أول كتاب وثائقى مصرى عن (داعش ولاية سيناء) للدكتور رفعت سيد أحمد

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 13/8/2015 م …

* الكتاب يقع فى 400 صفحة ويحتوى على 80 وثيقة وصور نادرة عن تنظيم داعش ولاية سيناء

* التنظيم تعود نشأته إلى عام 2004 وكان يسمى بالتوحيد والجهاد ثم (شورى المجاهدين) ثم (أنصار بيت المقدس) ويقوده السلفى الفلسطينى (هشام السعيدنى) الشهير بأبو الوليد المقدس وارتكب جرائم (طابا – دهب – شرم الشيخ) أعوام 2004 – 2005 !!

* التنظيم به جنسيات خليجية – تركية – سورية – فلسطينية والقوام الرئيسى له من بدو سيناء ومن قبيلة (السواركة) تحديداً !!

* من أبرز القادة الذين تولوا إمارة التنظيم محمد فريج زيادة – شادى المنيعى – هشام العشماوى والأخير انشق وأسس تنظيماً أكثر دموية واسمه (المرابطون)

* أبرز الدعاة الذين مثلوا المرجعية الدينية للتنظيم (أبوإسحاق الحوينى – حمادين أبوفيصل – محمد عزام – أسعد البيك – سلمى سليم)

* الكتاب يكشف بالوثائق الدور الخفى للموساد والمخابرات القطرية والتركية والتنظيم الدولى للإخوان فى دعم وتوظيف داعش بالأسلحة والمال والمقاتلين !!

* الكتاب يؤكد بالمعلومات الوافرة، كيف أن بداية النهاية العسكرية لتنظيم (داعش ولاية سيناء) قد بدأت بعد حادث الشيخ زويد وبعد امتلاك الجيش (قاعدة معلومات) وتواصل واسع مع البيئة البدوية الحاضنة، واختراق مخابراتى مع حصار وتجفيف للمنابع اللوجستية للتنظيم

***

* خلال أيام سيصدر كتاب جديد للباحث والمفكر المصرى د. رفعت سيد أحمد، الكتاب يحمل عنوان (الأخسرين أعمالاً : داعش ولاية سيناء .. القصة الكاملة)، الكتاب يقع فى أكثر من 400 صفحة ويحتوى على 80 وثيقة وصور نادرة لتنظيم داعش، وهو حصيلة جهد بحثى كبير للكاتب، ، ويأتى هذا الكتاب استكمالاً لمشروع المؤلف البحثى الكبير حول هذه الجماعات المتطرفة حيث صدر له العام الماضى كتابه المهم (داعش خلافة الدم والنار) وهذا هو كتابه الثانى والذى خصصه عن داعش فى سيناء .ونقدم هنا ملخص الكتاب  مع مقدمة المؤلف، مساهمة منها فى كشف أبعاد المخطط الإرهابى الذى يستهدف مصر وشعبها وجيشها، وفيما يلى الملخص والمقدمة كما كتبها د. رفعت سيد أحمد .

***

(لقد أصبح تنظيم (داعش ولاية سيناء) أو أنصار بيت المقدس سابقاً ؛ أحد أبرز الفاعلين الإرهابيين فى مصر خلال العامين الأخيرين، وذلك لما قام به من عمليات إرهاب شديدة الوحشية ضد الجيش والشرطة ورموز الدولة فى منطقة شمال سيناء، وبعض محافظات مصر الأخرى، لقد تسبب هذا التنظيم فى استشهاد ما يقرب من الـ500 مصرى بين مدنى وعسكرى، مع إصابة المئات، ولأن الغموض لايزال يكتنف نشأة ودور ومستقبل هذا التنظيم ولأن المعلومات بشأنه قليلة، فضلاً عن تضاربها، لذا قمنا بإعداد هذا الكتاب للبحث فى جذور نشأته، واللاعبين الإقليميين والدوليين الذين ساهموا فى صعوده السريع، فضلاً عن الأوضاع الداخلية والخارجية التى مثلت بيئة مساعدة لبروزه وتوحشه، وفى بحثنا هذا ذهبنا إلى أفكار التنظيم الرئيسية، ومرجعياته الدينية وفهمه المنحرف للإسلام وكيف تم توظيف كل هذا من أجل استنزاف وتخريب الدولة والجيش فى مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بحكم الإخوان، وقطعت الطريق على تحول مصر إلى ساحة للحرب الأهلية، أو إلى سيناريو سياسى كارثى شبيه إلى حد بعيد بالسيناريو الليبى أو السورى.

