المنصات الالكترونية للتنظيم الارهابي تفقد عرشها / محمود كريشان
مشاركة
الأردن العربي – الثلاثاء 9/4/2019 م …
كتب محمود كريشان …
*الخلافة الرقمية لـ”داعش”.. نمر من وهم وخيال.. وثوب منهك لا يستر الهزيمة *الارهابيون يستخدمون “الأنترنت المظلم”.. وتويتر وفيسبوك يحذفان دعاية تنظيم الدولة *مقاطع القتل والإجرام الداعشي ستبقى زمنًا فى ذاكرة الكثيرين تؤكد وحشية التنظيم الكافر …
مع بداية العام 2014 تقريبا، تزامنا مع سيطرة التنظيم الارهابي “داعش” على مساحات واسعة في سوريا والعراق، كان لدى هذا التنظيم المجرم حضور لافت وواسع على الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” من خلال منصات إلكترونية انغمست في حملة للترويج لأفكار داعش الهدامة وممارساته الدموية، عبر نشر بيانات وصورًا ومقاطع تسجيلية للعمليات الاجرامية القذرة التى ينفذها عناصر التنظيم، ضد من يسميهم الإرهاب الأعمى “كفارًا”، وبعد الهزيمة التى تلقاها التنظيم الإرهابى أصبحت آلة الدعاية القديمة وسيلة لندب ما قد أصبح بعد الهزيمة ركامًا وأطلالًا خاوية.
فيما صار التنظيم الإرهابى الوهمي يستخدم «الإنترنت المظلم» أو «الدارك ويب»، وهو جزء مشفر بشدة من الشبكة العنكبوتية تصعب مراقبته، بالإضافة إلى تيليجرام، التطبيق المعنى بخدمة المراسلة المشفرة، فيما يؤكد أن تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” يرغب فى الاحتفاظ بـ«خلافة رقمية» لدعم وجوده الوهمي، وجذب داعمين جدد فى بلدان أخرى بعيدًا عن مناطق نفوذه السابقة في العراق وسوريا.
ويرى محللون إن التنظيم الإرهابى، ربما فقد خلافته المزعومة التى نصبها لنفسه على الأراضى التى اغتصبها فى سوريا والعراق، لكن مشاهد القتل الهجمية التى كان يبثها التنظيم فى مقاطع الفيديو الدعائية له على الإنترنت ربما ستظل عالقة فى أذهان الكثيرين كنموذج لزراعة الرعب فى النفوس، فصورة الجندى السوري الذى سحقته دبابة يقودها مجرم داعشي، وما تم من حرق الشهيد الطيار المقاتل الاردني البطل معاذ الكساسبة “رحمه الله”، حيًا فى قفص، تزامنا مع عدد لا يعد ولا يحصى من جرائم داعش، بما فى ذلك عمليات قطع رؤوس لمراسلين غربيين وعمال إغاثة، ستبقى زمنًا فى ذاكرة الكثيرين تؤكد وحشية هذا التنظيم الكافر.
ويمكن الربط بين تنظيم داعش والقاعدة، فلم يكن تنظيم داعش الإرهابى أول من استخدم سفك الدماء كأداة دعائية، إذ قام تنظيم القاعدة بنشر مقطع فيديو لقطع رأس الصحفى الأمريكى، دانيال بيرل فى مدينة كراتشى الباكستانية، غير أن تنظيم داعش تميز بمقاطع الفيديو المنتجة على الطريقة الهوليوودية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى سواء فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب أو تيليجرام، وتقنيات متطورة لتسجيل المقاطع الدموية الاجرامية حيث تشير الدراسات في هذا الجانب، الى إن تنظيم داعش استثمر الكثير من الوقت والمال والكثير من الطاقة لعناصره التى عملت على إنتاج هذه المواد الدعائية أكثر بكثير مما كانت عليه الجماعات الإرهابية الأخرى التى سبقته، ليكون بذلك أحد الأوائل من حيث الارتقاء وتحسين عملية إنتاج المحتوى الدعائى للترويج لممارساته الدموية التى ربما لم يعد لها أثرًا ماديًا.
ولاشك.. ان التنظيم الإرهابى استخدم ببراعة مواقع التواصل الاجتماعى لتوطيد عملية تطرف الآلاف من الشباب المسلم المحروم من حقوقه، عبر الترويج لكونه الطرف الذى لا يقهر فى ساحة المعركة على عكس من يحاربونه، وكان يتم نشر المحتوى الترويجى لداعش على أوسام (هاشتاجات) رائجة على وسائل التواصل الاجتماعى، ومنها بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2014 فى البرازيل.
فيما سيطرت مقاطع الفيديو الاجرامية الدموية على عناوين الصحف حول العالم، كان تنظيم داعش يبث مقاطع فيديو أخرى تظهر الحياة اليومية للناس فيما يزعم بأنها أرض الخلافة، جاعلًا من مقاطع الفيديو هذه آداة جذب للمزيد من المؤيدين، إذ يهدف التنظيم الإرهابى إلى عرض صورة مثالية للحياة فى مناطق يسكنها جنون الإرهاب.
وتصدرالدواعش الأوروبيون طليعة حملة التنظيم الدعائية، فقد قام العديد منهم بالتقاط صور لأنفسهم حاملين بنادق هجومية على صدورهم، مثل جنيد حسين، الشاب البريطانى ترك بلاده وسافر إلى العراق، حيث قتل فى غارة جوية أمريكية، حيث إن من كان يشرف على إدارة القسم الدعائى لتنظيم داعش، شبابًا فى العشرينيات من عمرهم، تم جذبهم لاعتناق أفكار الجماعات الإرهابية قبل تركهم لأوطانهم والسفر لسوريا والعراق، حيث المركز الرئيسى لتنظيم داعش.
وبالطبع أن هذا الحضور على وسائل التواصل الاجتماعى، جعل الآلة الدعائية لتنظيم داعش هدفًا رئيسيًّا لوكالات الاستخبارات الدولية، التي قامت غارة جوية أمريكية بتصفية وقتل المجرم أبومحمد العدنانى الناطق باسم تنظيم داعش فى شمال سوريا، ودمرت غارة أخرى المركز الإعلامى للتنظيم فى مدينة الموصل العراقية.
وتحت ضغط من الحكومات الغربية، بدأ كل من فيسبوك وتويتر حذف الدعاية الخاصة بداعش من على منصاتهم، وأنشئت مرشحات للمحتوى العنيف ما حجب التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش من الترويج لأفكارهم بالأريحية التى كانت موجودة فى الماضى، فالآن يعانى كل من يحاول نشر محتوى عنيف من عقبات تمنع نشره على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن لم تنجح الشركات التكنولوجية فى منعه كليًا.
التعليقات مغلقة.