هل يتكرّر «سيناريو فنزويلا».. في تركيا؟ / محمد خروب
محمد خروب ( الأردن ) الإثنين 8/4/2019 م …
ّلوح َ المعارضة التركیة بھذا الخیار، رغم محاولات حزب العدالة والتنمیة لم تُھدّد إدارة ترمب الرعناء بذلك، ولم تُ َصلة الطعن في نتائج الانتخابات المحلیة, وخصوصاً رئیسھ (أردوغان) ومرشحھ لرئاسة بلدیة اسطنبول (یلدرم) موا بعد خسارتھ ُ المدویة في اكبر مدینتین (اسطنبول وأنقرة) بما تُمثلانھ من ثِقل سیاسي واقتصادي وجماھیري وخصوصاً .معنوي َم ْن استحضر السیناریو الفنزویلي ھو یلدرم، رئیس الوزراء السابق ُ المستقیل من رئاسة مجلس النواب لخوض معركة رئاسة بلدیة اسطنبول, امتثالاً لرغبة أردوغان، الذي أراد ّ الزج بھ في معركة ظن انھا ستكون سھلة, كما حالھا طوال ربع قرن منذ بزوغ نجم اردوغان, الذي انطلق مشواره السیاسي والشخصي من میادینھا, وصولاً الى رئاسة الحكومة ولاحقاً قصر شنقایا الرئاسي, الى ان استقرت بھ الحال في المجمع الرئاسي الضخم الذي یضم في جنباتھ اكثر من ألف .(غرفة (1501 یلدرم الذي لم ِ یفق بعد من صدمة الخسارة المدویة التي الحقھا ناخبو اسطنبول بھ وبحزبھ, اتّھم اكرم امام اوغلو ُمنافِ ُ سھ الفائز الذي یسعى حزب یلدرم لسرقة فوزه, بـ«محاولة ممارسة ضغط دولي یُ ِغضب الشعب التركي» ولم یتردّد في تحذیر ُ منافِسھ من ٍ «محاولات» لتكرار سیناریو فنزویلا, ما اثار استھجان قطاعات اعلامیة وسیاسیة ومنظمات حقوقیة من اتھامات وتحذیرات كھذه، یكاد أصحابھا لفرط فزعھم استحضارھا لاتّھام خصومھم, فیما ھؤلاء َ (المعارضة) لا یریدون من الحزب الحاكم ورموزه سوى الاعتراف بما افرزتھ الصنادیق, وعدم اللجوء لطرق احتیالیة لسرقة النتائج. عبر اسالیب طالما رفضتھا الھیئة العُلیا ِ المشرفة على الانتخابات التي عیّن الرئیس التركي رئیسھا وأعضاءھا، عندما كانت المعارضة تطعن في نتائج انتخابات «بلدیة» سابقة ولم تُقبَل أي طعون, كما ھي حال الانتخابات الراھنة التي – وللغرابة – یتم فیھا إعادة فرز وعدّ الاصوات «ال ُملّغاة». وربما تنتھي الامور اذا ما َ واصل الحزب الحاكم رفضھ الإقرار بھزیمتھ في اسطنبول وانقرة,الى قیام الھیئة العلیا بـ«إلغاء» الانتخابات في ھاتین المدینتین, ما یفتح الطریق على َ مواجھة قد تقود الى ّ تدخل خارجي (بالمعنى السیاسي) ورفض الإعتراف بشرعیة أي نتائج تترتب على انتخابات جدیدة, وصولا الى فرض «عقوبات» على مدینتي انقرة واسطنبول في حال ّ قررت احزاب مرشح المعارضة وصمَ َ المعارضة مقاطعة الانتخابات الجدیدة. وھو سیناریو كان حاضرا في ذھن یلدرم, الذي یرید َ الفائز أَكرم اوغلو بانھ النسخة «التركیة» من خوان غوایدو الفنزویلي, دمیة الامیركان الذین اعترفوا بھ رئیسا . ُ لفنزویلا كحصان طروادة لإطاحة الرئیس الشرعي الم َ نتخب مادورو قد تكون تحذیرات یلدرم مجرد انعكاس لحجم وقسوة الصفعة التي وجھھا جمھور اسطنبول لھ ولحزبھ, إلاّ ان ذلك یعكس ضمن امور اخرى كیف ینظر حزب الرجل الواحد (العدالة والتنمیة بخلفیتھ الإسلامویة المعروفة) الى الدیمقراطیة, مفھوما وممارسة. وھي في ِ نظره لیست سوى محطة «وحیدة» للقفز الى عربة السلطة, وبعدھا تجري ِفرغھا من محتواھا وتحیلھا الى مجرد دیكور خطابي, فیما على ارض الواقع یتم تسخیر مقدرات عملیة «تقنین» لھا تُ الدولة ومواردھا وامكاناتھا لخدمة الحزب الواحد الذي یكاد لا یرى المعارضة (اي معارضة) من مسافة متر واحد.. ِ لماذا لا یعترف بـِ ِ «النتائج» ویستخلص دروس الإنتخابات.. وعبرھا؟ .وإلاّ …
التعليقات مغلقة.