البورصة الإسرائيلية ترسو على 150 الف صاروخ لحزب الله / ميشال نصر

 

 

ميشال نصر ( لبنان ) الإثنين 12/1/2015 م …

 

درجت اسرائيل منذ ما بعد حرب تموز 2006 على اطلاق التقديرات حول الترسانة الصاروخية لحزب الله، لجهة الكم والنوع، وفقا لتقاطع لتقارير اجهزتها الاستخبارية ولتلك التي تحصل عليها من اجهزة الاستخبارات الحديثة. ترسانة لطالما شكلت هاجسا عجزت الدولة الاسرائيلية وصناعاتها العسكرية عن وضع تصور عملي قادر على الحد من تاثيرها على الجبهة الداخلية بالتحديد، بعدما اصبحت كامل الاراضي الاسرائيلية تحت مرمى نيران حزب الله، خاصة بعد «فشل» منظومة القبة الحديدية في تحقيق مهمتها بنسبة كبيرة.

فبعد سلسلة التصاريح الصادرة عن ضباط الاحتياط، وصولا الى قائد المنطقة الشمالية المعين حديثا، دخل مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، امان، يعقوب عميدرور على الخط، كاشفين تفاصيل جديدة تعود الى الحقبة التي شغل فيها منصبه السابق، تتحدث عن امتلاك حزب الله ترسانة تشمل اكثر من مئة وخمسين الف صاروخ، قادرة على ضرب اي رقعة جغرافية في اسرائيل، من بينها آلاف من الصواريخ البعيدة المدى، واصفين إياها بالنادرة، والتي تزيد على القدرة النارية الموجودة في حوزة الدول الأوروبية مجتمعة.

واعتبر عميدرور، ان استراتيجية الحزب الاساسية في هذا المجال تنطلق من معادلة قائمة على تقليص الهوة في ميزان القوى المائل بوضوح لصالح اسرائيل نتيجة التفوق العسكري لجيشها، ما سمح له بتسجيل نقطة متقدمة لصالحه. «فبعد أن تعودنا مواجهة قدرات جيوش نظامية كبيرة، من دبابات ومدافع ومئات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود، نواجه اليوم تهديداً يختلف جذريا، أساسه منظمات ليست بدول، تحركها العقيدة الإسلامية، أقواها حزب الله، بترسانته من صواريخ أرض – بحر ودفاع جوي ومضادات للدروع، كما طائرات من دون طيار، تحركها أنظمة إدارة وسيطرة نوعية، تستند الى تسلسل هرمي منظم،راكم خبرات قتالية من حربه الوجودية في سوريا التي تشكل ساحته الخلفية والشريان الحيوي الذي يربطه بايران.

ففي سياق الحملة الاسرائيلية الأخيرة التي أعادت فتح النقاش حول شكل وطبيعة الحرب المقبلة المفترضة على لبنان،يبرز القلق المتزايد من صواريخ «فاتح 110» النوعية التي تحدثت عشرات التقارير الاسرائيلية عن وصولها الى الحزب منذ أكثر من سنتين، تماما كحال الصواريخ المضادة للدروع التي كانت اسرائيل تعلم، كما هو وارد في تقرير الميزان العسكري الصادر عن معهد الامن القومي في تل أبيب، أنها بحوزة حزب الله قبل حرب تموز 2006، دون معرفتها بمدى اتقان مقاتلي الحزب استخدامها، علما ان جزءاً هاماً من هذه الحملة يرتبط عضويا أيضا بمسار المعارك بين حزب الله من جهة وجبهة النصرة وتنظيم داعش عند الحدود اللبنانية – السورية ومحاولات «الاسناد الاسرائيلية» المتكررة لجبهة النصرة لاحداث خروقات في أكثر من محور حدودي.

ولئن كان توقيت ازدياد الحديث عن الحرب المقبلة في اسرائيل مثار تساؤلات، فإن تأكيد ايران الاخير على حيازة حزب الله لهذا السلاح يحمل دلالات عدة يجدر التوقف عندها:

أولا: يختلف «فاتح 110» عن بقية الصواريخ المعهودة بحوزة حزب الله من الجيلين الثالث والرابع العاملين بواسطة الوقود الصلب، ما يشكل تحديا للقبة الفولاذية وباقي طبقات الدفاع الجوي الاسرائيلي، نظرا لاقتراب الصاروخ من كسر حاجز السرعة الذي تعمل بموجبه الدفاعات الجوية الاسرائيلية.

ثانيا: قدرة الصاروخ على حمل رأس حربية شديدة الانفجار زنة 500 كيلوغرام، لمسافة بين 200 و350 كلم، ليطال بالتالي قواعد العمليات الجوية في الجليل مرورا بالمنشآت الحيوية في حيفا فمراكز الدولة في تل أبيب وحتى «حاتساريم» جنوب اسرائيل.

