الأمريكي يناور من جديد في سورية … لماذا الآن وماذا عن الصمود السوري !؟ / هشام الهبيشان




نتيجة بحث الصور عن هشام الهبيشان

هشام الهبيشان ( الأردن ) الخميس 4/4/2019 م … 
بالبداية ، لايمكن انكار حقيقة  أن الوجود الأمريكي في سورية”بغض النظر عن رقم الجنود المتواجدين”، هو وجود احتلال” هدفه إعادة رسم الجغرافيا والديمغرافيا السورية من جديد ” بمايخدم مصالح المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة بمجموعها ” وهذا بدوره يؤكد، بما لا يقبل الشك، استمرار أميركا، وحلفائها، في حربهم،المباشرة وغير المباشرة، على سورية… وهذا بدوره، يؤكد، أيضاً، وبما لا يقبل الشك، أنّ أيّ حديث عن تفاهمات وتوافقات وهدن ومؤتمرات، هدفها الوصول إلى حلّ سياسي للحرب على الدولة السورية في ظل وجود المحتل الأمريكي ما هو، بالنهاية، إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون، يمكن تطبيقه على أرض الواقع. فأميركا وحلفائها، في الغرب وفي المنطقة، كانوا وما زالوا، يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية، بكلّ أركانها، بفوضى طويلة تنتهي، حسب رؤيتهم، بتقسيم سورية ، وما قرار ترامب الاخير  بخصوص الجولان ،الا فصل من فصول هذا المشروع التقسيمي -الفوضوي .
وهنا ،وفي هذه المرحلة وتزامناً مع استمرار المشروع  الفوضوي الأمريكي الذي يستهدف المنطقة بمجموعها بشكل عام وسورية بالخصوص ، من المؤكد، أنّ  استمرار صمود سورية هو الضامن الوحيد لإسقاط كلّ المشاريع الأمريكية ،التي تستهدف تقسيم سورية تمهيداً لتقسيم المنطقة بمجموعها،وهنا لايمكن انكار حقيقة ،أن الأمريكي وبعض أدواته الاقليمية والداخلية بالداخل السوري بدورهم ما زالوا يحاولون المسّ بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة السورية، فالأمريكي أظهر منذ بداية الحدث السوري رغبته الجامحة بسقوط سورية في أتون الفوضى، ودفع كثيراً باتجاه انهيار الدولة والنظام السياسي، فكانت له صولات وجولات في هذا السياق.
وفي هذه المرحلة ، هناك احداث ومؤشرات تدحض، بشكل قطعي، رهان بعض المحللين والمتابعين، الذين تحدثوا عن أنّ صمت واشنطن، في الفترة الأخيرة، عن معظم الأحداث التي تجري بسورية، هو قبول بسياسة الأمر الواقع. وإنّ واشنطن، أقرّت بهزيمتها فوق الأراضي السورية. لكن حقائق الواقع وخفايا ما وراء الكواليس، تدحض كلّ هذه التحليلات، وفي هذه المرحلة، لا يمكن الحديث، أبداً، عن أنّ أميركا وحلفاءها قاموا بإعادة دراسة استراتيجيتهم للحرب على سورية، ومن دون وجود مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بذلك، لا يمكن، أبداً، الحديث عن مؤشرات لتغيير استراتيجية الأميركيين وحلفائهم للحرب على سورية.
ما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد أكثر من ثمانية أعوام على الحرب عليها، أن تستوعب حرب أميركا وحلفائها، وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول، وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة ،فـ يبدو واضحاً أن ادارة ترامب ،تسعى اليوم ومن خلال رفع سقف ونبرة الضغوط المباشرة على سورية ،لايصال مجموعة رسائل ،ومن اهم هذه الرسائل هو ان كل التفاهمات التي تم التوصل اليها مؤخراً بخصوص الملف السوري ،يستطيع الأمريكان نسفها بمغامرات ومقامرات جديدة بالمنطقة ،ومن هنا يحاول الأمريكان من خلال هذه الرسائل العدوانية وهذه الضغوط  أثبات انهم مازال لهم دور ووجود بالملف السوري ،وعلى الجميع عدم تجاوز هذا الدور الأمريكي ، والمتمثل بالدعم والتمويل والكم الهائل من الإمداد اللوجستي الذي يقوم به الأمريكان من خلال دعم المجاميع المسلحة الانفصالية”بشرق وشمال شرق وجنوب شرق سورية “، وقد بات واضحاً أن الهدف من هذا الدعم وعلى الرغم من اعلان ادارة ترامب انتهاء حملتها على داعش ،هو اثبات أن الأمريكي اهدافه في سورية تتخطى القضاء على تنظيم داعش ،وتصل لحدود تجهيز واقع جغرافي وديمغرافي جديد للارض السورية ،تخدم بالمحصلة المشروع الأمريكي – الصهيوني .
ختاماً ،وهنا ،علينا أن نؤكد ،أن رفع الأمريكان لنبرة التهديد والضغوط على سورية ، في هذه المرحلة بالتحديد ،ما هو الا محاولة للي ذراع دمشق ودفعها للاستدارة نحو طاولة التفاوض، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات منها، لعل الأمريكي وعبر طاولة التفاوض يحقق ما عجز عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدّموا لأميركا وحلفائها أيّ تنازلات، ويقولون بصريح العبارة «إنّ ما عجزت أمريكا وحلفائها عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات».
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.