تسلم رفات قتيل صهيوني ام عدوان موصوف على الدولة السورية؟ / شاكر زلوم
الأردن العربي – كتب شاكر زلوم …
الجمعة 5/4/2019 م …
شاكر زلوم
المشهد: ثلة من حرس الشرف الروسي تحيي بمراسم وداع عسكرية رفات الجندي القتيل في معركة السلطان يعقوب “زكريا باومل” وكأنه بطل من أبطال الحرية, قتل هذا الجندي وهو يعتدي على بلد عربي ويروع اهله ويقتل أبناءه بعدوان موصوف حسب كل الأعراف والمواثيق الدولية, هزم الجيش الصهيوني في معركة السلطان يعقوب وقتل من قتل من جنوده ووقعت بعض الدبابات الصهيونية بيد الجيش العربي السوري حليف الاتحاد السوفييتي بحينه,.
على إثر معركة السلطان يعقوب أهدت سوريا دبابة اسرائيلية غنمتها من الصهاينة للجيش الأحمر السوفييتي كعنوان شكر وامتنان وكتعبيرٍ عن الأواصر الطيبة التي ربطت الجيشان السوري والسوفييتي فما كان من بوتن الآ أن قدم تلك الدبابة هدية ل (بنيمين نتنياهو) في سابقة تعكس نوعاً من اللا ود واللا إحترام للصديق التاريخي لروسيا أي سوريا, فما بين روسيا وسوريا تاريخ من العلاقة الطيبة فالمسيحية انتقلت لروسيا من سوريا كما أن أمن روسيا ارتبط تاريخياً بأمن سوريا ولا يزال.
المواقف الملتبسة لروسيا من سوريا عديدة فالدولة الفيدرالية الروسية مرتهنة لطبقة أوليغارشية من صهاينة يهود أثروا من المال المنهوب من الاتحاد السوفييتي, هؤلاء يتحكمون بالمال والإعلام ولهم سطوة التأثير على القرار الروسي, أهم محطات التلفزة الروسية مملوكة لصهاينة يهود وكذلك الحال بالنسبة لأهم الصحف الروسية.
في الحرب على سوريا شارك عشرات ال آلآف من الروس المسلمين في الحرب على الدولة السورية نتيجة لتغلغل الفكر الوهابي في الجمهوريات الروسية ذات الأغلبية المسلمة وهي “داغستان” و”باشكير” و”تتاريا” وجمهورية “الشيشان”، وهي أربع جمهوريات ذات استقلال داخلي من مجموع 16 جمهورية داخل روسيا أي أن ربع جمهوريات روسيا الإتحادية هي جمهوريات ذات أغلبية مسلمة, كما ان عديد السكان المسلمين فيها يعادلون 20% وفق أقل التقديرات من اجمالي السكان الروس, وهنا لا بد من الاشارة أن التحريض الذي يقوم به الاعلام الروسي الصهيوني بأغلبه لا يتوقف عن التحريض على المسلمين الروس وهذا ما حول المسلمين لكارهين لبوتن ولروسيا الصهيونية فانعكس الأمر بهجرة العديد من شباب الشيشان للقتال في سوريا ضمن الجماعات التكفيرية نكاية بروسيا بوتن مع ضرورة التاكيد على أهمية التحريض الوهابي في وسط الشعوب في الجمهوريات الاسلامية المذكورة.
في استهداف لروسيا رفضت سورياً عرضاً تقدمت به دول محميات الخليج لتمرير انابيب الغاز عبر سوريا لتركيا فأوروبا لمنافسة الغاز الروسي بمقابل 15 مليار دولار, في العقد الأول من هذا القرن كانت روسيا تعيش اسوأ لحظاتها الإقتصادية, بحينه صرحت كوندوليزا رايس تعقيباً على طلب روسي لمساعدة مالية من الولايات المتحدة وكانت حينئذٍ مسؤولة عن ملف الاتحاد السوفياتي السابق ودوله اللاحقة في مجلس الامن القومي الأمريكي “أن على روسيا ان تصطف في طوابير صندوق النقد الدولي كأي دولة افريقية”, لو مررت سوريا خطوط انابيب الغاز القطرية لانهارت روسيا وتحولت لتابع صغير لإمبراطورية الشر أمريكا ولما حصلت الحرب الكونية على سوريا ولما تحولت روسيا لقطب عالمي جديد.
مواقف سوريا الأخلاقية من روسيا كما مواقفها المبدئية من دعم حركات المقاومة في المنطقة كلفتها عدواناً طال كل مفاصل الدولة السورية بينما لم تتجاوز المواقف الرسمية الروسية سوى الدعم السياسي في الامم المتحدة دون الدعم العسكري بل ان روسيا أوقفت في عام 2013 تزويد سوريا بمنظومة دفاع جوي كانت قد تعاقدت عليها قبل الحرب عليها بل ودفعت جزءٌ من ثمنها, وهنا لا بد من الإشارة أن عصابات الارهاب في سوريا عملت على مدار العامين 2011 و2012 على احتلال وتدمير القدرات الدفاعية السورية الصاروخية وفق منهجية حددتها أجهزة الاستخبارات الأجنبية.
أدرك بوتن أن سقوط سوريا بيد الجماعات التكفيرية يعني سقوط موسكو فقرر في 30\9\2015 التدخل لصالح الدولة السورية,
تدخل بوتن ضد الجماعات التكفيرية دون الالتفات للإعتداءات الصهيونية المتكررة على الدولة السورية فما بين بوتن و نتنياهو الكثير من الود والحب, لقد تمادى الصهاينة بعدوانهم على سوريا بوجود الروسي فيها حتى انهم تسببوا باسقاط طائرة اليوشن 20 الحربية مما تسبب بمقتل 15 ضابط وخبير روسي, حينها قرر بوتن كردة فعل ارسال عدد من بطاريات س 300 لسوريا لكن أبقاها غير مفعلة ورهينة بيد الجيش الروسي لحماية العدو الصهيوني.
العلاقة الصهيونية الروسية ممتدة الجذور فمن زمن الاتحاد السوفييتي ولليوم وهي موجودة والأيادي الصهيونية عبثت وتعبث في سياسة روسيا وما تمرير القرار 181 في مجلس الأمن إلآ نتاجاً لها, كما ان العلاقة الروسية العربية الروسية لها امتداداتها عبر التاريخ ف للعرب أصدقاء مخلصين يتمثلون ببقايا الشيوعيين المبدئيين وكما بالكنيسة الاورتودوكسية الروسية وشعبها وكذلك في شعوب الجمهوريات الاسلامية, على أحرار العرب التحرك لتشكيل قوى تاثير مضادة لقوى التاثير والهيمنة اليهودية الصهيونية في روسيا.
لا بد من التذكير أن الدولة الوطنية السورية لم تعلم بقصة تسليم زكريا باومل إلآ من وسائل الإعلام بمعنى ان عملية تهريب رفات الجندي تمت بتنسيق بين المخابرات الروسية, الموساد وكما العصابات التكفيرية وفي هذا عدوان روسي على الدولة السورية.
أخيراً لا بد من أخذ الحيطة والحذر من مواقف روسيا ووجودها المريب في سوريا ومن دورها المستقبليّ الخطير في حال حصول أي مواجهة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني.
التعليقات مغلقة.