ثالثا: سهولة اطلاقه من منصة ثابتة او من آلية متحركة، ما يعطي مرونة أكبر في التحرك والاطلاق، فضلا عن ان النسخ الاخيرة من الصاروخ شهدت اختبارات على تغيير مساره أثناء التحليق.

رابعا: يصل مدى الجيل الاول من هذا الصاروخ الى 200 كيلومتر. اما النسخ الحديثة منه (والتي يُرجح انها بحوزة الحزب) فتصل حتى 350 كيلومترا، أي أنها تغطي عمليا أي موقع اسرائيلي قد يقرر حزب الله استهدافه.

خامسا: هناك تقاطع اسرائيلي – اميركي على ان هذا الصاروخ يُصنع في سوريا أيضا تحت اسم «M600»، ما يعني عمليا حصول الحزب على الصاروخ نفسه، بتسميات مختلفة نتيجة منشأ الصنع من ايران وسوريا، وبالتالي تزايد الكميات.

ويكفي في هذا المجال الركون الى تقديرات الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي تتحدث منذ اكثر من سنتين على أنه سيكون بمقدور حزب الله اطلاق ألف صاروخ يوميا في أي حرب مقبلة، من بينها مائة صاروخ على تل أبيب وحدها، في حين تقدر شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش أن المنطقة الأهم وسط اسرائيل «غوش دان» تقع ضمن مدى 5 آلاف صاروخ نوعي لحزب الله، من دون تحديد نوعها.

ووفقا للتقارير الاسرائيلية فان حزب الله انشأ خط تحصينات، مؤلفاً من كهوف ومغاور وانفاق تحت الارض، شمال نهر الليطاني، مهمته الاسناد الناري الضخم بواسطة الصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى من طراز «زلزال 2» و«زلزال 3»، اضافة الى عدد غير محدد من الصواريخ «المطورة» والتي يتقن مقاتلو «حزب الله» في الخطوط الامامية استخدامها.

في مواجهة اسرائيل يمتلك حزب الله على ما يبدو اسلحة تزداد تطورا، ما يجعل اسرائيل تفكر مليا قبل الاقدام على اي خطة، خاصة بعد المراجعة التي توصلت اليها اللجان الاسرائيلية المعنية حول حرب «الجرف الصامد» تموز 2014 ودور المنظومة الصاروخية لحماس والجهاد التي لعبت دوراً حاسما في تحديد مسار هذه الحرب. انه سباق بين المنظومات الصاروخية وتلك المضادة لها. فلمن تكون الغلبة؟

تعليق الدكتور / سعيد النشائي على المقال

 

 

هذه هي إمكانيات حزب الله حتى الآن وسوف تزداد قوه كما ونوعا حتى نصل للحرب القادمة مع الكيان الصهيوني لحماية الأمة العربية من هذا الثعبان السام وتحرير كامل التراب الفلسطيني وإستعادة فلسطين العربية لأصحابها العرب الفلسطنيين من جميع الديانات والفئات والإتجاهات السياسية. فلسطين التي سرقت عام 1948 عن طريق الصهيونية عدوة كل البشر حتى اليهود, وبعون ضخم من الإستعمار بكل أنواعه ودعم بخيانة الحكام الذى يطلق عليهم زورا العرب!!!! كما سوف يتم التخلص من النفوذ الإستعماري فى المنطقة وعملائهم من الحكام المتصهينين الذى يطلق أيضا عليهم زورا عرب. تصوروا هذه إمكانيات حزب الله العظيم فى مواجهة الإستعمار والصهيونية وعملائهم وهو جزء من المقاومة اللبنانية التي هي جزء من لبنان الصغير جدا والجزء الباقي عملاء للإستعمار والصهيونية وهم من كل الأديان وكل الملل. هل يحق لنا أن نسأل: إذا كان ذلك كذلك, وبدون أي حساسية, أين الدول العربية الضخمة التي حجمها أضعاف حجم حزب الله, فى هذه المعادلة؟ ليس الآن فقط ولكن منذ يونيو 1967 وما قبلها عندما مارسوا الديكتاتورية للتفرغ لتحرير فلسطين!!! فبدلا من ذلك أضاعوا سيناء وغزة و الضفة والجولان حتى الآن!!! ولولا حزب الله وأمثاله من الأعداء الحقيقين للإستعمار والصهيونية لضاعت أجزاء أخرى من الأمة العربية!!!! هل هذه حقائق؟ أم تحامل على أحد؟

ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.