الاحتلال يوسع الاستيطان في القدس القديمة

 

الأردن العربي ( الجمعة ) 14/8/2015 م …

كشف النقاب أمس الخميس، عن أن سلطات الاحتلال تخطط لتوسيع البؤرة الاستيطانية في حي سلوان المجاور للحرم القدسي الشريف، خارج أسوار البلدة القديمة، لبناء مبنى سكني يضم ثلاث طبقات، في أرض استولت عليها عصابة استيطانية بالغش والخداع وتواطؤ الاحتلال معها.

ويندرج هذا المخطط ضمن سلسلة مشاريع يسارع الاحتلال في تنفيذها في الأحياء القديمة التي تحيط في البلدة القديمة في المدينة، في حين تبين من رسالة لجمعية حقوق المواطن الاسرائيلية الى حكومة الاحتلال أن الأخيرة شرعت في انهاء أي رابط بين الأحياء المقدسية المعزولة خلف الجدار ومركز مدينتها، للتخلص من نحو 150 الف فلسطيني على الاقل.

وقالت صحيفة ‘هآرتس’، إن الأرض التي استولت عليها عصابة عطيرت كوهنيم، في حارة ‘بطن الهوى’ في حي سلوان، قائم عليها مبنى سكني، تعود ملكيته لعائلتين فلسطينيتين، كانت العصابة وبتواطؤ مع سلطات الاحتلال قد استولت عليها بصفقة بيع مزورة.

وقدمت العصابة طلب ترخيص البناء، وحسب الأجواء القائمة في بلدية الاحتلال فإن الطلب سيلقى تجاوبا سريعا.

ويستدل من تقرير الصحيفة، أن حي سلوان يواجه مؤامرة متصاعدة من أكثر من عصابة استيطانية، بهدف اقتلاع الفلسطينيين منه، وتحويله الى حي استيطاني للعصابات الاستيطانية الارهابية، ففي حين أن عصابة ‘إلعاد’ تستهدف منطقة ‘البستان’ التي تضم أكثر من 80 بيتا فلسطينيا، لتستولي عليها، بزعم أن الملك داود (النبي) كانت ينتزه في المنطقة قبل 3 آلاف سنة، فإن عصابة ‘عطيرت كوهنيم’ تستهدف منطقة مجاورة تسمى ‘بطن الهوى’ .

وقالت جمعية ‘عير عميم’ (مدينة الشعوب) الاسرائيلية، المناصرة للحق الفلسطينية في القدس، ‘إننا نشهد مساعي من الدولة لتشجيع الاستيطان في سلوان.

وبدون الدولة ما كانت الجمعية الاستيطانية لتتمكن من تحقيق سيطرتها’.

ويتكشف هذا المخطط بعد أيام على ظهور مخطط استيطاني آخر في جبل الزيتون، إذ صادقت بلدية الاحتلال في الاسبوع الماضي على الشروع في اقامة ‘برك ماء دينية’ عند البؤرة الاستيطانية في جبل الزيتون، المواجه للمسجد الاقصى المبارك في المدينة المحتلة، وهي ‘البرك’ التي يستخدمها المتدينون اليهود ‘لتطهير أجسادهم’ وفق عقيدتهم الدينية.

ومن شأن هذا المشروع، الذي سيمتد على مساحة اقل من ثلاثة دونمات، في تلك المنطقة المكتظة بالأهالي الفلسطينيين، أن يحول البؤرة الاستيطانية الى مركز جماهيري ضخم، يستقبل يوميا المئات من المستوطنين، إذ وفق المخطط أن يتم اقامة ثلاث ‘برك تطهير’، من بينها واحدة خاصة بالنساء. وكانت بلدية الاحتلال قد نفذت مشاريع بنى تحتية وتمهيدية لهذا المشروع الجديد، من بناء جدار استنادي ضخم، وتغيير خطوط مياه.

 

ويسارع الاحتلال في السنوات الأخيرة، بتكثيف البؤر الاستيطانية في الأحياء الفلسطينية المحيط بسور البلدة القديمة في القدس المحتلة، مثل حي سلوان وحي رأس العامود، وحي الشيخ جراح، الذي يشهد من حين الى آخر، جرائم اقتلاع عائلات فلسطينية من بيوتها، وزرع مستوطنين فيها.

ومن جهة أخرى، فقد تبين من رسالة بعثت بها جمعية حقوق المواطن الاسرائيلية الى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن الحكومة تمهد لعزل كامل لأحياء القدس التي باتت خلف جدار الاحتلال في المدينة، بشكل كلي عن مركز المدينة، وسحب الهويات المقدسية التي فرضها الاحتلال عن أهالي المدينة، ليتخلص بذلك من نحو 150 ألف فلسطيني، من فلسطينيي القدس.

فحينما شرعت حكومة الاحتلال ببناء جدارها في مدينة القدس لعزل عدة أحياء في شمال وشرق المدينة عن مركز المدينة، زعم الاحتلال أنه سيواصل تقديم الخدمات البلدية وغيرها، وسيخفف الاجراءات على الحواجز العسكرية التي تنتشر بين تلك الأحياء ومخرجها الى باقي أنحاء المدينة، إلا أن جمعية حقوق المواطن الاسرائيلية أكدت أن 90% من تعهدات حكومة الاحتلال للمقدسيين لم تنفذ، وأن هذه الأحياء تدير شؤونها بنفسها، وفي نفس الوقت تواجه اهمالا كونها ليست تابعة للسلطة ولا لبلدية الاحتلال، ما يخلق ظروفا قاسيا لأهالي المدينة. وخاصة في أحياء راس خميس، راس شحادة، ضاحية السلام، كقر عقب، سميرا ميس وشعفاط.

وقالت صحيفة ‘هآرتس’، إن رئيس بلدية الاحتلال نير بركات كان قد المح في وقت قريب سابق، الى أنه لا يشعر بمسؤولية تجاه المقدسيين في تلك الأحياء، رغم أنها جزء من المدينة، فحين سئل بركات من مراسل ‘بي.بي.سي’ عن الوضع الصعب للاحياء ولا سيما مخيم شعفاط للاجئين، أجاب: ‘لا اريد ان اروي لك. انت تعرف بانه لا يوجد لاجئون يهود في العالم، ولا حتى واحد… مؤسف جدا ان يكون هناك لاجئون عرب. مع كل ثراء العالم العربي لم يجدوا الوقت والمال لمساعدة لاجئيهم. العالم ملزم بان يعرف بانك يمكنك ان تلقي بمليارات الدولارات وتجد لهم بيوتا جيدة ليس على حساب اسرائيل’.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.