إيران… ومشروع فن الحياة / عبدالحفيظ ابوقاعود
عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الخميس 13/8/2015 م …
*صحافي ومحلل سياسي …
إيران .. نافذة على حظر المعرفة .. بحث للكاتب السوري علي محمد نشرفي جريدة الاخبار اللبنانية رسم صورة مضيئة للجمهورية الاسلامية في اختراقها للحظر الغربي المتصهين ل”تقانية الناتو” ولمشروعها الحضاري ..فن الحياة ” الديقراطية أهم من القنبلة النووية “،حيثطرحت حثيات المقال سؤالا كبيرا وجامعا ؛إين امة العرب من هذا المشروع الحضاري .. فن الحياة ؛ الديمقراطية اهم من القنبلة النووية ؟!!!. لم يجب الكاتب في بحثه صراحة عن السؤال ،لكنه اكتف بالتلميح والاشارة بين السطور.لكن البحث فتح باب الحوار المعرفي بين النخب وليس السجال غيرالمنتج للنهوض الحضاري للامة لولوج الدورة الحضارية الانسانية الثالثة ل”الامة والملة “في الالفية الجديدة. للاسهام في للاجابة على السؤال الذي طرحه البحث ونبه اليه من باب فتح الحوارالمعمقوالمنتج بين النخب العربية حول مشروع فن الحياة ندلي بهذة المداخلة حول حيثيات هذا البحث المعرفي ،الذي سلط الاضواء على مسألة مهمة بل في غاية الاهمية في النهوض الحضاري للامم والشعوب . نجد دولا كبرى متصدرة للنظام الرأسمالي المتوحش تسعى لبناء مستقبل جديد للعالم لا تمتلك فيه دول تسير على طريق التقدم في العالم أدواته وصنعه في المدى المنظور.فالمستقبل المستهدف لهذه الدول المتوحشه مرتبط بأزمات اقتصادية مزمنة تتفاقم مهددة بانهيارالنظام الراسمالي ذاته بالانفجار. لكن هل حل الليبرالية المتوحشة المقترح لتبريد مرجل الأزمة فيه والحفاظ على المشروع المستقبلي،هو؛استسلام الشعوب والدول الأضعف لرغبات الدول الأقوى بنهب ثرواتهم وإخضاعها للهيمنه الاستعمارية ، وإجبارها باجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل،وتدمير”االدول االمارقة”في “محور الشر”على النظام الليبرالي المتوحش؟!!!. هناك وجهتا نظرمتباينتان في هذه الدول لمسارالمستقبل الافتراضي الجديد للمنطقة والاقليم تتجاذبان لبلورة صيغة للسلام العالمي في نظام عالمي احادي القطبية،لكن نتأئج الحروب الاقليمية والاحتلالية وبالوكالة ، والفوضى الخلاقة ، لاعادة استحداث سايكس بيكو جديد مشروع ” الشرق الاوسط الكبير”،والصراع بين محوري المقاومة العربي والاسلامي والاستسلام ” منظومة التحالف الامني الاقليمي” ، غلبت وجهة النظروفكرة التعايش والاعتراف بحق الاخر لدى محتكري “تكنولوجيا الناتو”. الجمهورية الاسلامية الايرانية خرجت من دائرة الاستهداف الراسمالي المتوحش عبر الاتفاق النووي في فيينا للانظمام الى مجموعة الدول الكبرى 5+2 ،لرسم مستقبل المنطقة والاقليم وفق تفاهمات دولية لادارة الازمات تمهيدا لتقاسم النفوذ في المنطقة. واستطاعت إيران “الثورة الاسلامية والدولة المدنية “من تحقيق اختراق نوعي في الاستراتيجية العدوانية المتوحش، والتي استهدفت حظر المعرفة على العرب والمسلمين،وذلك من خلال التوجه الى مشروع فن الحياة ،لثقب جدار الحظر الغربي المتصهين على “الامة والملة” لامتلاك تكنولوجيا الناتو وتعميمها . علوم فن الحياة .. يمنح البشر بعضهم بعضاً، الامل السعادة وبمستقبل واعد للانسانية في مشروع تشاركي جامع في المنطقة والاقليم … لذا نجد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية في أطار “مشروعها الحضاري..