* لقد أردنا فى كتابنا هذا أن نؤكد على عدة حقائق من خلال استخدام المعلومة الصحيحة والوثيقة الدامغة، وليس فحسب التحليل النظرى لظاهرة (داعش) وأخواتها فى مصر، ومن بين أبرز تلك الحقائق التى أردنا التأكيد عليها ما يلى :

***

أولاً : إن جذور الإرهاب المتمسح بالدين، فى مصر، قديم، وليس وليد اليوم، وليس فقط مرتبط بـ(داعش) حيث سنجده فى أدبيات التنظيم السرى للإخوان المسلمين قبل ثورة يوليو 1952، تم فى صداماتهم المتتالية مع الحكم الناصرى (1954) و(1965) ثم مع جماعات (التكفير والهجرة) والفنية العسكرية وحركة الجهاد، فالجماعة الإسلامية (طيلة حقبة السبعينات)، ثم ما تناسل من هذه التنظيمات، من جماعات وتنظيمات إرهابية طيلة الفترة الممتدة من الثمانينات من القرن الماضى حتى ما قبل ثورة 25 يناير 2011.

* إذن تاريخ الإرهاب (الملتحف بالدين زيفاً)، قديم، وما (داعش ولاية سيناء) سوى أحدث حلقاته أو تطبيقاته الجديدة، إنه إرهاب يحسب أنه يصنع (ثورة) أو إصلاحاً، ولكنه ليس كذلك بل على النقيض من هذه الثورة أو الإصلاح، إنه يهدم ليس فحسب الأوطان، بل والدين ذاته، لقد وجدنا أن خير ما يعبر عن طبيعة هذه الجماعات الإرهابية ويصدق فى تشخيصها ، هو ما صدرنا به الكتاب من قوله تعالى [ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ] صدق الله العظيم (آية 103-104 سورة الكهف) .

***

ثانياً : تجمع الحقائق المتوفرة حول تنظيم (داعش ولاية سيناء) أن اسمه الأصلى الذى عرف به هو (أنصار بيت المقدس) ، (وقد عُرف بهذا الاسم منذ عام 2011 من عناصر فلسطينية سلفية وبدوية من أهل سيناء)، وبعد أن بايع هذا التنظيم أبوبكر البغدادى سُمى بـ(داعش ولاية سيناء) وكان ذلك فى (10/11/2014).

إن تاريخ الإرهاب والغلو الدينى فى سيناء، ينبئنا بأن النشأة الأم لهذا التنظيم بدأت عام 2004 وكان الاسم المعروف به هو (التوحيد والجهاد) والذى إليه تنسب أحداث إرهاب (طابا – ذهب – شرم الشيخ) فى أعوام 2004 – 2005، والذى كان يقوده الفلسطينى السلفى (هشام السعيدنى) الشهير بـ(أبى الوليد المقدس)، وهو الرجل الذى تتلمذ على أيدى أبواسحاق الحوينى وفتاويه التكفيرية القائمة على إلغاء الآخر والشطط الدينى، وبعد أن قتل السعيدنى فى 2011، ينبئنا تاريخ التنظيم أنه قد توالى على قيادته كل من (محمد حسين محارب الشهير بأبومنير) وبعد مصرعه عام 2013 تولى كل من محمد فريج زيادة (الذى قتل أيضاً) ثم شادى المنيعى وهشام العشماوى قيادة التنظيم، والأخير انشق حديثاً مكوناً تنظيمياً إرهابياً جديداً أسماه بـ(المرابطين)، وتولى أمور الفتوى وإباحة القتل لهذه التنظيمات دعاة من أبرزهم (حمادين أبوفيصل – محمد عزام – أسعد البيك – سلمى سليم) وغيرهم !! . تلك أبرز الأسماء للقادة والمفتيين كما ينبئنا تاريخ (داعش ولاية سيناء) .

***

ثالثاً : ارتكب تنظيم (داعش ولاية سيناء) أكثر من 50 حادثاً إرهابياً فى سيناء وبعض المحافظات المصرية وفى المنطقة الغربية (حادث الفرافرة مثالاً)، بعض تلك الأعمال الإرهابية كان محدود الأثر والصيت؛ والبعض الآخر صاحبه ضجيج دعائى وسياسى واسع مثل (مذبحتى رفح الأولى والثانية – محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم – مذبحة كرم القواديس – الكتيبة 101 – والعريش – ومديريتى أمن القاهرة والمنصورة – اغتيال النائب العام هشام بركات – واقعة الشيخ زويد فى 1/7/2015) .

