قمة تونس ..”مركزية القضية الفلسطينية ” … على هامان يا فرعون؟! / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الأحد 31/3/2019 م …




التأمت اليوم الأحد في تونس الخضراء القمة العربية الثلاثون المنبثقة عن جامعة “إيدن”،في ظل إنحدار عربي متسارع تعدى مرحلة الحضيض ،بحيث أن صفة “الفاشلة”باتت تلتصق بغالبية الدول العربية حتى الكبيرة منها،بسبب كشف الكثير من الحكام العرب عن هويتهم الأصلية المنبثقة عن الصهيونية،بدليل هذا التهافت غير المسبوق على التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التي تسرع الخطى في الإنهيار لدخولها مرحلة العلو الثاني.

هناك العديد من الملاحظات على هذه القمة تحديدا – ليس لأنها تختلف عن ما سبقها من قمم كانت تتسلم بيانها الختامي، مترجما من السفارة الأمريكية في البلد الذي كانت تلتئم فيه،ورحم الله العقيد القذافي الذي كان يتطوع لكشف المستخبي- أولها أنها جاءت في مرحلة السقوط الأخلاقي للجميع بسبب تحالفهم مع تل أبيب وواشنطن اللتان تحددان كيفة تحجيم وإنهاء الجميع في الوطن العربي .

وآخر ضربة كانت قيام المتمسح بالإنجيلية ترمب بإهداء هضبة الجولان السورية “المحتلة”من قبل إسرائيل إلى “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي اليهودي النتن ياهو ،كصوت إنتخابي يعادل مليون صوت ،دينا على نتيناهو الذي سيوعز ل”الإيباك”اليهودي في واشنطن لاحقا ، بحشد الدعم لترمب في حملته الإنتخابية المقبلة في العام 2020،ولا ننسى طبعا إهداءه القدس لمستدمرة الخزر في فلسطين،دون أن تحرك السعودية وبقية تحالف صفقة القرن  والمراهقة السياسية ي الخليج ساكنا،إكراما لحليفيهم النتن ياهو وترمب.

وكالعادة  فإن بعض التسريبات قد خرجت إلى العلن قبل أن تلتئم القمة ،ولكنها هذه المرة إكتسبت أهمية أخرى غير كونها تسريبات ،بل لأنها جاءت مضحكة مبكية،مثل أن قمة تونس  تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية وعلى هوية القدس العربية ،كما انها ستصدر بيانا منفصلا عن الجولان ،ويقيني لو أن مستشرقا مستجدا قرأ هذه التسريبات لغير قناعاته عن الواقع العربي ،وربما أعلن إسلامه إن كان واقعيا.

لكن حقيقة هذه التسريبات المستمدة من الواقع صادمة ،إذ كيف يمكن لقمة عربية تنعقد في ظل تنفيذ صفقة القرن وتهويد القدس والجولان، وقريبا سنشهد تبرعا آخر من قبل ترمب للنتن ياهو، وهو منحه الضفة الفلسطينية خالية من مواطنيها ،وسط صمت عربي مخز ومطبق.

هناك سؤالان ملحان الأول:ما الذي سيفعله المشاركون من القادة العرب في تونس وقد تغيب نصفهم عن قمة متفردة جاءت في وقت يفترض أن يكون عصيبا؟ثم هل يستطيع القادة الحضور التصرف بما تمليه عليهم شعوبهم كالوقوف في وجه أمريكا أو وقف التطبيع مع الصهاينة؟

السؤال الثاني :هل يستطيع القادة العرب الخروج من تحت العباءة السعودية التي تخفي في ثناياها كل شياطين الإنس والجن منذ العام 1915 تحديدا،وهل سيطالب الحضور الملك سلمان بوقف التطبيع مع الصهاينة وفك عرى التحالف مع النتن ياهو وترمب؟

لا اعتقد ذلك فالسعودية هي التي أسهمت منذ بدايات القرن المنصرم في تدهور الوطن العربي والعالم الإسلامي معا ،وقد كشفت عن المتسخبي مؤخرا بحجة الخطر الإيراني والخوف من إيران.

لا داعي لإستعراض “الفحيح” السعودي في مؤتمرات القمة العربية وخاصة في الفترة الحرجة التي بدأت بقمة فاس 1982 ومشروع الملك فهد الإستسلامي، الذي تبعه مشروع الملك عبد الله الإستسلامي الذي فرضه على قمة بيروت 2002 ،ولم يجرؤ على معارضته سوى الرئيس اللبناني المقاوم آنذاك فخامة الرئيس إيميل لحود،وقد أطلقوا على مبادرة الملك عبد الله إسم “المبادرة العربية للسلام”،وقد صفعهم السفاح شارون آنذاك رغم أن عتاة الصهيونيةلا يستطيعون تحقيق جزء من المئة منها ،وقد رد عليهم بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية ،وحاصر الرئيس عرفات  في مقر المقاطعة برام الله،ولم يجرؤوا  حتى على التحدث معه هاتفيا ، خوفا من شارون ومن واشنطن .

وللتذكير فإن السعودية تعمل حاليا على تنفيذ صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة والأردن الرسمي”الهاشميون” لصالح آل سعود ،وتعمل على تشويه صورة الشعب الفلسطيني بإشاعة انه باع أرضه لليهود ،وان فلسطين لليهود ،مع إن الجزيرة هي منبع اليهود وليس فلسطين بعد خروجهم من مصر،بدليل تكثيف تواجدهم في خيبر ويثرب،وهي تحاصر قطر وتحرق اليمن مع الإمارات ،وتحاصر الأردن ماليا ،وتتآمر عليه لإجباره على تسليم الوصاية الهاشمية  على المقدسات العربية في القدس  المحتلة ،لها .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.