ما الغاية من موقف موسكو المستهجن ” بتشييع رفات الجندي الصهيوني ” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 10/4/2019 م …
اثار تسليم روسيا رفات جندي صهيوني الى الكيان الصهيوني قتل في الثمانينات على الاراضي السورية جراء اعتداء عسكري قامت به “اسرائيل” وضاع اثره في حينها اثار تساؤلات عديدة بل امتعاض واستهجان الملايين خاصة وان الجانب الروسي اظهر مراسم التسليم وكان عسكريا روسيا كانت تحيط به مجموعة من العسكريين الروس وليس جنديا صهيوني نال ما يسنحق جراء عدوانه.
كما ان الجانب السوري وفق وسائل اعلام رسمية لم يكن على دراية بما حدث علما ان الجانب الروسي درج على اطلاع سورية على الصغيرة والكبيرة في التعامل مع الاحداث في المنطقة خاصة تلك التي تخص سورية وتتعلق بامنها القومي هكذا نسمع من تصريحات المسؤولين الروس .
والشيئ المحزن والمثيرللامتعاض ان توقيت تسليم الجثمان وبالطريقة التي عرضت اعلاميا تزامن مع زيارة قام بها الى موسكو المجرم نتن ياهو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سبق له عدم الاستجابة الى دعوات لقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني مرات عديدة عقب سقوط الطائرة الروسية ومقتل 14 عسكريا كانوا على متنها في المياه الاقليمية السورية جراء الاعيب وحيل ” تل ابيب” العسكرية اثناء عدوان لها على سورية قامت به طائرات عسكرية اسرائيلية تخفت وراء الطائرة الروسية مما اسفر عن اسقاطها عن طريق الخطا من قبل المضادات السورية وافلتت طائرات العدو بعد تنفيذ عدوانها.
ما الذي استجد لتقدم موسكو الى تل ابيب ” رفات جندي معتدي” اشبه بالهدية دون علم مسبق او دون تنسيق مع دمشق خاصة وان اجهزة اعلام سورية نفت ان تكون سورية على علم بما حدث ؟؟؟
ان من حق روسيا بالطبع التي تبحث عن مصالحها وان تقيم علاقات مع اسرائيل او غيرها او ان تزيد من افتتاح عدد القنصليات في فلسطين المحتلة كما اعلنت ذلك لغايات سياحية او غيرها لكن من حق سورية ايضا صاحبة الشان والتي تعرضت للعدوان الذي قتل فيه الجندي الصهيوني الذي جرى تسليم رفاته ولازالت تتعرض للاعتداءات يوميا ان تكون على بينة من الامر نظرا للعلاقات الوطيدة التي تربطها بروسيا فضلا عن الاتفاقيات والمعاهدات العسكرية التي افضت الى اقامة قواعد عسكرية على الاراضي السورية وفي مقدمتها قاعدة حميميم الجوية فضلا عن التسهيلات التي تقدمها دمشق للاساطيل والبوارج الحربية الروسية التي باتت تتحرك بحرية في مياه البحر الابيض المتوسط والمياه الدافئة بفضل فتح سورية موانئها لها .
كان على موسكو ان تاخذ بالاعتبار مشاعر سورية وشعبها وكل الشعوب العربية وفي المقدمة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلال صهيوني بغيض وقدم ولازال يقدم التضحيات من اجل العودة الى وطنه “المغتصب ” فلسطين” قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة المثيرة للشبهات .
في كل يوم نسمع عن استشهاد فلسطينيين جلهم من الابرياء وان معظمهم ترفض سلطات الاحتلال تسليم رفاتهم الى ذويهم اما سجون الاحتلال التي تغص بالفلسطينيين فالحديث عنها يدمي القلوب.
وسط كل ذلك نسمع بل نشاهد عملية تسليم رفات جندي صهيوني” للكيان الغاصب بطريقة رسمية وبحفل تابيني فخم لايستحقه اصلا مما يتطلب وقفة جادة امام ذلك وهوما اثار تساؤلات كثيرة اتصف بعضها بالاستغراب وحتى الاستهجان لانها تخدش مشاعر الملايين من ابناء الشعوب العربية الذين يكنون كل الاحترام والمحبة الى روسيا شعبا وقيادة ويثمنون مواقفها الداعمة لقضايا امة العرب والامم الاخرى التواقة للحرية والتخلص من الاستعمار والاستعباد منذ الحقبة السوفيتية وحتى الان .
نتن ياهو ما ان عاد من موسكو بعد تلك الحفاوة الروسية ب” رفات جندي صهيوني ” اعتدى على سورية وقتل حتى اطلق تصريحات وقحة وبدا اشبه ب” الكلب المسعور” عندما تحدث عن احقية” الكيان الصهيوني المغتصب” حتى في الضفة الغربية المحتلة بعد ان تجاوز بايحاء من العنصري ترامب على القدس المحتلة وحتى على الجولان السوري المحتل خلافا لكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد احتلال ” بني صهيون” لهما .
ووصل الحال بهذا ” النتن – ياهو” ان يرفض حتى الحديث عن دولة فلسطينية بعد ان وجد هذا التشجيع والدعم غير المشروع من الادارة الامريكية بطاقمها الحالي الجمهوري برئاسة دونالد ترامب.
ثم تاتي موسكو وتقدم له ” رفات جندي صهيوني معتدي ” يتم تشييع رفاته رسميا في عملية تثير الف علامة استفهام حتى لو كانت الخطوة تحمل في طياتها جانبا انسانيا .
متى عرف ” الكيان الغاصب” معنى الانسانية وهو يمارس شتى انواع القتل والتهجير والاضطهاد ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل ويلاحق كل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية لتتم تصفيته من قبل اجهزة الموساد الشريرة”؟؟
حري بموسكو الصديقة ان تؤكد مصداقيتها مع اصدقائها الصدوقين و ان ترمم” ايقونتها الجميلة في نظر الملايين والتي تعرضت للخدش بهذه الخطوة ” خطوة تسليم رفات الجندي الصهيوني دون علم سورية ” مما اثار غضب الملايين خاصة الشعوب العربية وفي المقدمة شعوب سورية وفلسطين؟؟
التعليقات مغلقة.