لقد تأكد لدينا بعد قراءة متعمقة للوثائق والتحقيقات المتصلة بهذه الأحداث الإرهابية وبالهيكل العام لهذا التنظيم، أن ثمة غياباً واضحاً لقاعدة معلومات دقيقة وشاملة عن التنظيم بالنسبة للإدارة المصرية، وظل هذا الخطأ الاستراتيجى فى مواجهة الإرهابيين قائماً حتى العام 2015، إلى أن بدأ الجيش والأمن المصرى خاصة فى سيناء، فى معالجة هذا الخطأ، عبر تواصل منهجى مع البيئة الحاضنة للإرهابيين فى قرى وتجمعات القبائل البدوية شمال سيناء، ونظن أن الأمر لايزال يحتاج إلى عمل دؤوب أكثر لخلق قاعدة معلومات حقيقية، فضلاً عن ضرورة العمل بقوة وإخلاص لتفكيك ما يسميه البعض بـ(البيئة البدوية الحاضنة لهذه التنظيمات) خاصة تنظيم ” داعش ولاية سيناء ” والذى تتشكل عضويته فى جزء رئيسى منها من أبناء القبائل وتحديداً قبيلة السواركة.

***

رابعاً: تشير المعلومات المتاحة عن العمليات الإجرامية لتنظيم (داعش ولاية سيناء) خاصة الفترة التالية للإطاحة بحكم محمد مرسى، أن وتيرتها قد زادت وأضحت أكثر شراسة وضجيجاً (الأمر الذى دفع بعض المراقبين للربط بين جماعة الإخوان المسلمين وهذا التنظيم، سياسياً وتنظيمياً ولوجستياً)، هذا بالإضافة إلى أن هذه العمليات الإرهابية ومن واقع التحقيقات مع أعضاء التنظيم، تستند فى نجاحها على عناصر مهمة من أبرزها: (1) سرعة الحركة بالمركبات الخفيفة وامتلاك عناصر التنظيم لقدرات خاصة مع فهم لطبيعة الدروب الصحراوية والخبرة الواسعة فى (قص الأثر) مما سهل لهم الهجوم وسرعة الهرب فى أغلب العمليات التى قاموا بها . (2) توفر المعلومات لدى التنظيم عن أجهزة الأمن عبر الجواسيس وعمليات الاختراق والرصد فضلاً عن التخطيط مع تعدد الأساليب القتالية (اشتباك – سيارات مفخخة – تلغيم – عمليات انتحارية.. إلخ). (3) التواجد وسط القبائل والاختباء السريع مع استخدام سلاح الترهيب (قتل التنظيم بعض شيوخ القبائل المتعاونين مع الأمن بهدف إحداث صدمة الترهيب وسط القبائل)، بل لم يتورع عن قتل بعض نساء القبائل – سنوضح فى كتابنا – ممن اتهمن بالتواصل مع الدولة والجيش المصرى !! .

هذه العوامل وغيرها سهلت لإرهابيي تنظيم (داعش ولاية سيناء) القيام بعملياتهم النوعية الخطيرة، والتى يلاحظ بشأنها أنها تتم على فترات متباعدة (كل ثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً) مع بعض العمليات الصغيرة غير المؤثرة سياسياً أو إعلامياً خلال تلك الأشهر.

