مشهور حديثة الجازي ..منقذ الأردن وفلسطين ولكن…! اسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) الإثنين 1/4/2019 م …
ينتمي الفريق الركن الراحل مشهور حديثة الجازي على المستوى الضيق، إلى قبيلة الحويطات العربية الأصيلة الضاربة أطنابها في الصحراء العربية،وتحديدا في أرض الحشد والرباط في معان العزيزة علينا جميعا ،أما في الدائرة الأوسع فينتمي إلى الأردن والعروبة والإسلام الحق ،وقد أثبت إنتماءاته تلك قولا وفعلا وعلى أرض الواقع وفي أحلك الظروف ،وسطر أسمى آيات البطولة والشرف إبان مشاركة الجيش الأردني، مع الفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة يوم 21 آذار 1968 ،وحققوا معا نصرا مؤزرا على الغزاة الصهاينة يقودهم الأعور موشيه دايان .
كانت عدتهم خفيفة وعددهم قليل ،لكنهم عوضوا ذلك بصلابة القرار السياسي الذي تجاوز المحظور ،حفاظا على الأرض والعرض والشرف….فطوبى للراحل الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، ومن صمد معه في القوات المسلحة الأردنية على وجه الخصوص، الذين منعوا الصهاينة من تدنيس أرض الحشد والرباط ،وأعادوا لنا كرامتنا المهدورة في ما يحلو للبعض أن يطلق عليها حرب حزيران 1967.
دخل الراحل الجازي سلك الجندية في عمر الرابعة عشرة عام 1943 وإنتهى به المطاف فريق ركن في الجيش المصطفوي ،في 16 أيلول 1970 ،وترك بصمة نافرة في لوحات الشرف العسكري والإنتماء القبلي والوطني والقومي على حد سواء ،وجسد بذلك أردنيته وعروبته وإسلاميته على أكمل وجه ،وكان طفرة حفظها التاريخ وسطرها بماء الذهب،ويخطر ببالي في هذا السياق نشمي قبلي أردني آخر، حجز له مقعدا مشرفا في صفوف المنتمين للأردن والعروبة الحقة ،وهو الكابتن الطيار يوسف الهملان الدعجة ،الذي هز العالم بإعلانه وهو يطير بطائرته بإتجاه ترمب ،من فوق القدس بعد إعتراف ترمب بالمدينة المقدسة عاصمة أبدية موحدة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،وجاء في إعلان الطيار الدعجة”:هنا القدس العربية عاصمة فلسطين التي نطير فوقها بإتجاه أمريكا”.
غادرنا الراحل الجازي مدججا بالإيمان ومسلحا بالسيرة الذاتية ناصعة البياض ،ولم تتلوث يديه أو ضميره أو حتى أنفاسه بما يغضب الله ،ولم تنحرف بندقيته عن هدفها الأصيل..فلسطين ،وكان شعاره على الدوام:”كل البنادق ضد إسرائيل”،فيا له من عروبي أصيل ،وهذا ما جعل وزير الدفاع السوفييتي آنذاك “عزوسيف”الذي كان في زيارة إلى دمشق ،يوجه برقية تهنئة على الصمود العسكري الأردني-الفلسطيني ضد الهجمة الإسرائيلية.
مرت علينا قبل أيام الذكرى الحادية والخمسين لملحمة الكرامة الخالدة ،التي جسدت التلاحم الأردني –الفلسطيني ،وطبقت شعار الوحدة العربية على أرض المعركة ،وإمتزج فيها الدم الأردني بالدم الفلسطيني، فوق أرض الحشد والرباط التي خلقها الله لتكون منطلقا لتحرير فلسطين ،لأنه كان يدرك وهو الخالق أن كافة البوابات الأخرى ستكون مغلقة،وما فعله كل من الفريق الركن مشهور حديثة الجازي والكابتن طيار يوسف الهملان الدعجة ،كان رسالة من العشائر الأردنية الأصيلة على جهوزيتهم لخوض معركة الشرف ..معركة التحرير وتطهير الأقصى وكنيسة القيامة من دنس الإحتلال.
رحم الله الفارس الأشم الفريق الركن مشهور حديثة الجازي ،الذي أعاد الإعتبار لنا جميعا ،وحيا الله الكابتن الطيار يوسف الهملان الدعجة وكل الأحرار في الأردن الأشم ،الذي بعث الأمل مجددا في نفوسنا في ظل تحالف صفقة القرن التي تتبنها المراهقة السياسية في الخليج.
سيماء الشرفاء والابطال في وجوههم..