شيكات ترمب بلا رصيد / العميد ناجي الزعبي
العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 11/4/2019 م …
يندرج عداء ترامب والإدارة الاميركية لايران تاريخياًوراهناً تحت اسباب عدة ويمكن تلخيص تصعيد هذا العداء وأوجهه المختلفة المتعددة تحت الاسباب التالية
استخدام ايران كفزاعة : استخدمت الفزاعات الاميركية لحكام الخليج تاريخياً لابتزاز الحكام المنصبين من قبلها كإدارات لاحتلالها لبلدانهم ورهن ومواردها وثرواتها وخيراتها للوصاية الاميركية ولتوظيفهم لإدارة شؤون الوصاية والارتهان الاقتصادي والسياسي اي ادارة الاحتلال المقنع لبلدانهم بايدي ابنائها ، ولعب دور المحتل بدلاً من هيمنته العسكرية المباشرة والذين لا يحظون بقاعدة اجتماعية ولم يأتوا كخيار ديمقراطي ، بالتالي يمكن ابتزازهم تحت اي ذريعة ومبرر ببساطة لانهم لو رفضوا الانصياع سيتم استبدالهم بالكثيرين ممن سيبدون الاستعداد لذلك .
لذا يسهل اختراع اي ذريعة لابتزازهم وسرقة ثروات بلدانهم تحت اي عنوان وعقد صفقات اسلحة معهم واذلالهم وتركيعهم فقد فعلت الادارات الاميركية ذلك إبان الحقبة السوفيتية ورفعت شعار وفزاعة الخطر الشيوعي المزعوم على الاسلام الخ وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي استخدمت ذريعة صدام وأسلحة الدمار الشامل التي اعترفت اميركا نفسها على لسان رؤسائها ولسان كولن باول وزير خارجيتها إبان العدوان على العراق بكذب وزيف هذا الادعاء .
ثم استخدمت ورقة الارهابيين والقاعدة في افغانستان ووظفتها خير توظيف.
واخيراً اتت ايران كفزاعة بدلاً من كل الفزاعات الماضية .
اما الاستخدام الاخر فهو التلويح بالخطر الايراني ومحاصرتها وفرض العقوبات عليها وخلق بؤر توتر وارهاب في الباكستان لتلعب دوراً في زعزعة استقرار ايران واستهداف أمنها وجبهتها الداخلية بشن هجمات ارهابية عليها .
واخيرا اعتبار الحرس الثوري منظمة ارهابية والذي يتساوق مع الاعتراف بضم الجولان وضم القدس يندرج في سياق الهدايا الانتخابية لنتنياهو والشيكات بدون رصيد التي أخذ ترامب يستخدمها في الآونة الاخيرة كمهندس لحملة نتنياهو الانتخابيةومستهدفاً ايضاً الداخل الاميركي والعالم ليقدم له انتصارات اعلامية عوضاً عن الهزائم الميدانية .
لقد ساهمت ايران بدعمها لسورية والمقاومة الفلسطينية واللبنانية والحشد الشعبي العراقي بمجابهة مشروع تفكيك الوطن العربي والتصدي للارهاب الاميركي الوظيفي وشكلت بذلك خطراً على العدو الصهيوني الثكنة العسكرية الاميركية الأمامية وعلى الوجود الاميركي برمته وعلى مشروعه ومخططاته وساهمت في الإطاحة بأحادية القطب الاميركي الاوحد وبهيمنته على العالم .
لقد بذلت الادارة الاميركية الجهود الفائقة لتفكيك لبنان وتعزيز النفوذ الصهيوني والحضور الاميركي فحصدت تعزيزاً لنفوذ حزب الله وايران وهزم مشروع الشرق الاوسط الجديد بال ٢٠٠٦ .
وصمدت غزة برغم الاعتداءات الصهيونية المتكررة بفضل انتصارات وتكريس محور المقاومة كقوة راسخة يستحيل هزيمتها ، ثم صمدت سورية ثماني سنوات واستطاعت تطهير معظم ترابها الوطني من رجس الارهاب .
كما حاولت اميركا اخراج العراق من العمق العربي الاستراتيجي بعد عدوانها عليها وحل مؤسساتها وجيشها فتعزز الحضور الايراني وبرز الحشد الشعبي كقوة كفاحية ساهمت الى حد كبير بانهاء مشروع دولة الخلافة الاسلامية ، وكان اخر ثمارها تصريحات رئيس اركان الجيش العراقي في اللقاء الثلاثي لرؤساء اركان ايران والعراق وسورية الذي عقد بدمشق عن حتمية فتح المعابر العراقية السورية الرئيسيّة اي نهاية اي وجود اجنبي شرق الفرات اي (قسد وداعش والجيش الاميركي )واقتراب انهاء حلم ترامب بخلق منطقة كردية عازلة ممتدة من شمال شرق سورية للجولان المحتل .
ان قرار ترامب باعتبار الحرس الثوري كما سبق وقلنا هو بمثابة هدية انتخابية لنتنياهو هو ايضاً سلاح ذو حدين فقد اعتبرت ايران الجيش الاميركي قوة ارهابية ،اي ان ايّ استهداف للحرس الثوري اينما كان خصوصاً على حدود الجولان سيجابه باستهداف للجيش الاميركي واي تدخل صهيوني سيجابه بمحور المقاومة .
وتؤكد كل المعطيات ان لا احد يرغب باشعال الحرائق ولا طاقة لاميركا والعدو الصهيوني لفتح معركة شاملة لذا توصف خطوة ترامب باعتبار الحرس الثوري إرهابياً هي مجرد شيكات بلا رصيد
التعليقات مغلقة.