***

خامساً: ثبت لدينا ومن خلال القراءة المعمقة لأدبيات هذا التنظيم ووثائقه، ولسلوك قياداته السياسى والإعلامى، أن ثمة تواصلاً تنظيمياً ومخابراتياً – سرى فى أغلبه – بينه وبين عدة أجهزة مخابرات إقليمية، يأتى (الموساد) والمخابرات التركية والقطرية على رأسها، مع تقاطع وظيفى() وربما تواصل تنظيمى ولوجستى مع التنظيم الدولى للإخوان المسلمين مع علاقات تاريخية ممتدة ومعقدة، مع فصائل سلفية متطرفة فى قطاع غزة (منها جيش الإسلام بقيادة ممتاز دغمش) وأن كثيراً من أسلحة (داعش ولاية سيناء) التى استخدمت فى العمليات النوعية الكبيرة، إسرائيلية الصنع، ومنها المتفجرات التى استخدمت فى تفجير مديرية أمن الدقهلية، وأسلحة ومتفجرات مذبحتى رفح الأولى والثانية – عملية كرم القواديس – الفرافرة – الشيخ زويد وغيرها)، وهنا يأتى تفسيرين: الأول : أن الموساد الإسرائيلى – وعبر طرق ملتوية وعملاء – مخترقين لهذا التنظيم وهو الذى مدهم بتلك الأسلحة، أو تفسير ثان يقول : أنهم قد اشتروها عبر الفصائل المتطرفة فى غزة، أو عبر تجار السلاح، وفى كلا التفسيرين، يتضح أن المستفيد الأكبر من وصول هذا السلاح الإسرائيلى إلى تلك التنظيمات ثم استخدامه، هو إسرائيل ذاتها، وهى التى لم تصب بأى أذى حقيقى من هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة خلال الفترة من (2011-2015) فضلاً عن أنها – أى إسرائيل – سوف تحقق من خلال الأعمال الإرهابية لهذه التنظيمات – كما سنرى فى كتابنا – فوائد عدة أبرزها استنزاف وإنهاك أكبر جيش عربى، وهو الجيش الوحيد الذى لايزال متماسكاً فى المنطقة ويحتل رقم 14 فى قائمة أقوى جيوش العالم؛ الجيش المصرى، وعندما يكون حاله – لاقدر الله – مثل حال الجيش السورى أو الليبى، من استنزاف وتخريب متعمد من قبل العملاء الذين أسموهم زيفاً بالثوار؛ فإن جيش إسرائيل سيصبح هو الوحيد الأقوى والأبقى، وسيفرض شروطه على مصر دولة وجيشاً بسهولة فى كافة المجالات (السياسية – الاقتصادية) وفى جميع الدوائر (الإقليمية والدولية) وهو هدف نعتقد جازمين أنه لن يتحقق بإذن الله ؛ هكذا تقول الروايات والحقائق المغايرة.

***

سادساً : إن إجرام تنظيم (داعش ولاية سيناء) ينبغى أن يدفع مصر–كما قلنا سابقاً–إلى بناء استراتيجية شاملة للمواجهة، يكون أبرز محاورها؛ تعمير سيناء ومحاولة احتواء مطالب وأحلام مواطنى سيناء (حوالى400 ألف مواطن) يتوزعون على 26 قبيلة،فى مساحة 61 ألف كم2، هذه الاستراتيجية تشمل (التنمية الاقتصادية–القوة العسكرية–الإعلام–السياحة– التواصل الشعبى–الدعوة الأزهرية)..وغيرها من المحاور التى ينبغى أن تبدأ بها الدولة اليوم قبل الغد .

* إن كتابنا هذا يحاول – ومن خلال قرابة الـ400 صفحة وثمانية فصول – أن يقدم القصة الكاملة لهذا التنظيم الإرهابى، وسيناريوهات المستقبل والفصول تحمل العناوين التالية : [الفصل الأول: سيناء التى لا نعرفها : قراءة فى الموقع والموضع – الفصل الثانى : القتل باسم الدين : خريطة جماعات الإرهاب فى سيناء – الفصل الثالث : داعش المصرية .. النشأة والتجنيد    – الفصل الرابع : كيف تفكر داعش المصرية .. قراءة فى الفكر والوثائق – الفصل الخامس : داعش تذبح المصريين .. نماذج من جرائم تنظيم ولاية سيناء – الفصل السادس : الجيش يجهض حلم الإمارة الجديدة .. حقائق ودلالات حادث الشيخ زويد – الفصل السابع : التواطئ الخفى .. إسرائيل .. وداعش .. والأطماع التاريخية فى سيناء الفصل الثامن : داعش المصرية من المنظور الاستراتيجى (دلالات ومخاطر)] .

* لقد حاولنا فى كتابنا هذا أن نقدم رؤية متكاملة عن الخطر القادم إلينا من شمال سيناء عبر تنظيم (داعش ولاية سيناء)، فى إطار من البحث والمعلومة والوثيقة المؤكدة، وبهدف بناء لبنة من المعرفة والعلم فى جدار المقاومة المصرية لهذا الغزو الإرهابى ” القديم – الجديد “، ولدينا ثقة فى أن النصر سيكون حليف مصر؛ بجيشها وشعبها، لأنهم لا يدافعون فقط عن أنفسهم أو أرضهم، وثقافتهم وحقوقهم؛ ولكن يدافعون عن الإنسانية و(الإسلام) ذاته، ذلك الدين العظيم الذى يتعرض على أيدى جماعة داعش وأخواتها، لأكبر عملية اغتيال تاريخى، لا يخدم سوى أعداء هذه الأمة، وذلك الدين القيم. حفظ الله مصر” .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.