تعلم فن الحياة”،امتلكت الخيار النووي ،واصبحت قوة اقليمية لها وزنها الدولي ،وتمكنت من إيجاد ثقب كبير في جدار الحظر الغربي المتصهين على المعرفة العلمية المتقدمة ل”الامة والملة” في أطار “مشروعها الحضاري.. تعلم فن الحياة”. وحول العلم والتعليم المؤدي الى ولوج الدورة الحضارية الانسانية الثالثة ل”الامة والملة ” يدور صراع غير معلن مع قوى من خارج المنطقة بدأت معالمه تظهر في الافق مع مفاوضات الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1 العظمى . وفي السياق ؛ نجد انه في العقد الأول من الالفية الجديدة ،ان إيران احتلت المرتبة التاسعة عشرة عالمياً في الاسهمات البحثية المنشورة .لانها مهتمة بالمعرفة الانسانية وعلوم “تكنولوجيا الناتو” في اطار مشروعها فن الحياة.في حين شكلت إسهامات البلدان العربية البحثية المنشورة حول “تكنولوجيا النانو ” صفر في المئة… لان العرب مشغولون ب”ارب ايدل . وان ما يقلق “النظام العربي الاقليمي”بعامة ومملكة ال سعود بخاصة …أن رعاياه سيرحبون بمشروع “فن الحياة ” في الجمهورية الاسلامية الابرانية إن أتيحت لهم الفرصة ذلك… خصوصاً القطاع النسائي في الحجاز ونجد، لان اكتساب المعرفة الانسانية وتوظيفها في النفع العام من أهم فنون الحياة في الحضارة الانسانية. لماذا نجد هنري كيسنجر في احاديثه الصحفية قد غلب “خطر” إيران المستقبلي على خطر داعش العارض ،على مستقبل الراسمالية المتوحشه؟!!!، لماذا تعارض إسرائيل وتحالفها المتصهين الاتفاق النووي في فيينا ؟!!!.لماذا يدافع الرئيس الامريكي اوباما عن الاتفاق ويكشف اسرارواسباب قوة ايران وخطر الحرب المفترضة في الشرق على المصالح الحيويةالامريكية وامن اسرائيل في حال انهيار الاتفاق ؟!!!.واين مسقبل العرب بعد الاتفاق؟!!!. القلق الغربي المتصهين الرئيس من امتلاك ايران الخيار النووي السلمي لم يكن من احتمال حصول إيران على سلاح نووية فحسب ، بل من خطرالاختراق الايراني لمنظومة “تقنيات الناتو” التي تضع الامة والملة على طريق ولوج الدورة الحضارية الانسانية الثالثة ،والخروج من الحظر المفروض من الغرب المتصهين على العرب والمسلمين في هذا المجال الحيوي لتكون الجمهورية الاسلامية الايرانية؛الدوله الاسلامية الاولى التي تمتلك اجزاء من اسرار علوم “تقنيات الناتو” لتصنف بمصاف الدول المتقدمة علميا رقم “7” على مستوى العالم . كما نجد ان الخوف الإسرائيلي الأعمق للاتفاق النووي في فيينا لم يكن من امتلاك الجمهورية الاسلامية الايرانية لقنبلة او رؤوس نووية ،بل من نهضة علمية عملاقة تفتح بوابات واسعة في العالم الثالث لحقول التقانة العليا في ميادينها المتنوعة، وفق منهج سلوكي وتنظيمي يضع مؤسسات وهيئات المجتمع المدني في هذه الدول في موقع المشرف والمصوب لأداء السلطات التنفيذية والتشريعية بإتجاه علوم “تقنيات الناتو”، وتجعل الدولة المدنية الديمقراطية عصية على الانكساربالضغط الغربي المتصهين بحظر التقانة المتقدمة على “الامة والملة”،ولمنع الحصول على المعرفة العلمية والتقانة المتقدمة في المنطقة والاقليم . فقد أقام الغرب المتصهين في فلسطين المحتلة “نظاما وظيفيا ” من خلال