تحليل سياسي … ماذا تعني عودة حماس لطرق أبواب دمشق؟
الأردن العربي – الأربعاء 3/4/2019 م …
لم تكن علاقة حركة حماس على سورية واحدة بالسلطة السورية خلال سنوات الأزمة التي مضت، فقد شابها بعض التوتر والضبابية تارةً وبعض البرود تارةً أخرى، وذلك بسبب الموقف العربي من دمشق، ومحاولة نقل الصراع من سياسي إلى مذهبي في المنطقة مما أحرج الحركة التي كانت تتلقى دعمها من إيران وسورية، فضلاً عن أن انتماء الحركة عقائدياً للأخوان المسلمين جعلها محرجة بين علاقتها مع سورية وبين علاقتها مع قطر وتركيا.
وكما حصلت تطورات في الملف السوري، ميدانياً وسياسياً ، فقد عادت علاقة حماس بدمشق ليس كما كانت سابقاً ما قبل الحرب السورية، لكن المياه بدأت تتدفق لمجاريها القديمة بحسب توصيف أحد المعنيين بهذا الملف.
نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري صرح علانيةً بأن سورية قيادة وشعباً كانت ولا تزال تدعم خيار حماس بالمقاومة ولم ينكر الرجل ما قدمته السلطة السورية خلال عقود مضت، ما اعتبره كثيرون بداية العودة الحمساوية للحضن السوري.
ولعل ما كشفه الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي من أن هناك اتصالات بين الحركة ودمشق وصفها بالطيبة تؤكد أيضاً أن الحركة أدركت بأنها ستكون مخنوقة في حال تخليها عن علاقة مع دمشق، فلا يمكن لتركيا دعمها لوجستياً وعسكرياً كما كانت تفعل دمشق، وهي لم تتلقى أموالاً من أنقرة بقدر ما تلقته من طهران على الرغم من قرب الحركة من حزب العدالة والتنمية بحسب رأي أحد المتابعين.
بالتالي ماذا تعني عودة حماس لسورية، أو أن تكون هناك اتصالات بين الحركة ودمشق؟ يقول أحد المحللين أن الخبر معنوي ولا يغير شيئاً في صورة المشهد، لكن يمكن القول بأن دمشق تستطيع أن تؤكد على وجهة النظر القائلة بأن التأثير السوري على الساحة الفلسطينية لا زال موجوداً وضرورياً على الرغم مما تعانيه سورية حالياً.
فيما رأى آخرون أن عودة حماس لدمشق لا يعني شيئاً على المستوى العربي، فالحركة واتصالاتها بسورية لا علاقة لها بقرار عربي، لا سيما وأن قطر أكدت مراراً على موقفها المعادي من الرئيس السوري وعلى ضرورة الانتقال السياسي في سورية، وكذلك تركيا أردوغان التي لا تعترف حتى الآن بشرعية السلطة السورية على الرغم من أنها على شراكة مع كل مع الإيرانيين وعلى علاقة قوية بحلفاء دمشق الروس..
التعليقات مغلقة.