حزب الله وفكي كماشة الأمريكي …ماذا عن الساحة المفتوحة لكلّ الاحتمالات !؟ / هشام الهبيشان




نتيجة بحث الصور عن هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 9/4/2019 م …
تزامناً مع التصعيد السياسي والإعلامي  الصهيوني – الأمريكي ضد حزب الله وما يرافق هذا التصعيد من مخططات صهيونية عسكرية ضد الحزب وضد لبنان،هذه التطورات بمجموعها دفعت الحزب   للتيقّن من حتمية المواجهة” القريبة ” المؤجلة منذ زمن مع «الإسرائيليين»، ولكن هذه المرة ستكون المواجهة مختلفة، فالهدف من وراء الحرب الصهيونية المتوقعة هو ضرب وشلّ القدرات اللوجستية والعسكرية للحزب، وهذا لا يخفي حقيقة وجود دعم إقليمي ـ عربي ـ دولي من الدول الشريكة علناً في الحرب على قوى المقاومة في المنطقة من أجل تصفية الحزب عسكرياً، وهذا ما تؤكده دوائر صنع القرار الأميركي في شكل دائم، باعثة رسائل طمأنة لـ «إسرائيل» مضمونها «أنّ حربك المستقبلية مع حزب الله، ستثير ردود فعل إقليمية وعربية مؤيدة.      
ومما لا شكّ فيه أنّ حزب الله كان يدرك حجم الحرب التي سوف تنهال عليه من كلّ حدب وصوب عندما اتخذ قراره بالتصدي لاجندة المشروع الصهيو – أمريكي وأدواته في سورية ولبنان ، فمحاولة استهداف حزب الله مجدداً خارجياً وداخلياً ، لن تكون المحاولة الأولى ولا الاخيرة،فالحزب مستهدف اليوم داخلياً وخارجياً ،ومع ذلك فللحزب حساباته السياسية والجغرافية والأمنية والأخلاقية التي يؤمن بها ويراها أكبر من كلّ الانتقادات التي وجهت إليه أو الحروب على تعدد اشكالها التي تستهدفه، لأنّ الحزب استشعر، كغيره، حجم الخطورة التي ستفرزها الأيام المقبلة على كلّ لبنان،في حال نجح المشروع الصهيو – أمريكي بتنفيذ اجندته في سورية . 
اليوم و تزامناً مع عودة محاولات استهداف الحزب خارجياً من قبل الكيان الصهيوني ،بات واضحاً اليوم وبالتزامن ومن دون أدنى شك أنّ هناك قوى داخلية في لبنان وخارجه تسعى إلى ضرب حزب الله، بمساعدة إقليمية ـ دولية، في محاولة للوصول إلى قرار إقليمي ـ دولي يسعى إلى ضرب منظومة الحزب واستغلال الوضع اللبناني الداخلي وما يحمله من أزمات متراكمة وملفات معقدة سهلة الحلّ، إن وجد قرار وطني لبناني حر، ولكن لكثرة وتعدّد المرجعيات الإقليمية والدولية نرى اليوم هذه الملفات تتحول تدريجياً إلى ازمات قد تعصف بالدولة اللبنانية في أي وقت، وفي الاتجاه نفسه تدعي هذه القوى الداخلية اللبنانية والخارجية إقليمياً ودولياً أنّ مشاركة الحزب في معارك الداخل السوري ومواقفه السياسية بمجمل قضايا المنطقة هي سبب عدم استقرار الوضع الداخلي اللبناني،ولهذا يسعى البعض اليوم لالصاق كل أزمات لبنان بحزب الله . 
اليوم وعلى محور هام بحالة التخبط  الصهيوني وحالة التصعيد المفتعل مع حزب الله ، لايمكن انكار حقيقة أن حزب الله ساهم وبدور رئيسي باسقاط معظم اهداف مشروع كبير كان يستهدف لبنان وسورية ، وهذه القوى المعارضة لحزب الله  داخلياً كانت من الرعاة الرئيسيين لهذا المشروع ،وخصوصاً بعد الكمّ الهائل من الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في سورية، بدعم من المقاومة، وهنا من الطبيعي أن تنشأ حالة من الهستيريا والجنون لدى الكثير من قوى التيار الآخر المعادي للدولة السورية ولقوى المقاومة في المنطقة، فقد قرروا بعد الانتكاسات المتلاحقة التي لحقت بهم في سورية والهزائم في الميدان العسكري وجملة انتصارات الدولة السورية في الميدان العسكري والسياسي، في لحظة يأس أن يصبّوا جام غضبهم على حزب الله، وبذلك وجد الحزب نفسه من جديد ضمن معادلة مركبة الأهداف والعناوين، فهو اليوم مستهدف داخلياً وخارجياً. 
واليوم من الواضح وبعد زيارة بومبيو للبنان ، أنّ هناك بعض القوى اللبنانية تتماهى مواقفها مع مواقف قوى وكيانات إقليمية ودولية سعياً لوضع حزب الله بين فكي كماشة داخلياً وخارجياً ، وبدعم من بعض القوى الدولية ، كأداة ضغط على حزب الله وقوى المقاومة لجلبها إلى ميزان التسويات في المنطقة، فمن الطبيعي الآن أن نجد حزب الله يتعرض إلى هجمة سياسية وإعلامية شرسة، وما يتبعها من التحريض عليه شعبياً في شكل غير مسبوق، واتهامه بأنه يريد جر لبنان إلى دائرة النار الإقليمية. 
يعرف حزب الله، بدوره، مسار هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدفه داخلياً وإقليمياً ودولياً، فالحزب يعي اليوم وأكثر من أي وقت مضى أنّ لبنان أصبح ساحة مفتوحة لكلّ الاحتمالات بما فيها المواجهة المباشرة مع الصهاينة ، فالمناخ العام للقوى المعادية له بدأ يشير بوضوح إلى أنّ حزب الله بات هدفاً لهذه القوى، ولكن كل هذا وذاك لايعني بالمطلق أن حزب الله سيتأثر بحالة التصعيد هذه ،فالحزب له تجارب عديدة للتعامل مع مثل هكذا تصعيد مفتعل ،فالحزب تجاوز بحالات سابقة ملفات أكثر صعوبة واستطاع بحكمته وصبره الاستراتيجي تجيير هذه الملفات لصالحه .
ختاماً، لايمكن انكار أنّ حالة التصعيد الصهيو- أمريكي ومن بعض القوى بالداخل اللبناني المعارضة لحزب الله ضد حزب الله ،ستكون لها تداعيات على عموم ملفات الداخل اللبناني وعلى ملفات المنطقة بمجموعها ، وفي المحصلة، يمكن القول إنّ المرحلة صعبة ومعقدة وخصوصاً في ظل حالة التخبط التي تعيشها المنطقة ،ولهذا يصعب تأكيد ما قد سيجري من عمليات قيصرية في لبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة،فحديثنا اليوم ليس مجرد تحليلات وتكهنات لأنه لم يعد يأخذ منحى عابراً كما يتحدث البعض، وما وراء الكواليس هناك تكهنات بل يمكن القول أنها تأكيدات حول تطورات دراماتيكية سيعيشها لبنان والمنطقة بمجموعها ، كجزء من حالة الاستقطاب في المنطقة والتي ستتأثر إلى حدّ ما بمسار مايسمى بصفقة القرن وحسم معارك سورية واليمن والعراق وليبيا.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.