وعد بلفور انساق مع اتفاقية سايكس – بيكو،و”نظام” وانظمة فرعية ذات وظائف اقليمية باتت مهددة بفقدان وظيفتها الاقليمية في حال نجاح إيران في مشروعها الحضاري .. فن الحياة. الملاحظ في عملية فهم معارضة إسرائيل لاتفاق فيينا النووي ، ومحاولة تعطيله في الكونغرس الامريكي؛أنه بداية لمسارجديد في تاريخ دولة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة سيفقدها في نهاية الامر امتياز خدمة النظام الراسمالي المتوحش في إبقاء “الملة والامة ” في حال التخلف العلمي والتقاني والمعرفي. مخرجات الاتفاق النووي الايراني في فيينا تشئ الى بداية النهاية لوظيفة اقليمية لكيان عنصري أستولد من رحم النظام الدولي القائم ،بالاضافة الى انهاء وظائف رسمت لنظم فرعية اخرى في منظومة التحالف الامني الاقليمي ،واستدارة كونية كاملة في تصويب النظام الدولي القائم الى اخر عادل متعددة الاقطاب والثقافات . وإن نتائج الصراع غير معلن الذي احتدم بين اتجاهين في رؤية رسم مستقبل الراسمالية المتوحشه خلال مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران تشير الى تفاهم دولي لقبول اول دولة إسلامية في النادي النووي الدولي ،والى الشروع الغربي بفك الارتباط العضوي مع المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. وكان فريق من مفكرين وأكاديميين وهيئات المجتمع المدني وقوى ونخب سياسية في الغرب المتصهين من خارج منظومة الليبرالية المتوحشة قد رأى بضرورة تهذيب رؤية المستقبل الافتراضي لمنظومة الدول خارج الراسمالية المتوحشة بالعودة إلى مقولة أميركية شهيرة تقول “عش ودع غيرك يعيش”، التي منحت الاتفاق فرصة الاجماع الدولي ماعدا إسرائيل التي تعارضه من حيث المبدأ. هل الرؤية الإيرانية الاستراتيجية لامتلاك ناصية العلوم والتكولوجيا المتقدمة عالميا” تكنولوجيا الناتو “، تشكّل تهديداً للثقافة الرأسمالية المتوحشة ولمشروعها الاستراتيجي في الشرق.وهل العرب غائبون ام مغيبون عن بناء استراتيجية مماثلة للنهوض الحضاري الانساني؟!!!. فالثقافة ،التي تطرح تعلم فن الحياة ستجذب الناس إليها، وربما تنقذهم من الثقافة التي تقدمها لهم حضارة التوحش الرأسمالي، والتي تعزل الإنسان عن محيطه والطبيعة لتربطه بـثقافة “أي أباد Ipad“. . الرؤية الاستراتيجية الايرانية في مشروع ثقافة فن الحياة ستكسب تأييدا واسعا من هيئات المجتمع المدني في الغرب المتصهين لفضح الليبرالية المتوحشة ، وتربح الرهان على إستلاد نظام دولي عادل متعدد الاقطاب والثقافات .لكن حينما يسود دعاة الجهالة في “الملة والامة “؛أعداء مشروع فن الحياة، يقتصر جل الاهتمام بالعلوم على ما يثبت سلطات “الاستبداد” و”،الانظمة الوظيفية” في النظام الدولي القائم . وهذا ما حصل لدعاة “ارب ايدل” في البلاد العربية، باستبدال العلم والتقدم بتجيش القانيات . وبالرجوع الى الوراء قليلا،نجد ان غاندي علم الهند والعالم فن الحياة وقدم لهما حلاً للخروج من جنون الكراهية والتوحش ،التي كانت تستعر بين أطراف معادلة الصراع انذاك،و السؤال الذي يطرح ذاته بعد هذا الاتفاق التأريخي ،هو؛هل أمام شعوب هذه المنطقة، عرباً وتركاً وفرساً وكرداً وأرمن… فرصة كي تضمن لنفسها وجوداً كريماً بعد نضوب الكازوانهيار البترودولار ؟!!!. فقد وجدنا في الماضي القريب ان غاندي قد حرًر صناعة الملح في الهند من احتكار المستعمر البريطاني ، وان مارتن لوثر كينغ قد كسر أقفالاً عنصرية اغلقت بوجه سواد الولايات المتحدة الامريكية.