هل تستجيب واشنطن لدعوة بوتين ام ستواصل سياستها المستهترة ؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 14/4/2019 م …
ربما هذه المرة الاولى التي يتحدث فيها الرئيس الروسي بوتين شخصا عن استعداد موسكو للحوار والتعاون مع واشنطن لحل المعضلات الدولية لاسيما الوضع في سورية والتعاون بهذا الشان مثلما تحدث عن المخاطر التي قد تنجم عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى الموقعه مع موسكو في عهد الاتحاد السوفيتي وتاثير ذلك على اوضاع اوربا بشكل خاص لاسيما وان موسكو حذرت مرارا من ان نشوب اي صراع عسكري مع الولايات المتحدة يعني ان الدول التي سمحت باقامة منظومات او درع صاروخية امريكية على اراضيها في اوربا سوف تتعرض لضربات صاروخية روسية .
لقد جرت العادة ان لايتحدث الرئيس بوتين شخصيا و ان يترك الامر لمسؤولين روس اخرين مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف او من ينوب عنه اووزير الدفاع شويغو للتحدث عن مثل هذه الموضوعات الا في في القمم التي تجمعه مع الرؤساء لكن عندما يعلن بوتين بنفسه عن موضوع ما يتعلق بسياسة واشنطن فان في ذلك دلالات واضحة من ان موسكو سئمت من سياسة الولايات المتحدة المتهورة والمستهترة التي لاتعرف غير ممارسة الضغوط على الاخرين والتهديد والوعيد وفرض العقوبات التي تحولت الى مسرحية مثيرة للضحك والسخرية .
لقد ادركت موسكو تماما ان هذه السياسة المتهورة قد تجر الى حرب باردة وربما ساخنة لاحقا وقد توصل العالم الى الهاوية سواء في منطقة الشرق الاوسط او شبه القارة الكورية او امريكا اللاتينية.
اما مايتعلق بسورية فقد اخذت واشنطن التى زعمت زورا انها سوف تسحب قواتها من سورية وراوغت دون ان تنفذ ذلك اخذت تحث حليفاتها الغربيات على ارسال قوات الى سورية بدلا من الانسحاب منها في خطوة هي اكثر ما يثير امتعاض الرئيس بوتين مما دفعه الى الادلاء بتصريحاته الاخيرة حول استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن بشان حلحلة الازمة السورية وغيرها من الازمات التي قد تعصف بالعالم مثل اوضاع فنزويلا واوكرانيا .
الرئيس بوتين على قناعة تامة من ان واشنطن تمارس سياسة المراوغة والكذب فقد رفضت التعاون مع موسكو والتنسيق معها بشان محاربة الارهاب منذ البداية رغم الدعوات المتكررة وشكلت في حينها ” تحالفا كاذبا” سمته ” التحالف الدولي لمحاربة الارهاب بالضد من الدعوات الروسية وهو تحالف كان يدعم بعضا من الفصائل الارهابية المسلحة ومازال يراهن عليها رغم الهزائم التي مني بها المشروع الامريكي التخريبي في المنطقة .
الرئيس بوتين اراد في تصريحاته الاخيرة ان يمنح واشنطن فرصة لمزيد من التفكير بان سياستها الحالية المنافية للمواثيق الدولية قد تؤدي الى مالاتحمد عقباه وتلحق ضررا بالغا بالعلاقات والامن الدوليين وهو ما تؤكده الاحداث في شرق الفرات ومناطق اخرى في مقدمتها محافظة ادلب وغيرها اي ان بوتين اراد سحب البساط تماما من تحت اقدام الولايات لمتحدة وكشفها بشكل كامل بل تعريتها امام حلفائها الغربيين خاصة اولئك الذين باتوا يتذمرون من السطوة الامريكية ومحاولة فرض الارادة عليهم وتحويلهم الى توابع لسياستها المتهورة .
وعندما نتحدث عن حلفاء واشنطن لانعني الدول التابعة والخاضعة تماما للسياسة الامريكية في اوربا مثل جمهوريات البلطيق استونيا ولاتفيا ولتوانيا او بولونيا او بقية الدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991 وتحولت الى مجرد خدم ل” واشنطن” بل نعني بريطانيا وفرنسا والمانيا خاصة وان الدولتين الاخيرتين قد ضاقتا ذرعا بنهج واشنطن وسياستها الاقتصادية .
ان مصالح هذه الدول باتت تصطدم مع مصالح الولايات المتحدة في اكثر من بقعة في العالم ورغم وجود اتحاد ” الاتحاد الاوربي” الذي يجمع بين هذه الدول لكن هناك مشاكل هي الاخرى فيما بينها داخل الاتحاد نفسه . ” بريطانيا” مثلا لازالت تراوح في مكانها وتعجز عن اتخاذ قرار في ايجاد حل مع الاتحاد الاوربي بعد قرار الانسحاب منه وبروز مسمى “بريكست” دون اتفاق يذكر حتى الان وفي كل مرة يتم الاتفاق على تاجيله.
فرنسا وايطاليا لهما مصالح متضاربة وخلافات في ليبيا التي تشهد صراعات دموية في ظل اكثر من حكومة ” انه النفط” وليس ” الديمقراطية ” او حقوق الانسان كما يزعمون.
في افغانستان يحصل ان ” الدول التي تمارس سياسة ذيلية” والخاضعة للمشيئة الامريكية اكثر المتضررين في الحرب التي تحولت الى مستنقع لقوات دول حلف ” ناتو” العدواني وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية .
فهل تستجيب واشنطن لدعوة روسية ربما ستكون الاخيرة بعد ان طفح الكيل صدرت من اعلى مستوى ؟؟
التعليقات مغلقة.