صمت امريكي على مايحدث في العراق يثير الشبهات / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 15/8/2015 م …
لاتقولوا انها نظرية المؤامرة او محاولة ايجاد تبريرات وتفسيرات للموقف الامريكي لان الذي عرف عن ” واشنطن” انها تتدخل بالصغيرة والكبيرة سواء في العراق او في العالم ونصبت نفسها ” حامية للديار” ولم يبق الا ” جبار ابو الشربت” والحاج ” زبالة ” لم تتدخل في شان ” مصلحتهما في العراق او تصدر لهما التوجيهات وطبيعة الشربت الذي يفضله ساسة البيت الابيض .
اما يجلب الانتباه ويثير التساؤل وحتى الشبهات صمت الولايات المتحدة الامريكية التي تتحكم بالملف العراقي منذ غزوه واحتلاله عام 2003 على مايحدث في العراق الان من تظاهرات ومطالبات شعبية بعد خطبة ممثل المرجعية التي طالب فيها بالتغيير ودعم العبادي فكانت شرارة هذه التظاهرات التي تصدرت الدعوة لها فضائية بعينها دون سواها واخذت ذات الفضائية توجه المتظاهرين وماذا يجب عليهم ان يفعلوا مثلما اخذت تتصدر المشهد الشعبي باعتبارها ” صوت الشعب ومنبره ” في خطوات مشابهة لتلك التي دابت عليها بعض الفضائيات التي روجت لشيئ اسمته في حينها ” الربيع العربي “. واذا بنتائجه وبالا على الامة وشعوبها .
نحن نثمن اي جهد اعلامي صادق ووطني يدعم ثورة المتظاهرين ضد الفساد هدفه التخلص من “ المشهد العراقي الكارثي “ الذي اعقب عام 2003 ونتمنى ان يكون الجهد الذي تقدمه هذه الفضائية التي تنفرد بمتابعة مايجري في العراق بجدية خارج السياقات المعروفة للاعلام الذي ينتشر في العالم وهو الذي يخدم بمعظمه وليس جميعه بالطبع اجندات ومشاريع دولية بعينها مثلما حصل في السابق في اكثر من دولة عربية وهناك امثلة كثيرة على نقول .
هل الصمت الامريكي على مايحدث في العراق وقد يتطور الى ابعد من ذلك جاء من منطلق ” السكوت من الرضى” كما يردد العراقيون ولم تعد تخشى واشنطن ذلك لانها ” مطمئنة” على كل مايجري وما سيعقبه من تبعات ولن يؤثر على وجودها وهي التي تحتفظ بالاف العسكريين في قواعد بالعراق بما في ذلك منطقة كردستان قضلا عن طاقم السفارة الامريكية التي تعد اكبر سفارة في العالم وهم بالالاف وجلهم من ” الاستخبارات والحمايات وغيرها من المنظمات التخريبية التي تختفي تحت مسميات انسانية وديمقراطية ودعم الشعوب لنيل الحرية ؟؟
ام ان هناك “طبخة “اعدت مسبقا لسرقة جهود المتظاهرين اصحاب الحق الاول في مطالبهم بعد هذا النهب والسلب وسرقة المال العام والاستخفاف بالوطن والمواطن والفساد المستشري الذي يعشعشع في مفاصل “دولة منخورة ” .
لانه وحتى هذه اللحظة لم نسمع عن وجود قيادة لهذه التظاهرات تمثلها بالحوار مع الحكومة من اجل تنفيذ مطالبها العادلة والمشروعة والتي هي مطالب جميع العراقيين دون تمييز لاسيما وان الرؤوس التي كانت وراء الكارثة العراقية من الفاسدين الذين قدموا مع المحتل وتبوؤا المناصب وعبثوا في البلاد لازالت ” بخير” وتتمتع بالامتيازات” مناصب” واموال” وغيرها الكثير في السلطة وعلى راس هرمها سواء في ” الحكومة او “ البرلمان ؟؟
هل ان مايحدث الان في العراق لاتخشاه واشنطن وصمتت عليه لانه مرتب ترتيبا ” امريكيا” وياتي في اطار ما رسم للعراق منذ الاحتلال وهي التي اعتادت ان تتدخل في الصغيرة والكبيرة ولامتصاص النقمة الشعبية التي وصلت الذروة جراء الفساد والفاسدين من الذين اتت بهم الى السلطة وان لديها من الاحتياطي ” في العراق من الذين تدربوا على يد ” اجهزتها المخابراتية” ما يمكن ان يعوضها عن الذين قد يغادروا المناصب بعد ان ” احترقت اوراقهم “؟
تصريح واحد صدر عن مسؤول عسكري امريكي تزامن مع هذه التطورات التي يشهدها العراق هو الجنرال ايموند او ديرنو رئيس هيئة الاركان المشتركة الذي ودع منصبه بالقول” هناك حاجة الى قوات برية امريكية على ارض العراق” كما قال ” الحل في العراق هو التقسيم .
ان هذا العسكري الامريكي لم يات بجديد لان نائب الرئيس الامريكي المتصهين بايدن الذي يمسك بالملف العراقي هو صاحب هذا المشروع التقسيمي وان الدستور المفخخ الذي ” سلقوه سلقا للعراق” هو اخطر ما يهدد ارض ووحدة شعبه .
واما يحق لنا ان نتساءل ايضا لماذ الان فقط بادرت المرجعية بدعوتها هذه داعية الى التغيير وقد مضى اكثر من عقد من الزمن والفساد يضرب اطنابه في العراق والمفخخات والاحزمة الناسفة تحصد ارواح الاف الابرياء وهي التي لم تصدر فتوى واحدة تنبه فيها السلطة اللهم فقط عندما داهم خطر الارهاب ممثلا بداعش ومن هم على شاكلتها مدن العراق اصدرت الفتوى المعروفة بالتطوع لصد الارهاب والارهابيين فكان الحشد الشعبي ظهيرا وداعما للجيش والقوات الامنية الاخرى في حربها ضد الارهاب؟؟
ان اكثر ما نخشاه ان تتم سرقة جهود المتظاهرين العراقيين الذين يواصلون احتجاجاتهم بعد ان سئم الشعب الذين سرقت امواله وتم اهماله واستغفاله جراء الشعارات الدينية الكاذبة وهناك تجارب كثيرة حصلت في دول عربية شقيقة سبقتنا في هذا المضمار عندما سرقت ثوراتها ضد الظلم والاستبداد والعبودية جراء تدخل الدول الاجتبية وتسخير وسائل اعلامها من اجل ذلك ولنا في التجربة المصرية التي سرق فيها ” اخوان المسلمين” ثورة شعب مصر ” ضد نظام مبارك خير دليل على ذلك مثلما لعب الاعلام وخاصة فضائيات تلك الدول دورا في تشويه الحقائق وتسيير دفة الامور ونقل الصور و الافلام المفبركة من اجل تمرير مخططاتها
التعليقات مغلقة.