واليوم نجحت إيران في امتلاك الخيار النووي لتنهي احتكارعلوم “تكنولوجيا الناتو” في الكون لتكون هذه التقانية خارج أطاردول 5+1، إين العرب من معادلة امتلاك علوم “تقانية الناتو”. الخلاصة والاستنتاج؛ مشروع تشاركي جامع يخرج المنطقة والاقليم من موجات الكراهية والتوحش الارهابي التكفيري ويضعهما على سكة منظومة دول مدنية ديمقراطية تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلميا وتكون بوصلتها فن الحياة. مشروع فن الحياة للجمهورية الاسلامية الايرانية مقدمة للمشروع التشاركي الجامع للاقليم والمنطقة ؛ الدولة المدنية الديمقراطية ،التي تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلمياذات المرجعية الدينية؛ لان مشروع فن الحياة “الديمقراطية ” اهم من مشروع امتلاك القنبلة النووية . نيتناهو أوجس خيفة من مخرجات الاتفاق النووي الايراني في فيينا لاسباب موضوعية ،للاعتقاد بان مشروع فن الحياة الايراني اهم من أمتلاك قنبلة نووية ،لانه يدرك بان إسرائيل تمتلك مئات الرؤوس النووية وغير قادرة على استخدامها لابادة محور المقاومة ،وان فتوى مرشد الثورة الاسلامية بتحريم استخدام السلاح النووي في الحروب دخول ايران عضوية المنتدى النووي العالمي يؤهلها امتلاك “تكنولوجيا الناتو” المحظورة على” الامة والملة “في ان واحد بدون الاشتراطات الثلاثة التي يفرضها “الوصي الدولي ” على “الدول المستضعفة”،التي تعيش في كنف نظام دولي احادي القطبية،وهي ؛ الاول:- إجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل . الثاني:-الارتهان الاقتصادي والعسكري للراسمالية المتوحشة . الثالث:- الانضواء في منظومة التحالف الامني الاقليمي. هل جاءت التفاهمات الدولية والاقليمية لادارة ازمات المنطقة والاقليم في باطن اتفاق فيينا النووي ،ام احد شروط ابرامه ؟!!!.أم صيغة معدلة للاشتراطات الثلاثة في صيغة تفاهم دولي واقليمي ؟!!!.هل البديل عن الاتفاق النووي الحرب الشاملة في المنطقة والاقليم وإسرائيل محورها؟!!!. رسم الراسمالية المتوحشه مستقبل العالم في الالفية الجديدة وفق صيغة ورؤية محددة لامجال فيها للاخرامتلاك علوم “تكنولوجيا الناتو” بأت بالفشل بعد الاتفاق النووي في فيينا ،لان توجه فريق تهذيب رسم المستقبل بالرجوعً إلى المقولة الأميركية الشهيرة “عش ودع غيرك يعيش”انتصروحسم الصراع الدائر بين اصحاب وجهتي النظر لصالح وجهة نظره لبناء مسقبل العالم لصالح صيغة التعايش السلمي في عالم متعدد الاقطاب والثقافات. العرب كأمة وحضارة منذ سقوط بغداد الاول على يد المغول عام 1258؛أصبحت خارج معادلة الحضارة الانسانية “فن الحياة ” الى الان ، لانها لم تحسن إدارة مشروع فن الحياة.لكن نجد ان هناك مشاريعا وتجاربا ل”فن الحياة ” في الوطن العربي في المهد من قبل لارتكاب اصحابها والقائمين عليها اخطاء استراتيجية في عملية ادارتها وتنفيذها . فأنطبق عليها قول الله تعالى في كتابه الكريم. ” وأن تتولُوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم “سورة محمد( 38)
التعليقات مغلقة.