شبه الجزيرة الكورية عبر نزع كامل السلاح النووي ل” بيونغ يانغ” وتعزيز التحالف القائم بين واشنطن وسيؤل” .

 ومن يدري قد تندلع حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية لان الولايات المتحدة لم تدخر جهدا باثارة المشاكل والصراعات في العالم انظروا سورية حيث توجد قوات امريكية بصورة غير شرعية  واوكرانيا  التي  يدفع  بها الغرب  ليجعلها  في المواجهة  مع روسيا وفنزويلا التي يجري التامر عليها للتخلص من حكومتها الشرعية المناهضة للغرب .

 فهل  ستتحول شبه الجزيرة  الكورية الى بؤرة  جديدة  ساخنة للتوتر الدولي جراء ممارسات واشنطن غير المسؤولة  بحكم قربها من الصين وروسيا لتندلع منها الشرارة؟؟ 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.