خط سير صفقة القرن / د. عاكف الزعبي
ما تم تسريبه عن خطة الرئيس ترامب تحت مسمى صفقة القرن يجد له تأييداً في الاجراءات العمليه التي نفذتها ادارته حتى اليوم . ما يعني ان الصفقه ماضيه في خط سيرها امام انظار الجميع ومسامعهم .
نقل السفاره الامريكيه الى القدس ، ووقف المساهمه الامريكيه في الاونروا ، ووقف المساعده الامريكيه للسلطه الفلسطينيه (800 مليون دولار سنوياً ) ، كلها خطوات في هذا الاتجاه. يصاحب ذلك تركيز سياسي ودبلوماسي واعلامي مكثف عن الخطر الايراني ما يجعل اي موقف خليجي متحفظ على الصفقه تحت مرمى التهديد الامريكي بالاستفراد الايراني في المنطقه .
لكن ما يقتضي الانتباه الشديد في خط سير صفقة القرن هو ذلك الذي يجري على ارض غزه من مفاوضات وتفاهمات بين حماس وحكومة نتنياهو بوساطة مصريه حتى ليبدو انها تسير باتجاه وضع صيغة نهائيه لتفاهمات مبدئيه تم التوافق عليها .
شروط التفاوض على وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس كلها اقتصاديه بامتياز لإراحة سلطة حماس في غزه وإلغاء اي ارتباط مالي لها مع الحكومة الفلسطينيه في رام الله من اجل ادامة انفصال غزه ودفع حماس لإدامة الانقسام الفلسطيني . فاسرائيل التي تحجب عوائد السلطه التي تجمعها نيابة عنها تبدي ترحيباً بزيادة المساعدات المحوله شهرياً من دولة قطر الى غزه من 15 مليون الى 40 مليون دولار.
يبدو ان ثمة تسويه قيد التبلور بين اسرائيل وحماس في غزه سوف تبرز قريباً لتصبح واحداً من الفصول الهامه في خط سير صفقة القرن ونقطة من نقاط التحول الفاعله على هذا الخط . وهو ما يتوافق مع تسريبات الصفقه التي رشح منها السعي الامريكي لاقامة كيان سياسي فلسطيني مستقل في غزه .
سوف يتبين الامر اكثر اذ ما اسفرت التفاوضات والتفاهمات بين حكومة اسرائيل وحماس عن ترتيبات اقتصاديه غير مسبوقه تبدأ بتوسيع منطقة الصيد وانشاء مناطق صناعيه والسماح بالتصدير لمناطق السلطه وربما لاسرائيل لاحقاً والسماح بزيادة الامول القطريه التي تصل الى حماس عن طريق اسرائيل.
التعليقات مغلقة.